السبت 4 مايو 2024

في ذكرى رحيله.. دموع إسماعيل يس على الشاطئ (صور نادرة)

إسماعيل يس

فن24-5-2022 | 22:23

خليل زيدان

أرخت صحافة الستينيات مأساة عبقري الكوميديا إسماعيل يس، وتلخصت المأساة في تسلط مالك المسرح وعزوف المنتجين عنه؛ ليعلنها في الصحف صراحة «أنا عاطل عن العمل»، ومرة أخرى يقول «سوف أفتتح مطعمًا للكشري بدلًا من دق الأبواب»، وهو الفنان الذي خلده تاريخه الفني، سواء في المسرح أو السينما، وهو الفنان أيضًا الذي كانت نهايته مأساوية مثل بداياته القاسية الحزينة، وما بين البداية والنهاية سنوات مجد وتألق واعتلاء قمة الفن والشهرة.. لكن دوام الحال من المحال.

في مقال نادر لزميلنا الأستاذ ألبير توفيق، وضح من خلاله أنه التقى صدفة على شاطئ الأسكندرية بالفنان إسماعيل يس، وفي مقدمة بديعة وصف ألبير حالة الحزن التي وصل إليها إسماعيل يس باعث البهجة وملك الكوميديا، فهاهو يجلس حزينًا يصارع من أجل البقاء.. يؤكد أنه مازال قادرًا على التمثيل وإكمال مسيرته رغم أن عمره تعدى الثالثة والخمسين.

كما يفيض البحر بأمواجه التي تلاطم الشاطئ، أفاض إسماعيل يس لأبير بأحزانه، ووضح له أن القاهرة تطرده ويفكر في أن ينقل نشاطه المسرحي للأسكندرية، فصاحب المسرح الذي يستأجره إسماعيل هو وفرقته، يدعى عدنان دير عطافي، شاء أن يطرد إسماعيل وفرقته، ورغم إن إسماعيل يدفع إيجارًا شهريًا قدره 450 جنيهًا إلا أن المالك يريد 30% من إيراد الفرقة كشرط لبقاء الفرقة في المسرح.

أكد إسماعيل يس، أنه خسر العام الماضي سبعة آلاف جنيه، فأعضاء الفرقة والعمال يتقاضون 2400 جنيه، وتحمل إسماعيل الخسائر، ورغم ذلك فهو يصارع من أجل البقاء، وقد هداه تفكيره إلى أن يشكو عدنان إلى الوزير الدكتور عبد القادر حاتم، الذي استدعى الرجل وحاول إقناعه بأن يترك المسرح لإسماعيل، لكنه كان عنيدًا ورفض، ورغم أن القانون يقف في صف إسماعيل ولا يمكن طرده مادام يدفع الإيجار بانتظام، إلا أن إسماعيل أكد أن عدنان يحتفظ بسقف المسرح والمقاعد، فالمسرح صيفي، وفي الشتاء لابد من تركيب السقف وإلا جلس الجمهور في السقيع وتحت مياة الأمطار ليشاهدوا العروض، وذلك مستحيل.

سأل ألبير إسماعيل، لماذا لا تنضم بفرقتك إلى فرق التليفزيون؟، فقال أن للتليفزيون عشر فرق، وهي تحتل كل مسارح التليفزيون، وحاول إسماعيل إن ينضم إليهم، وجاء الفنان السيد بدير بصفته مستشارًا للتليفزيون، وعاين الفرقة وقال له «مبروك»، ومن بعدها لم يحدث شئ.. وهكذا بدأت الحلقات تضيق على باعث البهجة.. فلا منتج يلتفت إليه ولا مسرح متاح ليكمل مسيرته.. ولم يجد إسماعيل إلا الملاهي ليعمل بها منلوجست.. فكانت النهاية مثل البداية.  

إسماعيل يس ومديحة يسري في فيلم أحلام الشباب

لقطة من فيلم إسماعيل يس في البوليس الحربي