قالت سارة عزيز رئيسة مؤسسة "مطمن" إن تكنيك "5 تاء" يعد طريقة بسيطة ذكية تستخدم في مواجهة التحرش بالأماكن العامة، وتهدف إلى الابتعاد عن المشادات، لتعتمد بشكل كبير على تعطيل الاعتداء بطريقة مسالمة لا تحفها المخاطر بمن يتعرض للتحرش.

جاء ذلك عبر بث مباشر على صفحتي "المجلس القومي للمرأة" ومؤسسة "مطمن" على فيس بوك في أولى حلقات سلسلة الفيديوهات التفاعلية لبرنامج تدريبي توعوي عن مكافحة التحرش في الأماكن العامة يطلقه المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع "مطمن" تحت عنوان "كن المنقذ في قصة غيرك".

وأوضحت "عزيز" خلال أولى حلقات البث المباشر أمس أن أول تاء في تكنيك "5 تاء" ترتبط بكلمة "تشتيت" كأن يرى مستقل "الميكرو باص" أو "الأتوبيس" فتاة تتعرض لمضايقات فيشتت فعل المتحرش بالتحدث إلى الفتاة للاستفهام منها عن المحطة المقبلة، أو كأن يرى أحدنا فتاة تتعرض لمضايقات داخل "الجيم" الرياضي فيعرض عليها زجاجة مياه بحجة أنها سقطت منها، ما يعرف بتشتيت الموقف، وتعطيل المتحرش عن كسر حدود الفتاة التي يضايقها.

وأضافت: التاء الثانية ترتبط بفعل الـ"تفويض"، كأن ترى فتاة في المواصلات العامة واقعة تحرش أو مضايقة لفتاة أخرى تجلس إلى جانبها، فتبلغ شخص تتوسّم فيه حسن التصرف، أوتبلغ السائق أو "الكمسري" بأن هناك من يضايق الفتاة التي تجلس إلى جانبها، وهو ما يعرف بالتفويض إلى من له سلطة على المكان العام للتصرف، سواء في المواصلات أو العمل أو "الجيم"، دون حديث مباشر مع المتحرش. 

فيما ترتبط التاء الثالثة بـ "التوثيق"، وله عدة جوانب وفق سارة عزيز، كأن تقول فتاة لأخرى تجلس إلى جانبها عن واقعة تحرش تشاهدها: "هل تلاحظين ما يحدث، أو هل ترين فعل هذا المتحرش؟!"، وهو ما يعرف بتوثيق الحدث لشخص ثانٍ وثالث ورابع، فزيادة الشهود تمنح القدرة على التصدي للمتحرش، تأكيدًا لمضايقته، فلا يترك الأمر لشاهد واحد.

وذكر البث المباشر الذي عُرض أمس عبر صفحتي "المجلس القومي للمرأة" و"مطمن" على فيس بوك، أن التاء الرابعة في تكنيك "5 تاء" لمكافحة التحرش في الأماكن العامة تتعلق بفعل الـ "تأخير"، الذي يتمثل في الانتظار بالأماكن العامة أو تأخير النزول من المواصلات  للاطمئنان على الشخص الذي تعرض للتحرش، فصدمة التحرش تُشعر من يتعرض إليها بالانزعاج الشديد، وعدم الأمان، وعدم التركيز، إضافة إلى إمكانية توجيه الفتاة التي وقع في حقها التحرش إلى هاتف مكتب شكاوى المرأة (15115) للاستشارة القانونية والنفسية، فالمواساة والمؤاذرة مطلوبين في مثل تلك الوقائع.

وتهدف التاء الخامسة والأخيرة وفق البث المباشر إلى "التوجيه المباشر"، عن طريق مخاطبة المتحرش بعبارات مثل "من فضلك ما تفعله يعاقب عليه القانون" أو "من فضلك إن أردت فعل ذلك فعليك أن تغادر هذا المكان".

ويعد "التوجيه المباشر" آخر طريقة يمكن اللجوء إليها أو استبعادها في التعامل مع وقائع التحرش، لأن تكنيك الـ "5 تاء" يعتمد بشكل كبير على تعطيل الاعتداء بطريقة مسالمة لا تحفها المخاطر أو الأذى لمن يتعرض للتحرش.

ووصفت سارة عزيز الصدمة النفسية في حادث الاعتداء أو التحرش بالسريعة جدًا، والقوية جدًا، والقريبة جدًا، التي تفقد معها المتعرضة للتحرش القدرة على التحرك أو الشعور بما يحدث، أو إدراك الرهبة الذي هي بصددها، لذا فتاء التأخير مميزة للغاية، حيث الاطمئنان على الفتاة التي وقع في حقها التحرش ضروري، بينما توجيه كلمات اللوم عليها لا يفيد في حماية المجتمع لحقوق الفتاة في الأماكن العامة.

وعرّفت رئيسة "مطمن" فعل التحرش بأنه كسر للحدود، يترتب عليه عدم أمان أو أريحية الشخص الذي يقع في حقه هذا الفعل.

وتهدف سسلة الفيديوهات التفاعلية التوعوي للبرنامج التدريبي "كن المنقذ في قصة غيرك" الذي يطلقه المجلس القومي للمرأة مع مؤسسة "مطمن" عبر صفحتيهما على فيس بوك بالشراكة مع "لوريال باريس" إلى التوعية بأساليب مبتكرة عن كيفية التصرف مع وقائع التحرش في الأماكن العامة، وخلق حالة من التفاعل المباشر مع مستخدمى "فيس بوك" والإجابة على استفساراتهم حول الموضوع المطروح.