أثار مرض جدري القرود الذي ظهرت حالات إصابة به حول العالم حالة من القلق، بعد رصده في أكثر من دولة حول العالم، رغم كونه فيروسا قديما ونادرا إلا أنه عاد للظهور من جديد.
وقد كشفت وزارة الصحة معلومات مهمة حول الفيروس، حيث يعد الفيروس المتسبب بجدري القرود قريبا حدا للفيروس المتسبب بالإصابة بالجدري لكنه أقل فتكا وأقل قابلية للانتقال.
وفيروس جدري القردة، تم اكتشافه لأول مرة في قرود المختبرات عام 1958 ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم، كما أنه مستوطن بغرب ووسط إفريقيا ونادرا ما يصل إلى قارات أخرى وعندما يحدث ذلك فإن حالات تفشي المرض تكون قليلة للغاية ويتم قياسها بأرقام فردية.
وأوضحت وزارة الصحة أن فيروس جدري القرود غير مشابه لطبيعة فيروس كورونا، لأن الأخير كان غير معروف تماما عند ظهوره لأول مرة لكن جدري القرود معروف لنا ولدينا خبراء متخصصين في التعامل معه، مشيرة إلى أن جدري القرود لا ينتشر بسهولة ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة ولكن عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة وبشكل وثيق وهو ما يجعل إنه من غير المرجح تحوله لجائحة عالمية مثل كوفيد 19.
أعراض جدري القرود
وأكدت وزارة الصحة أنه يسبب جردي القرود أعراضا تشمل ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن فيروس جدري القرود تشمل أعراضه، ما يلي:
الفترة الأولى وهي فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، وهذه الفترة من سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة).
أما في فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى)، فيها تتبلور مختلف مراحل ظهور الطفح، وهو يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ووفقا لما حددته منظمة الصحة العالمية، يكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%)، كما يتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.
كما قد يؤدي الفيروس إلى الإصابة بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية للمرضى قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة، كما تدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدى التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه.
أما عن معدل وفيات، فنسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها فيما بين الأطفال، وعموماً فإن الفئات الأصغر سنّاً هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القردة.
سبل الوقاية من جدري القرود
وتعد المخالطة الحميمة للمرضى أثناء اندلاع فاشيات جدري القردة البشري، هي من أهم عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بعدوى الفيروس، حسبما أوضحت منظمة الصحة العالمية، موضحة أن الطريقة الوحيدة للحد من إصابة الناس بعدواه هي زيادة الوعي بعوامل الخطر المرتبطة به وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرّض له.
وتشمل طرق الوقاية من المرض، ما يلي:
تجنّب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة، وذلك للحد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر.
- ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى
- الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بالمرضى أو زيارتهم
وللحد من انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر، يجب اتباع ما يلي:
- طهي كل المنتجات الحيوانية (الدم واللحوم) بشكل جيّد قبل أكلها
- ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ممارسات ذبحها.