تحتفل القارة الأفريقية اليوم بيوم إفريقيا وهو اليوم الذي يوافق ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، لتكون أول مؤسسة قارية في إفريقيا بعد الاستقلال وتعمل على تحرير بقية الدول من بقايا الاستعمار، ثم تحولت رسميا في 2002 إلى الاتحاد الأفريقي.

مصر من الدول المؤسسة للمنظمة منذ نشأتها واستضافت أول قمة عقدت بعد تأسيسها والتي كانت في يوليو 1964 وكذلك كانت مصر من المؤسسين للاتحاد الأفريقي، وساهمت عبر العقود في تمويل الاتحاد ودعم مؤسساته وعمله بما يخدم مصالح القارة الأفريقية.

دور مصر في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية

والتي كانت أيضًا من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، وخلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عملت مصر على لعب دور رئيسي في تحرير الدول الأفريقية من خلال دعم حركات التحرر الأفريقية، حيث استضافت عددا من قادة وزعماء التحرر الأفريقي، الذين حفروا أسماءهم بأحرف من نور في تاريخ القارة والبشرية من أمثال نكروما، نيريري، بن بيلا، سيكوتوري، هيلاسيلاسى، وغيرهم.

دور مصر في تأسيس الاتحاد الإفريقي
أسهمت مصر في تأسيس هيكل الاتحاد الإفريقي التي جاءت خلفًا لمنظمة الوحدة الإفريقية، فشارك الوفد المصري عام 2000 في قمة لومى التي كانت بمثابة القمة التأسيسية للاتحاد، وساهمت في إدخال بعض التعديلات على مشروع الوثيقة ومنها تعديل على المادة 4 (ح) بما من شأنه قصر حق الاتحاد في التدخل في شئون الدول الأعضاء في ثلاث حالات محددة هي جرائم الإبادة، الجرائم ضـد الإنسانية، وجرائم الحـرب.

كما اقترحت أيضا تعديلات على المادة (5) الخاصة باللغات المستخدمة في الاتحاد وإدراج اللغة العربية لتكون ضمن لغات عمل الاتحاد، وقد تم بالفعل الأخذ بهذه التعديلات، وتتحمل مصر بالإضافة إلى عدد من الدول الأفريقية وهي كل من جنوب إفريقيا والجزائر وليبيا ونيجيريا، النسبة الأكبر في ميزانية الاتحاد الإفريقي والمقدرة بنحو 15% من ميزانية الاتحاد.

وبعد تأسيس الاتحاد صدقت مصر على 20 اتفاقية في إطار الاتحاد، دخلت منها 16 حيز النفاذ و2 حيز النفاذ مؤقتًا، هذا بجانب النظام الأساسي للجنة القانون الدولي للاتحاد الإفريقي الذى دخل حيز النفاذ فور اعتماده من قمة أديس أبابا في فبراير 2009.

كما وقعت مصر على 6 اتفاقيات وهي الميثاق الإفريقي للشباب، في 16/10/2008، وكذلك الاتفاقية الإفريقية لإنشاء برنامج التعاون الفني 23/9/2004، وأيضا ميثاق النهضة الثقافية الإفريقية في 2/11/2009، والمعاهدة الإفريقية لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية (معاهدة بليندبا) في 11/4/1996، كما وقعت الاتفاقية المؤسسة للمعهد الإفريقي لإعادة التأهيل في 8/4/1986، بجانب بروتوكول لميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان و الشعوب بشأن إنشاء محكمة إفريقية لحقوق الإنسان والشعوب.

مصر و مؤسسات الاتحاد الإفريقي

وتربط مصر ومؤسسات الاتحاد الأفريقي أيضا روابط وثيقة، فقد وقعت مصر على البروتوكول المنشئ لمجلس السلم و الأمن الإفريقي، وكان ذلك في مارس 2004 ثم أودعت وثيقة التصديق على البروتوكول في مارس 2005، وانتخبت مصر عضوًا بالمجلس عن إقليم الشمال ثم بدأت في ممارسة مهام عضويتها اعتبارًا من 17 مارس 2006 لمدة سنتين وحتى نهاية مارس 2008.

خلال رئاستها لمجلس السلم والأمن في ديسمبر 2006، أطلقت مصر المبادرة المصرية لإنشاء آلية التشاور بين مجلسي السلم والأمن الإفريقي والأمن الدولي.

بجانب ذلك تُعد مصر أيضا من الدول الخمسة المؤسسة للشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا "النيباد" وتتولى ملف الزراعة و النفاذ للأسواق، كما أنه تقوم مصر بدور الوسيط لضمان تحقيق التوافق الإفريقي بشأن إنشاء سلطة الاتحاد، وفق منهج متدرج يقوم على تسريع عملية التكامل الإفريقي على أسس عملية وما نصت عليه اتفاقية أبوجا.

كما شارك وفد من مجلس النواب المصري برئاسة رئيس لجنة الشئون الإفريقية في فعاليات الدورة العادية للبرلمان الإفريقي التي عقدت بجنوب إفريقيا في 4 يونيو 2021، وعقدت الدورة لأول مرة بعد جائحة كورونا حيث لم تعقد منذ عام 2019 بسبب الجائحة.