قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة حلوان، إن رواية «هبات ساخنة» العنوان بها يحيل إلى شيء درامي نوعاً ما، وهناك تعدد للهبات داخل الرواية، فمنها الساخرة والحنونة، وغيرها من الهبات التي تضع من خلالها الكاتبة من يقرأ الرواية في الحدث الروائي.
والرواية هنا تبدأ دون أي استطرادات، وثمة بطلة في أزمة تعاني من رغبة عارمة وكفاءة مفقتدة، والرواية هنا تستخدم تكنيك عين الكاميرا، فنحن هنا نرى ونسمع كل الأحداث عن طريق سلمى، ونرى شخصية الأم التي تتعامل مع ابنتها من مبدأ الصداقة، فسردية الأم هنا حاضرة بشكل كبير، ونحن هنا لسنا أمام أم تقليدية، وهذه الأم تصبح بشكل أساسي متصلة بشكل كبير بالماضي والمكان الذي هو وسط البلد.
وأضاف «عبدالله» خلال الندوة النقدية المنعقدة بمقر منتدى المستقبل للفكر والإبداع؛ لمناقشة رواية «هبات ساخنة» للقاصة والكاتبة الروائية سعاد سليمان، أن الأمكنة هنا تلعب دورًا بارزًا في الرواية، والعناوين في الرواية هنا أغلبها عناوين فرعية، ولكن المشهد الافتتاحي في الرواية يخلو من العناوين لكنه غير معزول عن الرواية.
وتابع أستاذ النقد الأدبي، أن حضور الرجال في الرواية هو حضور مبتسر وهو جزء من هذا التكريس، ولكن الرواية كانت بحاجة من التركيز المكثف للنص، ونرى هنا أن الرواية بها تعدد للخطابات، والذي يشير إلى تعدد التكوينات الثقافية المشكلة لشخوص الرواية.
ويناقش الرواية الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والكاتبة الروائية والقاصة الدكتورة صفاء النجار، ويدير الندوة الإعلامي عمرو الشامي.
وقد صدرت رواية "هبات ساخنة" عن دار "روافد" للنشر بالقاهرة، وتعد الرواية الثالثة للكاتبة سعاد سليمان بعد روايتيها "غير المباح"، و"آخر المحظيات"، فضلًا عن مجموعاتها القصصية "هكذا ببساطة"، و"الراقص"، و"حشو الملايكة"، و"شال أحمر يحمل خطيئة".
ومن أجواء الرواية: «دقيقة؛ على الأكثر دقيقتان، بعدها أسترد روحي المعلقة حولي، ينضح جسدي عرقًا غزيرًا، يغرق شعري، وجهي، ظهر يديَّ، ركبتاي، سلسلة ظهري، أرتجف بردًا ينخر في عظمي، مهما ارتديت من ملابس ثقيلة، تظل درجة حرارة جسمي منخفضة، ثم ترتفع حد الغليان، هكذا مئات المرات في اليوم الواحد، صنع جسدي مناخه الخاص، فليس له أي علاقة بالطقس الخارجي».
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى اهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي «إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة».