في الوقت الذي استعرت فيه المعركة بين الكبار.. وأصبحت حامية الوطيس.. وفي أتون حرب تكسير العظام ليتجسد الصراع في ذروته على من يحكم ويقود العالم.. العالم يبحث عن البقاء والوجود، ويتطلع إلى نظام عالمي أكثر عدلًا وتسامحًا وإنسانية.. يحل بديلًا لقوى الشر والهيمنة.. في ذات الوقت تسابق الدولة المصرية الزمن من أجل بناء الوطن.. وتوفير احتياجات المصريين من غذاء ودواء واكتفاء واستغناء بمعدلات فاقت التوقعات.. إلا أن بعض النخب اختارت أن تقف على «الحياد»، لم تشمر عن ساعديها لدخول معركة الوجود في ظل حملات مسعورة تستهدف عقل ووعي المصريين.. لذلك لا مجال للمتخاذلين أو المحايدين في زمن الحرب.. فالجميع لابد أن يشهر سلاحه من أجل الفوز في معركة الوعي والمصير.
لا عزاء للمتخاذلين والمحايدين والمتنطعين.. والمرضى بالازدواجية
المعركة «حامية» الوطيس، قوى الشر في العالم تصر على التصعيد ورفع وتيرة الصراع والصدام وتغذي المؤامرات.. وتتبنى حروبًا طاحنة تودي بحياة الكثير من البشر، وتؤذي الدول وتلحق الضرر الجسيم باقتصاداتها من الفيروسات والأمراض والأوبئة الخطيرة التي تنتشر مثل النار في الهشيم.. وتتوالى أنواعها من سارس، والجمرة الخبيثة، وأنفلونزا الطيور، إلى الخنازير، إلى كورونا واخواتها ومشتقاتها.. والسؤال هل هذه الأوبئة والفيروسات الفتاكة التي تصيب قطاعًا غير محدود من البشر جاءت بالصدفة وطبيعية، أم أنها مصنعة ومخلقة وشغل مختبرات بيولوجية، مثلما أشارت وألمحت إليه مكايدات ومناكفات الحرب الروسية- الأوكرانية، فالحديث عن عشرات المختبرات والطيور المرقمة والفئران والقطط والخفافيش لنقل العدوى إلى دول معينة، وجينات وعرقيات محددة، أمرًا يدعو إلى الحيرة وطرح التساؤلات لماذا كل هذا الشر ولمصلحة من؟.. فالخبراء والمحللون يؤكدون أن الصراع في العالم أكبر بكثير من الأزمة الروسية- الأوكرانية، وأن الصراع الحقيقي تدور رحاه على من يحكم العالم، وينفرد بالهيمنة على العالم، يقولون أن الحرب الحقيقية تدور الآن بين (أمريكا والصين)، وإن اختلفت الواجهات لكن وراء الكواليس حرب تكسير عظام بين القوتين، خاصة على الجانب الاقتصادي، في ظل تنامي القوة الاقتصادية للتنين الصيني.. وتوقعات مراكز الدراسات البحثية والاستراتيجية والاقتصادية وأجهزة المخابرات الخاصة بالدول التي ينتابها القلق وبين أيديها تقارير تؤكد الزحف الصيني على اعتلاء قمة العالم.. الحقيقة أنه يبدو أن هناك معركة خفية لا نراها، بعيدة عن مسرح عمليات الحرب الروسية- الأوكرانية.. عنوانها الحقيقي من يحكم العالم؟.. فالقوة المهيمنة الآن تسعى بكل الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة إلى كبح جماح القوة الصاعدة وترويضها.. وإيقاف وتعطيل عجلتها.. سواء بإجراءات وقرارات أو استقطاب دولي يحاول فرض الإملاءات أو تفكيك واستنزاف القوى المتحالفة معها، ومن أجل ذلك يتجاهل غطرسة قوى إقليمية ..وتشير التقارير إلى وجود تقارب أو مساومات أو صفقات من أجل اطلاق سراحها للعب دور مهم لصالح القوى المهيمنة، أو إطلاق سراح التنظيمات الإرهابية الضالعة في القتل والتدمير والتفجير وتاريخها ملوث بالدماء.
هذه الحروب المتعددة والطاحنة سواء حروب مباشرة وتقليدية، أو حروب إعلامية وثقافية أو فكرية، أو محاولات لتعديل السلوكيات وكسر الثوابت وضرب منظومات القيم والأخلاقيات، أو حروب الفيروسات والأوبئة الفتاكة، أو الحروب الاقتصادية وتخليق وصنع الأزمات شديدة الوطأة، والتي تنذر بمجاعات في بعض دول العالم، أو عدم الرغبة في استعادة الدولة الوطنية في بعض الدول التي سقطت في ربيع الخراب العربي، وتغذية الانقسام والفتن والاختلاف والتشرذم والمعسكرات الطائفية والجغرافية، كل ذلك أصاب البشر أو العالم بالإحباط، فكلما تم حصار أزمة أو فيروس أو وباء جد جديد في الأفق، فالعالم أصبح يضع يديه الاثنتين على قلبه، فبعد انحسار كورونا وتكيف العالم معها.. جاء الوافد الجديد الخطير وهو ما يعرف بجدري القرود، والذي قال الأطباء إنه يصيب البشر جراء علاقات خارج سياق الزواج، أي علاقات شاذة وغير مشروعة، وتخالف فطرة البشر التي فطر الله الناس عليها.
أقاويل وتقارير وأحاديث كثيرة تنشر في وسائل الإعلام و«السوشيال ميديا» والمحللون والمنجمون والمنظرون حول أهداف هذا الشر المستطير في العالم يتسائلون: هل جراء المعاصي والذنوب والعناد والتحدي لرب العباد، أم أنه مؤامرة متعددة الأوجه والمحاور والأسلحة؟.. تشير إلى ما يتردد إلى أن هناك هدفًا خبيثًا وشيطانيًا بأن يكون تعداد سكان العالم مليار نسمة أو ما يطلقون عليه (المليار الذهبي)، أم أنها حرب الوجود والمصير لمن سيحكم العالم ويجلس على عرش المجتمع الدولي.. فهل نحن أمام بقاء للنظام العالمي القديم الذي خرج علينا عقب الحرب العالمية الثانية، بشروره وهيمنته وازدواجيته ومؤامراته ومخططاته وكوارثه وانحيازاته، وأقنعته التي تسببت في خراب ودمار جزء كبير من العالم ومعاناته، أم أننا على أبواب نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب أو على الأقل ثنائي القطبية؟.
ليس مهمًا.. متى تنتهي الأزمة الروسية- الأوكرانية ولكن كيف ستنتهي.. وماذا يحمل المستقبل من سيناريوهات، وهل سوف تتسع رقعة الحرب، وهل يقررون هدم المعبد على الجميع، وهل يمكن أن تأتي لحظات الطيش والحماقة بالضغط على زر الفناء لجزء كبير من البشرية؟.
ما أعلمه أن انتهاء الحرب يعني أنهم سوف يجلسون على مائدة وطاولة واحدة لتقسيم الغنائم والنفوذ والثروات، ويقسمون العالم إلى قطاعات، أم أن القدر يخفي أشياء لا نعلمها.. وتظهر لهذا العالم قوى جديدة أكثر عدلًا ورحمة بالإنسان، أو أكثر شرًا من النظام العالمي السابق، دعونا نرى فالأيام القادمة وربما السنوات حبلى بالمفاجآت والسيناريوهات.. لكن القول والحقيقة الواضحة الآن أن الإنسان على كوكب في مأزق كبير وتحد خطير، يبحث فيه عن فرصة للوجود والبقاء.
من هنا دعونا نسأل ماذا نفعل نحن سواء في بلدنا، أو أمتنا العربية؟.. الحقيقة أن مصر تدرك طبيعة اللحظة وتسابق الزمن لتحقيق مقومات الوجود والبقاء في هذا العصر.. فما دمت تملك غذاءك وطعامك ودواءك وسلاحك، فأنت على الأقل قادر على المواجهة لما هو قادم.. وجاهز للتعامل مع كافة السيناريوهات.. فمن حسم الأمر قبل أكثر من 7 سنوات مَن الله عليه ومنحه القدرة على التوقع واستشراف المستقبل، فانطلق يعمل ويسابق الزمن ويحقق الإنجاز تلو الإنجاز والنجاح تلو النجاح، يجري بسرعة مقتحمًا كل المجالات والقطاعات، همه الأول وشغله الشاغل أن يوفر احتياجات ومطالب شعبه.. في ظل انحسار رقعة التحرك في الأسواق الخارجية وتعطل وتباطؤ سلاسل الإمداد والتوريد.. وكل يبحث عن نفسهـ فهناك دول مصدرة لسلع استراتيجية أعلنت أنها حظرت تصديرها، وهناك عطل جرى في مسارات التجارة العالمية، لذلك فإن روعة وقمة وعبقرية الإنجاز أنك كنت ومازلت مستعدًا لهذه اللحظة الفارقة، متسلحًا بقدر كبير من الاكتفاء والاستغناء، وامتلاك مقومات البقاء والقوة والقدرة.. فلذلك أعيد طرح السؤال على كل المصريين في أتون الحرب العالمية الثالثة التي انطلقت بالفعل، ماذا لو لم نستعد ونعمل وننجز ونحقق كل هذه النجاحات وننجز كل هذه المشروعات العملاقة، ماذا كان موقفنا الآن في ظل حرب تكسير العظام والاقتصاد في العالم وتبعها أزمة كورونا.. ماذا لو لم نحقق هذه التوسعات العملاقة في مجال الزراعة، وإضافة 6 ملايين فدان للرقعة الزراعية في مصر، وإيقاف مجزرة التعدي على الأراضي الزراعية في الدلتا القديمة، التي كنا نغتال خلالها أحلامنا ومستقبلنا ووجودنا، ليس هذا فحسب، فالدولة تحركت في كل مجال ومازالت تسابق الزمن وتنجز ما يفوق التوقعات، البلد خلية عمل على مدى الرؤية في كافة ربوع البلاد.
السؤال المهم والعريض والكبير، إذا كانت الدولة في ظل محدودية قدراتها ومواردها، وفي ظل تعداد سكاني فاق الـ100 مليون نسمة، تحقق كل هذه النجاحات والإنجازات ولا تشعرنا بأي نوع من الأزمة أو النقص أو العجز، ولا أقول أن كل شىء أصبح مثاليًا، لكن على الأقل الإنجازات والمشروعات والنجاحات وضعتنا على الطريق الصحيح لنصمد ونقاوم ونصل إلى مرحلة الستر، السؤال الذي أريد طرحه، ماذا فعلنا ونفعل كشعب وكمواطنين وكنخب ومفكرين وإعلاميين؟.. الحقيقة أنني استشعر أن مصر في معركة كبرى سواء في الداخل أو التعاطي مع ضغوط ومؤامرات واستهدافات.. لكن هناك البعض من هذه الفئات قرر أن يقف على الحياد، أو لا يضحي بالبدلة وحتى لا تتكسر، ويخشى أن يتسخ قميصه أو يتمزق، أو يخشى أن يقال عليه تبع فلان أو علان.. وأقول إذا تعلقت المعركة بالوطن.. فلا مجال للحيادية و(الفرجة) أو إمساك العصا من المنتصف، الاختيار هو دخول المعركة وبشجاعة وقوة الحقيقة، والعمل على إبطال مفعول الأكاذيب والشائعات وحروب التشكيك وحملات التشويه والوقيعة والفتن.. بسلاح الحقائق على أرض الواقع بالبيانات والمعلومات والأرقام والأهداف التي تتحقق على أرض الواقع.
نحن أمام حرب مستعرة وحملات مسعورة لا تصلح معها جلسات الغرف المكيفة، لابد أن يشمر كل منا عن ساعديه ويحمل السلاح.. سواء القلم أو الكاميرا أو الرأي، لا يمكن الابتعاد عن الميدان.. الدخول وبقوة في أتون المعركة المصيرية هو الحل.
الحرب تدار ضدنا بلا هوادة.. تمارس فيها كل الوسائل والأساليب والآلاعيب المنحطة.. وحملات مسعورة تستهدف عقل المواطن الذي يحتاج إلى من يهديه إلى سبيل الحقيقة والوعي.. إلى من يأخذ بيده إلى طريق الواقع المضىء ليطمئن ويساعده على الفهم.. وتفسير ما يحدث وأسبابه.. لا يمكن أن نرتكن لدواعي الحياد أو الخوف من الاتهام، أو نكون هدفًا للإساءة والتشويه.. فهذه الأمور وسام على الصدور.. ورسالة واضحة أنه إذا ضربت فأوجع، وأقول اضرب بسلاح الحقيقة والوعي، ولا تسمح لدعاوي الباطل والزيف وأحاديث الإفك والكذب والشائعات، لا تسمح للمرتزقة والخونة بالتمدد وخداع الناس والتغرير بهم.
هناك من يرى (أمه) في أتون المعركة ولا يكلف نفسه الدخول فيها للدفاع عنها وحمايتها.. ولا أدري ماذا يخشون وممن يخافون، فالحياة والعمر والموت والرزق بيد الله، لا تقلق على البدلة والشياكة والقميص.. فثياب ورداء الوطن أعز وأغلى، ولا أريد أن أقول التخاذل والمواربة والاختفاء في أوقات الحروب (خيانة)، الشرف الحقيقي أن تكون في قلب المعركة، في الميدان فوق الجبهة تمسك بسلاحك ولا تسمح للخونة والمرتزقة أن يتقدموا خطوة واحدة.
هناك بعض النخب أيضًا شغلتهم توافه الأمور.. كل يوم يفتعلون أزمة ويثيرون جدلًا لا طائل ولا عائد منه، تارة يهاجمون الحجاب وينكرون السنة ويشككون في الثوابت.. ليخرج علينا البعض بالمطالبة بمنع ارتداء السيدات أو الفتيات في مجتمعنا الشرقي والمحافظ المتدين ارتداء المايوه البوركيني الذي يخفي الجسد، وهو عكس المايوه البكيني، بحجة أن المايوه (البوركيني) يظهر من الجسد أكثر ما يخفي، والسؤال لماذا لم تهاجموا المايوه البكيني أو القطعتين أو غيره، أليست هذه هي الحرية التي تتشدقون بها وصدعتم رؤوسنا بها.. هل تعجبكم مشاهد العري وغرف النوم وأفلام سوق المتعة للمناضلة والعَلامة الكبيرة والداعية الجهبذ إلهام شاهين واخواتها.. (أنا حر ما لم أضر) ولم أتجاوز الثوابت، من ترتدي البكيني هي حرة، ومن ترتدي البوركيني هي حرة، لماذا نشغل أنفسنا بهذه الأمور، ولماذا كل هذا التناقض ليس هذا على مستوى داخلنا المصري الشخصي في مصر، لكن أيضًا على مستوى أوروبا المتشدقة بالحريات، فهناك من ينتهك حرمة الكتب المقدسة بحرق المصحف ويعتبرونها حرية رأي، ويمنعون النساء المسلمات من ارتداء البوركيني، السؤال هل هي حملة وهجمة تتعانق في الخارج والداخل ولها أدواتها وشخوصها في مجتمعنا، نحن نريد الحرية التي تطالبون بها.. وأنا لا أسمح لزوجتي أو ابنتي أو أختي بارتداء المايوه البكيني وهن لا يرضين بذلك.. وأنا رجل صعيدي كانت أمي ترتدي (البردة) الثقيلة في عز الحر حتى لا يراها الناس، فأعتقد أن الغرب لهم ما يناسبهم من عادات وتقاليد.. والشرق له ما يناسبه من عادات وتقاليد وقيم محافظة رغم أن الشرق تناقض ويعاني من ازدواجية المعايير.. إلا أنني أريدها حرية لا تضر بالجميع ولا تتجاوز الخطوط الحمراء.. فأنت حر ما لم تضر.. افهموها يرحمكم الله، فبعض النخب لدينا تعاني من فيروس ومرض التناقض والازدواجية مثل أصدقائهم في الغرب، وأريدكم أن ترفعوا أياديكم عن الدين والعادات والتقاليد والأصول والقواعد المصرية.. الحشمة مطلوبة والدياثة مرفوضة.
«الڤار» .. ڤارنا !!
في فيلم الزوجة الثانية للعمالقة سعاد حسني وصلاح منصور وحسن البارودي وعبدالمنعم إبراهيم، هناك عبارة قالها الفنان حسن البارودي «الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا»، وأراها بوضوح في مباراة الأهلي وإنبي.. فالمباراة امتدت لشوطين إضافيين رغم أنها مباراة دوري عام.. وعجائب وغرائب ومعجزات «الفار» لم تتوقف.. وطرد أهم لاعبي إنبي.. وكأن فوز الأهلي قدرًا مقدورًا حتى لو امتدت المباراة لما لا نهاية، حتى يتمكن الأحمر من تحقيق الفوز.
الحكم أحمد الشناوي، واضح أنه يرتدي الفانلة الحمراء حتى وهو «نائم»، وتقريبًا نسى قواعد التحكيم وقوانينه، أو على رأى حسن البارودي الورق ورقنا، والتحكيم تحكيمنا، فلم يخرج يومًا بإدانة الأهلي بأي مخالفة، ويقولون عليه المحلل الملاكي للأهلي، ولا أنسى أنه دافع عن إلغاء ضربة جزاء الإسماعيلي ضد الأهلي، بسبب العودة إلى «الفار»، عندما قالوا أن اللعبة «فاول» على لاعب الإسماعيلي ضد ديانج لاعب الأهلي، قبل وقوع الخطأ الذي استوجب احتساب ضربة الجزاء.. (شفتوا) جابها من أين، ومن الماضي السحيق.. فعلاً الفار (فارنا) والشناوي محللنا وحبيبنا وصديقنا وأحمر زينا، يا ناس ليس بالهوى وبالحب ولكن بالموضوعية والتجرد بغض النظر عن الألوان، على فكرة أنا زملكاوي بس احترم الأهلي وهو لا يحتاج مساعدة من أحد.
تحيا مصر