الإثنين 17 يونيو 2024

بالمستندات.. حقيقة اختفاء «نور الهدى» بموانئ البحر الأحمر‎

16-7-2017 | 15:17

 

كشفت مصادر بوزارة النقل والمواصلات عن بوادر أزمة تلوح فى الافق بين الشقيقتين مصر والإمارات، بعد اتهام شركة إماراتية الهيئة العامة لمواني البحر الأحمر بالاستيلاء على إحدى سفنها، إثر تعرضها لعطل وسحبها عن طريق قاطرة تابعة لهيئة مواني البحر الأحمر، وذلك حسبما أكد طاقم السفينة، والذين تم نقلهم لإخلاء السفنية، وبعد ذلك انقطعت الاتصالات بالسفينة، ولم يتم التوصل إليها، ما دعا الشركة المالكة إلى اتهام مواني البحر الأحمر بالاستيلاء عليها والتقدم بشكوى رسمية إلى المنظمة البحرية الدولية بخصوص هذا الشأن..

 

البداية.. تعطل السفينة الإماراتية:

في مطلع فبراير الماضي أبحرت سفينة البضائع "نور الهدى" التابعة لإحدى الشركات الإماراتية، وهي تحمل علم تنزانيا، من ميناء بورتوفيق بالسويس باتجاه السعودية، وهي محملة بـ4300 طن بضائع سكر ودقيق.

وتعرضت إحدى طلمبات الزيت للعطل بالمركب؛ ما تسبب في ميل أحد جوانب المركب، ما دفع طاقم السفينة إلى الاستغاثة، واستجابت لهم إحدى القاطرات، وغادر طاقم السفينة المركب.

طاقم المركب يبلغ عن اختفاء السفينة

بعد مغادة طاقم المركب للسفينة تم إغلاق كل الأجهزة بها، بعدها بعدة أيام قال طاقم المركب الذى تم إنقاذه، إنه لا يعلم شيئا عن السفينة.

وتقدمت الشركة المالكة بالعديد من الشكاوى لهيئة موانئ البحر الأحمر وللقوات البحرية دون جدوى؛ ما دفعها إلى التقدم بشكوى إلى المنظمة البحرية الدولية؛ للمطالبة بالكشف عن ملابسات الواقعة وموقع السفينة.

 

قبطان السفينة يكشف سبب العطل

قبطان السفينة سليم الصوفي، سوري الجنسية، قال إن إحدى طلمبات الزيت تعطلت بعد انطلاق السفينة من ميناء بورتوفيق، وتعرضت للميل على أحد جوانبها، وصل إلى 15 درجة، وقاموا بإرسال استغاثة، وإخطار مركز البحث والإنقاذ بالقاهرة.

وتوقفت على بعد 68 ميلاً بحريًّا شرق منطقة مارينا بورت غارب جنوب البحر الأحمر، وغادرها الطاقم فور مشاهدتهم لإحدى السفن القادمة لقطر السفينة وسحبها.

وكشف أنه تم إغلاق أجهزة السفينة، وهذا لا يحدث إلا بفعل فاعل، مؤكدًا أن العطل الذي تعرضت له ليس بالعطل الخطير، وأن قطرها كان لغرض الإصلاح، فكل ما تعرضت له السفينة هو تعطل بطلمبة الزيت، ولم يغادرها الطاقم إلا بعد تأكده ومشاهدته لإحدى القاطرات القادمة باتجاههم، بناء على الاستغاثة التي أرسلوها.

وأكد أن السفينة لم تتعرض للغرق بعد، حيث إنها تحمل صندوقين شبيهين بالصندوق الأسود بالطائرات، وهما موجودان في مكانين مختلفين، ويعملان بشكل تلقائي فور الغرق؛ ليرسلا إشارات تدلان على موقع الغرق، فضلاً عن أجهزة الاستشعار التي تعمل أيضًا في حالة الغرق، وترسل إشارات استغاثة حتى في حالة إطفاء الأجهزة أو الحريق والانفجار، وهي لم تعمل، وهو دليل دامغ على أن السفينة لم تغرق.


موانئ البحر الأحمر: تلقينا استغاثه من السفينة بالغرق!

قال ملاك يوسف المتحدث الاعلامى لهيئة موانى البحر الأحمر، إنه بتاريخ 12 فبراير 2017 وردت إشارة من راديو القصير يفيد بأن السفينة نور الهدى وجنسيتها تنزانيا التابعة لتوكيل أميرة تتعرض للغرق بالموقع 52 ميلا جنوب شرق القصير، وذلك أثناء رحلتها من ميناء بورتوفيق متجهة لليمن، وعلى متنها 4 آلاف طن بضائع عامة (سكر ودقيق).


عمليات الهيئة: أنقذنا السفينة وتوجهت لميناء جدة

 وتابع مركز عمليات الهيئة الموقف مع الجهات المختصة ومع توكيل السفينة وبتاريخ 13 فبراير 2017 ورد فاكس من راديو القصير يفيد بأنه تم قطر السفينة بواسطة قاطرتين سعوديتين وتم التوجه لميناء جدة السعودي.

وأفاد توكيل السفينة بأنه لا توجد بها أية مشاكل وأن السفينة في طريقها الى ميناء جدة السعودي ومنتظر وصولها للميناء الساعة الخامسة مساء نفس اليوم.

 

انقطاع الاتصال بالسفينة بعد إنقاذ طاقم المركب

أوضح ملاك يوسف المتحث باسم مواني البحر الأحمر، أنه في نفس اليوم تلقى مركز عمليات الهيئة إشارة من مركز البحث والإنقاذ تفيد بأن السفينة في حالة غرق وتم إنقاذ الطاقم وعددهم ستة عشر فردا بواسطة سفينة تجارية، وهي في طريقها لميناء السخنة وأن موقع السفينة الحالي 68 ميلا بحريا من مرسى غالب وتم انقطاع الاتصال بالسفينة.

 

الوكيل الملاحي ينفي غرق السفينة!

 قالت أمل فراج، رئيس قسم الإعلام بمواني البحر الأحمر، إنه على الرغم من انقطاع الاتصال بالسفينة قامت مواني البحر الأحمر بالاتصال بالتوكيل الملاحي، الذي أفاد بأن السفينة لم تغرق، وهي في نفس موقعها، ويوجد بجوارها 2 قاطرة وبارجة سعودية حيث إنها ليست في المياه الإقليمية المصرية وأنه جارٍ البحث عن وسيلة لقطر السفينة وسحبها بواسطة مالك السفينة.

وأضافت "فراج": لقد  تواصلنا مع كل المسئولين وتوكيل السفينة وكل المخاطبات والإشارات والاستغاثات مسجلة بتواريخها، وتثبت رواية الهيئة ولا تحملنا أية مسئولية تجاه فقدان السفينة.


الشركة المالكة تكذب غرق السفينة!

قال أحمد أمين، المدير الفني للشركة المالكة للسفينة نور الهدى، إن وكيل السفينة أخبرهم بالاستغاثة بناء على رسالة أرسلتها لهم هيئة البحث والإنقاذ من السفينة، والتي تفيد بطلبهم فني صيانة لوجود عطل بطلمبة الزيت، وجاء الرد على الوكيل باتخاذ الإجراءات القانونية والفنية وإرسال فني للمركب، وقد وجد أن ذلك يستغرق وقتًا، فكان الخيار الأفضل هو إرسال قاطرة لسحبها إلى أقرب ميناء، وبالفعل خرجت قاطرة تابعة لهيئة مواني البحر الأحمر لسحبها، وكانت التعليمات هي الحفاظ على حياة الربان وطاقم المركب، وتم إخلاؤه بعد وصول القاطرة.

وتابع أمين أن الطاقم صور القاطرة عدة صور وفيديوهات لها وهي متوقفة بجانب المركب، ومع ذلك انقطعت الاتصالات عن المركب، وبسؤال الهيئة نفت خروج قاطرات منها، وتقدمت الشركة بشكوى بهذا الشان، أرفقت بها الصور والفيديو، ولكن جاء الرد أنها لا تثبت أي شيء؛ ما دفعنا إلى اللجوء إلى المنظمة البحرية الدولية، وهي جهة دولية مسئولة عن القضايا البحرية والسفن في جميع أنحاء العالم، مطالبين بالكشف عن ملابسات السفينة وموقعها سبب إنكار المسؤولين لوجودها.

 

رئيس مواني البحر الأحمر: لا نعلم شيئا عن السفينة

من جانبه قال اللواء هشام أبوسنة، رئيس هيئة مواني البحر الأحمر، إن السفينة نور الهدى بعد حدوث عطل بها، قام على الفور ربان السفينة بإرسال استغاثة، وتم إخطار مركز البحث والإنقاذ  التابع للقوات المسلحة لانقاذ السفينة وإخطار الوكيل؛ وتم على الفور إخلاء طاقمها المكون من ستة عشر شخصًا من جنسيات مختلفة: مصرية، هندية، سورية، وتم التعامل مع الموقف ونقل الطاقم إلى سفينة أخرى كانت قريبة من موقع الحادث؛ حفاظًا على حياتهم.

ونفى رئيس الهيئة ما يدعيه البعض بوجود أي مسؤولية على الهيئة تجاه المركب أو وجود قاطرات تابعة للهيئة خرجت لقطرها، مؤكدًا أنه بالفعل هناك قاطرتان تم رصدهما يقومان بقطر السفينة، وليست قاطرة واحدة، وهما غير تابعتين للهيئة، مؤكدًا أنه شأن داخلي للشركة المالكة والتوكيل، حيث إن الاستغاثة كانت لطلب فني بعد تعرض المركب للميل، لافتًا إلى أنه لا يوجد أي مفقودين أو مصابين بين طاقم السفينة.

 

خبير بحري: مواني البحر الأحمر ليست مسئولة عن اختفاء السفينة

قال الخبير البحرى الدكتور محمد الحداد، إن واقعة اختفاء السفينة نور الهدى لا تقع على كاهل مواني البحر الأحمر، ولا توجد أدنى مسئولية عليها، لافتا إلى أن الهيئة قامت بإنقاذ طاقم السفينة بعد إخطارها البحث والإنقاذ، ما بعد ذلك ليس من مسئولية الهيئة ولا يقع عليها اى خطأ.

وأوضح الحداد أن العلاقة بين الشقيقتين مصر والإمارات لم تتوتر لأن هذه علاقة تجارية ستجد لكل طرف مبررا لتصرفاته، لكن الاستثمار الإماراتي من الممكن أن يتأثر بين رجال الأعمال بالبلدين بعد تلك الواقعة خصوصا من يعملون في المجال البحري.