الجمعة 24 يناير 2025

فن

«بلداننا جميلة لكن الشباب فيها يختنقون».. شعار أفلام مخرجي المغرب بمهرجان «كان»

  • 22-5-2022 | 18:18

مهرجان كان

طباعة
  • أشرف سلام

يرسم عدد من المخرجين المغاربة في أفلامهم المعروضة ضمن مهرجان «كان» في فرنسا هذا العام، صورة جيل شاب على الحافة، وتقول المخرجة أريج السحيري بهذا الصدد: «بلداننا جميلة جدًا لكنّ الناس فيها يختنقون».

واختارت المخرجة الفرنسية التونسية، حقلًا مزروعًا بأشجار التين في الريف التونسي، غالبية العاملين فيه نساء، مسرحًا لأحداث فيلمها الروائي الطويل الأول «تحت أشجار التين»، الذي عُرض أمس السبت، ضمن قسم «أسبوعَي المخرجين» في مهرجان كان.

ورغم إحساس الحرية الذي يوحي به مشهد أشجار التين الممتدة على مد البصر، يخرج المشاهد من الفيلم بانطباع مختلف تمامًا، عن مكان مغلق ضاغط يطبق على النساء من غير أن يجدن سبيلًا للخروج منه.

وأوضحت المخرجة: «أردت أن أقول انظروا، إنه رائع، لكن هذا كل ما هناك، هكذا هي بلادنا، إنها رائعة، لكن الشباب يختنقون في الداخل».

ويظهر الفيلم نساء يتعرضن للمطاردة والمضايقة، بل حتى لاعتداءات جنسية بالكاد تنجو منها بعضهنّ.
 
وأضافت أريج السحيري: «أردت معالجة موضوع المضايقات الجنسية تجاه النساء. فإن كانت هذه المسألة ينظر إليها بجدية بالأحرى في تونس، فهي تبقى في الأرياف الخبز اليومي للنساء، ويبقى الصمت هو السائد».

وعلى غرار قطاف التين، تشبّه جسد المرأة بفاكهة تنتظر رجلًا «يقطفها»، رجل يعاني هو أيضًا بحسب المخرجة من استحالة عيش حياته الجنسية بحرية.

وتنفي المخرجة المولودة في فرنسا لوالدين تونسيين، أن تكون تعكس في عملها أي صور نمطيّة، وتروي أنها تصوّرت «مجتمعًا مصغّرًا تونسيًا، وبصورة عامّة مغاربيّا».

وتضيف: «سواء تحدثنا عن المغرب أو الجزائر أو تونس، إنه الشباب ذاته الذي يختنق في كلّ مرّة».

من جهتها، تناولت المخرجة مريم التوزاني، موضوع المثلية الجنسية في المغرب في فيلمها «القفطان الأزرق» الذي يعرض الخميس خارج المسابقة ضمن قسم «نظرة ما».
 
وقال الممثل آدم بسة لـ«فرانس برس»: «إن المشكلة هي أن من المستحيل العيش كما نودّ»، وهو يؤدي دور علي في فيلم «حرقة» للمخرج لطفي ناثان، الذي عرض الخميس ضمن المسابقة الرسمية، وكذلك خارجها.

ويروي الفيلم مصير علي، تونسيّ شاب يعتاش من بيع البنزين المهرّب على حافة الطريق، ليطرح تساؤلات حول إرث الثورة التونسية التي شكلت شرارة لحركة الربيع العربي.

فبعد أكثر من عشر سنوات على قيام محمد البوعزيزي، بإحراق نفسه احتجاجًا على ظروفه البائسة مُطلقًا بذلك ثورة الياسمين، هل تبدل الوضع؟.

ولا يزال الحال على ما هي بحسب الفيلم الذي يفضح الفساد وانعدام الأفق والفقر المتفشّي.

يقف علي على شفير الانهيار، والجنون. الخيار الوحيد برأيه هو مغادرة تونس والرحيل إلى أوروبا عبر سلوك طريق البحر المتوسط المحفوفة بالمخاطر، على غرار العديد من المهاجرين من قبله.

وينقل الفيلم بكثير من الواقعية مفاصل مجتمع يمنع الأفراد من التحرر ويكبّلهم، ويوضح المخرج لطفي ناثان لوكالة فرانس برس، أن الفيلم يكشف بصورة خاصة «يأس جيل يشعر بأنه ممنوع من العيش».

ويتابع: «أردت وصف مجتمع يسجن الناس من دون أن يترك فعليًا منفذًا».

وبفضل لقطات قريبة لعلي، تُظهر وجهه وجسده المطبوعين بقسوة الحياة، ومهارة أداء آدم بسة، ينجح الفيلم في جعل المشاهد يشعر باليأس الطاغي الذي يستولي على الشخصيات.

ويقول آدم بهذا الصدد: «اليأس، العجز... ذلك الشعور بأن الواحد استنفد كلّ ما لديه، حاول كلّ شيء، أعطى أفضل ما لديه ليحاول إيجاد مخرج، من غير أن يكون أي شيء مجديًا. انعدام الأمل هو أعنف ما يكون».

الاكثر قراءة