يقع كثيرًا من الأباء في خطأ تربوي كبير، وهو تجاهل حق الطفل في اتخاذ قرارته، والقيام بذلك بدلاً منه، بزعم أنه ليس لديه خبرة تمكنه من الاختيار، وبمقتضى هذا الاعتقاد تظل هيمنة الآباء على كافة القرارات المتعلقة بالطفل مستمرة لفترة طويلة من عمره، ما يفقد الطفل القدرة على اتخاذ القرارات وحسمها فى المستقبل ، فماهو أفضل سن للتدريب الطفل على مهارة اتخاذ القرارت .
في هذا السياق تقول الدكتورة هانم صلاح، أستاذ الطب النفسي، أن تدريب الأطفال الصغار على اتخاذ القرارات من الأمور التي تحتاج إلى مهارات خاصة ووعي من قبل الآباء، معتبرة أن أفضل سن لتدريب الطفل على اتخاذ القرارات الخاصة به يبدأ من عمر 5 سنوات، وذلك من خلال منحه مساحة للاختيار حتى فى أبسط الأمور كأنواع الطعام الذى يأكله أو الملابس واللعب وغيرهما، فذلك من شأنه أن يدرب الطفل على القدرة مستقبلاً على اتخاذ القرارات الأكثر أهمية .
وأضافت : “مع ضرورة الحرص على طرح البدائل أمام الطفل ليشعر بقدرته على الاختيار ,وكذلك توفير له المعلومات عن البدائل التى سيحسم قرارته بشأنها ليكون اختياره مبني على أسس منطقية , ويفضل أن يسمح لطفل أن يجمع هذه المعلومات بنفسه من خلال طرح الأسئلة على الكبار أو بالبحث عنها من خلال الكتب أو الإنترنت إذا كان عمره تجاوز العاشرة، فذلك يزوده بالخبرة ويجعله أكثر حسماً لقراراته ,ويعوده على عدم التسرع فى اتخاذ القرارات” .
وشددت على ضرورة تشيجيع الطفل وتحفيزه كلما تمكن من اتخاذ القرارات الإيجابية , وكذلك عدم المبالغة فى إلقاء اللوم عليه فى حال الاخفاق فى اتخاذ القرار ليستطيع التعلم من خطأه .
واعتبرت أن الخطوات فى إكساب الطفل القدرة على اتخاذ القرار هو أن يكون الآباء أنفسهم قدوة أمام الطفل فى القدرة على حسم قراراتهم فكلما كان للأبوين قدرة على اتخاذ القرارات ، دون إهدار وقت كبير فى التردد ,كلما كان لذلك أثر إيجابى على الطفل.