السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

الإعلام.. والحوار الوطنى

  • 28-5-2022 | 21:20
طباعة

من أبرز أخطاء الإعلام فى تناول الحوار الوطنى.. الإيحاء بأن الحوار مقصور على فئة معينة.. وذلك من خلال إفساح البرامج.. واستضافة شخصيات بعضها ينتمى لتيار اليسار والناصريين، أو اختزال الحوار الوطنى فى أنه حوار بين «سلطة ومعارضة».. والسماح لهذه الفئات بمحاولة تشويه تضحيات وجهود ونجاحات وإنجازات 7 سنوات.. أو الإسهاب فى الحديث والتنظير.. دون معرفة ودراية وعدم إلمام بمكونات وتفاصيل الواقع وتحدياته.. والافتقار إلى وجود رؤى وبدائل.. مع التنظير بوجود أزمة، لنصل فى النهاية إلى ما يعرف بـ«الحنجوريات» أو المتاجرات والشعارات والجهل بالحقائق.. وعدم العلم والمعرفة والاطلاع.. والسؤال دعونا نسألهم: «ماذا لو كنت مكانى»؟.. ماذا كانت حلولك وتعاملاتك فى ظل دولة كانت شبه وأشلاء دولة، ولديها موارد محدودة وأوضاع اقتصادية مأساوية.. وللأسف فالمتحدثون والمنظرون كانوا جزءاً من الأزمة وأحد أسبابها.. التى تصدت لها الدولة المصرية بأكبر عملية بناء وتنمية.. لذلك على الإعلام أن يتوقف عن ممارسات تأخد أهداف وغايات الحوار الوطنى إلى مناطق تخلق تصورات غير حقيقية، فهؤلاء الذين يطلون علينا عبر الشاشات فى حوارات طويلة، ليسوا إلا بعض المشاركين.. وليس جميعهم.. وعلى الإعلام أن ينقل مطالب ومقترحات المواطن والشارع.. فيما يراه فى الحوار الوطنى.

تناول اقتصر على بعض «الشخصيات».. تسبب فى الاعتقاد بأنهم هم المستهدفون فقط من الحوار.. لذلك فالتنوع الإعلامى فى التناول مطلوب.. وإفساح المجال لمطالب ورؤى الشارع والمواطن.. أمر ضرورى

لا أحد يختلف على أهمية وجدوى الحوار الوطنى وضرورته، وسمو أهدافه لترتيب جدول أولويات العمل الوطنى فى مرحلة دقيقة، تكثر فيها التحديات والتهديدات، التى جاءت من رحم أزمات دولية طاحنة، تتطلب الاصطفاف للمواجهة والمضى نحو تحقيق الغايات الوطنية.

نجاح الحوار الوطنى مرهون بحُسن النوايا.. والمشاركة بقلب وعقل مفتوح، والابتعاد عن الذاتية والشخصنة، وأن يكون هناك تحديد دقيق لمتطلبات ومحاور وأولويات الحوار الوطنى، حتى لا تتسع رقعة الأمر، ويتحول لمكلمة وتنظير.. وفى النهاية تكون المحصلة لا شىء.

وحتى لا يتحول الحوار الوطنى إلى مطالب فئوية أو حزبية أو استعراض للتنظير والشعارات أو محاولات فاشلة لتشويه مسيرة الـ7 سنوات، وعودة البعض إلى المتاجرة بالفقراء، أو الإيحاء بأننا فى أزمة اقتصادية داخلية بسبب سياسات خاطئة.. كل ذلك يشير إلى أننا أمام شخصيات مازالت على سيرتها الأولى، لم تكف كل هذه السنوات فى إقناعها للتوقف عن المتاجرة بالفقراء رغم اتساع الفارق بين أسلوب حياتهم وثرائهم، وبين واقع الفقراء.. وعندما تسألهم ما هى رؤاكم وأفكاركم وبدائلكم.. يخبرونك بأن مصر مليئة بالكفاءات، فهم ليس لديهم طرح أو مشروع يقدمونه.. وجُل ما يملكونه «بدلة فاخرة.. وكرافتة شيك» لزوم الزعامة الكرتونية التى جلبت ثراءً فاحشاً باستغلال شعارات الدفاع عن حقوق الفقراء.

الحقيقة أن الحوار الوطنى فى مضمونه وفكرته وأهدافه يشير إلى فكرة الأسرة الواحدة التى تسعى إلى ترتيب البيت من الداخل، والاتفاق على أولويات عملها، بحب وقلب وعقل مفتوح وولاء وانتماء عميق لهذا الوطن، وإدراك التحديات التى تواجه مسيرته.. والعمل على المساهمة فى رسم ملامح مستقبله.

فى اعتقادى أن الإعلام تورط فى خطأ جسيم عندما اختزل الحوار الوطنى على فئة معينة، وربما حصرها فى اليساريين والناصريين، وكأنهم هم الطرف الثانى للحوار، أو كأنهم يمثلون الشعب المصرى بكل أطيافه وفئاته ومكوناته.. رغم أن الوزن النسبى لهذه الفئة لا يُذكر، وإن كنا ندرك أهمية مشاركتهم مثل باقى مكونات المجتمع والمشهد المصرى.. لكن للأسف أن الإعلام وتركيزه على فئة معينة واستضافته لشخص معين مع تكثيف إعلامى وتنويه حَصَرَ واختزل الحوار الوطنى بقصد أو بدون قصد، أو لحسابات شخصية أو استثمارية فى هذا الشخص.

الأمر المهم.. أن هذه الفئة بدا وكأنها تشترط وتضع مطالب للمشاركة فى الحوار الوطنى، وهو ما ظهر فى حوارات تليفزيونية سواء على قنوات أجنبية أو قنوات محلية.. كأن الحوار الوطنى ساحة للندية والصراع والتكالب والملاسنة، وليس للانفتاح العقلى والفكرى من أجل الخروج بنتائج تصب فى صالح ترتيب الأولويات الوطنية فى المرحلة الراهنة والمستقبل.

لم يتوقف خطأ الإعلام الجسيم عند التركيز على فئة معينة تنتمى إلى جذور فكرية وتحالفات فى الماضى مع الإخوان.. وتمكينهم من الوصول إلى الحكم، ثم جرى أن باعت الجماعة الإرهابية هؤلاء وتنصلت من كل وعودها لهم، واستفردت بالحكم والسيطرة والتمكين والتكويش، ولم يجد هؤلاء بداً من عقاب الإخوان بالانضمام إلى جموع المصريين فى ثورة 30 يونيو، إذن نخرج بنتيجة مهمة وثابتة أن هؤلاء تحركهم مصالحهم وأهدافهم الشخصية وحجم المكاسب والمغانم التى يحصدونها.

أما عن الخطأ الكارثى الثانى للإعلام فيما يتعلق بالتمهيد والتحضير للحوار الوطنى وهو التركيز على هذه الفئة دون غيرها فى إجراء الحوارات التليفزيونية والاستضافات فى البرامج، أو المشاركة فيها بنصيب كبير أو استضافتها بشكل منفرد دون التوجه أو الاهتمام بصاحب القضية والمعنى بها وهو الشعب، الذى يلامس ويعايش الواقع المصرى، ويدرك قيمة وأهمية ما تحقق خلال الـ7 سنوات الماضية.. ويعى ما هو مطلوب فى المرحلة القادمة، فليس هناك من هذه الفئة التى تم التركيز عليها من يمثل الشعب أو يتحدث باسمه.. فلا يزيد كلام هؤلاء عن مجرد تنظير ونرجسية ورومانسية سياسية، خرجت من حسابات الزمان والمكان.. ودليل كلامى هو الحديث عن الوزن النسبى لهذه الفئة فى كافة الاستحقاقات الانتخابية على مدار 12 عاماً كاملة.. جُل نتائجهم لا يوازى المليون مواطن فى مبالغة بالرقم السابق.. وبالتالى فالوزن النسبى الحقيقى لهم هو قدرتهم على التنظير والملاسنات والشعارات الجوفاء.. والمتاجرات ودغدغة المشاعر والعواطف والقدرة على التسويق دون مردود حقيقى فى الشارع المهموم بقضايا الوطن.

تجاهل الإعلام للشعب والشارع والتركيز على فئة معينة، وكأنها هى الطرف الأصيل والمستحق للحوار الوطنى.. خطأ كبير.. وأصبح المواطن يستشعر أن الأساتذة حمدين صباحى وعبداللَّه السناوى وأصدقائهما هم المستهدفون أو المعنيون بالحوار الوطنى.. وتجلى ذلك فى إفساح برامج كاملة لهم.. وحصولهم على توكيل وتفويض من المصريين فى الحديث عن رؤاهم ومقترحاتهم ومطالبهم فى الحوار الوطنى.

الخطأ المهم أيضاً الذى وقع فيه الإعلام دون أن يدرى، أو لايدرى.. هو إفساح المجال والوقت لهؤلاء للنيل والتشكيك والتشويه لمسيرة حققت نجاحات وإنجازات كبيرة خلال السبع سنوات الماضية فى ظل أوضاع وتحديات وتهديدات ومخاطر وحدود ملتهبة، وأزمات اقتصادية خطيرة، ودولة مهترئة.. ومؤسسات ضعيفة، وإرهاب وإجرام على مدار الساعة.. لذلك فالنرجسية والرومانسية السياسية والتنظير الخيالى الذى لا يضاهى الواقع الذى يتحدث به هؤلاء، يشير إلى أنهم كانوا يعيشون فى كوكب «تانى»، أو دولة أوروبية متقدمة، ولم يشعروا بحجم التحديات التى واجهت مصر على مدار العقد الأخير أو حجم التضحيات التى بذلت حتى تقف هذه الدولة على أرض صلبة، وتمتلك رفاهية الحوار الوطنى.. فلا أحد يتحدث من هؤلاء عن أرواح ودماء الشهداء، ولا أجد مضموناً أو محتوى أو حناجر تشير إلى ما تحقق خلال 7 سنوات.. فى ظل شبه وأشلاء الدولة.. ساهموا هم أنفسهم فى أن تكون فى هذه الحالة، جراء المزايدات والمشاحنات والمكايدات السياسية.. والتحالفات مع الإخوان وعدم مراعاة ظروف وأحوال وتحديات الدولة المصرية.

نعم الحوار الوطنى فرصة ثمينة وذهبية لهذا الوطن، أن يصطف فى مواجهة أصعب التحديات والتهديدات الخارجية، وآخرها «الحرب الروسيةــ الأوكرانية».. لا أن يتحول إلى غنيمة للمطالب الفئوية والذاتية والشخصية، أو فرصة للاستعراض والتنظير والابتزاز والمزايدات وفرض الشروط المسبقة، ورفض إجراء الحوار الوطنى فى ملعب محايد هو «الوطنية للتدريب» خاصة أن كل النتائج ستعرض على رئيس الجمهورية وهو الراعى للحوار، الذى يتعامل معه بشرف وبقلب وعقل مفتوح، وتسامح بلا حدود وإعلاء للمصلحة العليا للوطن.

لا يجب أن يتحول الحوار الوطنى إلى فوضى وساحة للمزايدات والإساءات والملاسنات، أو محاولات التقليل والتشويه من تضحيات وجهود أدت فى النهاية إلى بناء وطن قوى وقادر.. فالحوار لم يأت من رحم أزمة، بل جاء من قاعدة قوة وقدرة، والدولة لم تكن مجبرة على ذلك، ولكن لديها أهداف نبيلة وسامية وشريفة فى جمع شمل المصريين فى مواجهة التحديات.. فالحديث عن الغلاء والفقر والطبقة الوسطى، وأن هدف الحوار الوطنى هو الخروج من المأزق الاقتصادى الذى تعانيه مصر، وهو مرتبط على حد قول الأستاذ حمدين بعوامل دولية وسياسات اقتصادية خاطئة تراكمت مسببة للأزمات الحالية، وأن الموارد المصرية تكفى لإنصاف المصريين حال أديرت وأعيد توجيهها، وتعليقاً على هذه الرومانسية.. فأنا لا أحب ترديد كلام لا أراه ملماً أو مسيئاً أو ناكراً لواقع أو جاحداً لجهود وتضحيات، ولكن أراه قمة التنظير والشعارات وعدم الإلمام بكافة المعلومات والبيانات أو عدم القدرة على طرح الرؤى والبدائل.. فما أجمل الكلام والشعارات، فالحديث عن أن الموارد المصرية كافية لإنصاف المصريين حال أديرت وأعيد توجيهها.. وهو يذكرنى برب الأسرة غير المسئول.. الذى امتلك 10 آلاف جنيه ولم يسدد إيجار السكن الشهرى الذى يؤويه وأولاده وأسرته، أو يحاول استغلال جزء من المبلغ فى توفير مصدر رزق يوفر له الأمان للأسرة، أو يحسنه من أجل المستقبل، لكنه اختار طريق إنفاق مختلف وغير مسئول، فراح يبدد المبلغ فى طعام باهظ الثمن.. وملابس فاخرة له ولأسرته.. وفجأة وجد نفسه فى الشارع مطروداً من شقته.. ولم يجد ما ينفق به على أسرته؟.. فهل كنا ننفق موارد الدولة المحدودة على البناء والتنمية ومشروعات عملاقة توفر فرص عمل ومستقبلاً أفضل أم نوزعها على الناس.. ليأتوا بعد ذلك ليلعنونا.. فقد أسعدناهم بعض الوقت.. وعذبناهم طوال العمر.. فهذا الفكر الذى يتناول به الأستاذ حمدين يشير إلى عدم إلمام بموارد مصر.. وكيف زادت خلال الـ7 سنوات الماضية، وكيف كانت قبل 2014.. وما هى مصادر الدخل فى مصر.. وما هى صادراتنا؟.. وما هى فاتورة الاستيراد.. وماذا كان الاحتياطى النقدى الأجنبى فى البنك المركزى، وماذا عن المطالب الفئوية فى أحداث 25 يناير 2011.. وماذا عن إغلاق المصانع والشركات ومصادر الإنتاج أبوابها بعد المزايدات والمطالب الفئوية.. أنا أحبذ الواقعية السياسية والاقتصادية.. وأتمنى أن يذهب أحد الموظفين ــ فالبيانات والمعلومات الحقيقية قبل وبعد 2014 ــ إلى الأستاذ حمدين ليطلع عليها ويعرف ويدرك ويعى.. ومن الممكن أن يتواجد هذا الموظف لمدة أسبوع بالقرب منه، أو يأتى بعد 10 أيام ليحصل منه على الرؤى والبدائل والحلول لكل مشاكلنا وأزماتنا، وزيادة مواردنا واحتياجات 100 مليون مواطن، وما هو تصوره لمواجهة الأزمة السكانية.. وكيف نوفر مطالب واحتياجات 100 مليون مصرى.. وما هى خطته لتوفير نفس المطالب والاحتياجات بعد أن يرتفع تعداد المصريين إلى 120 مليون مواطن فى 2030، وما هى حلوله لتصاعد ارتفاع التعداد السكانى، وكيف يرى التوسع المصرى وزيادة مساحة المعمور من 7٪ إلى ما يقرب من 16٪.. وكيف يرى المدن الجديدة والإسكان والتوسع الزراعى واقتحام الصحراء وإيقاف التعديات، والحفاظ على سيناء، وتطوير قناة السويس والأنفاق التى أوصلت أرض الفيروز بمدن القناة والدلتا.. وماذا عن المشروعات القومية فى الأمن الغذائى والصوامع والمخازن والمستودعات الاستراتيجية وماذا عن الحماية الاجتماعية، ألا يجد الأستاذ حمدين صباحى أى إنجاز يشهد به، أو حتى تضحية لشهيد، أو نجاح خلال أصعب 8 سنوات فى تاريخ مصر، ورغم ذلك تقف على أرض صلبة.. هل هكذا سيمضى الحوار الوطنى، تنظير وشروط ومزايدات ومتاجرات.. أم نأتى إلى الحوار متجردين، موضوعيين، محددين محاورنا بدقة.. وما هى الإشكاليات التى تحتاج بالفعل لحواراً حتى يصدقنا الشعب.. ويجدر بنا الحديث باسمه.. ندرك شواغله واهتماماته، ونطمئنه على هذا الوطن، بدلاً من التشويه والانتقاص من جهود وإنجازات ونجاحات وتضحيات.

يا سيدى.. إذا كان طبقاً لرؤيتكم أن الحوار بين «سلطة ومعارضة» فأقولها وأمرى إلى اللَّه: هذا اختزال لمشروع وطن كبير، ليس الهدف منه حوار بين سلطة ومعارضة، ولا يجب أن نتوقف أمام مكان وجهة الحوار.. المهم مضمون ونتائج هذا الحوار، للأسف الإعلام هو من خيل للناس أن الحوار بين سلطة ومعارضة، عندما أفسح المجال والوقت والبرامج لفئة معينة ترسخ لهذا المعنى.. وتتفانى وتتسابق فى التنظير وكأن الحوار يقتصر على الأستاذ حمدين صباحى وعبدالله السناوى وباقى اليساريين والناصريين.. مع الإيحاء بتهميش باقى الفئات أو القوى السياسية والشعبية، فقد بدت حلقة الأستاذ حمدين صباحى وطبقاً لما قاله «إن الحوار الوطنى بين سلطة ومعارضة، وأن رأس المعارضة هو الأستاذ حمدين صباحى».

وفضولى يأخذنى إلى طرح السؤال: ما هو الوزن النسبى فى المعادلة السياسية للأستاذ المحترم حمدين صباحى وباقى رفاقه؟.. لذلك فقد كان من الخطأ فى هذا التوقيت استضافة الأستاذ المحترم حمدين صباحى فى حلقة تليفزيونية لأنه بدا وكأنه المتحدث، أو المعنى الوحيد بالحوار الوطنى، أو بدا وكأنه يمثل المعارضة المصرية، إذا وافقنا جدلاً رغم عدم قناعتنا بأن الحوار الوطنى بين السلطة والمعارضة.

فليتسع صدر من يخبروننا أنهم معارضة.. فنحن أيضاً جزء من مناخ الحرية الذى تعيشه الدولة المصرية، ووجهة نظرنا لا يجب أن تزعج أو تجرح الطرف الآخر.. وعليه أن يتقبل ويتمتع بعقلية الرأى والرأى الآخر.. وليس هدفنا التشويه أو الإساءة، ولكن النقاش الموضوعى.. ولم يكن فى عقلنا ونحن نكتب أى قصد للإساءة أو الانتقاص من قدر أحد.. ولكن هدفنا الصالح العام، ومن أجل أن يخرج الحوار الوطنى بما يحقق تطلعات المصريين.

أيضاً ليتسع صدر الجميع، عندما نقول إن «لجنة العفو» وما بها من أسماء خالفت القانون وصدرت ضدها أحكام قضائية تحولت فى النهاية تحت مسمى «سجناء الرأى» وصلت فى النهاية أيضاً إلى مطالبات بالإفراج عن أسماء تورطت بالصوت والصورة فى الحرق والعنف، وهنا أقول لكل المزايدين والمزيفين للحقائق إن هؤلاء لم يتم القبض عليهم، وهم يصلون الفجر فى سيدنا الحسين أو السيدة زينب أو السيدة نفيسة، أو كانوا يبنون ويعمرون، أو يطرحون رأياً مخالفاً لرأى الدولة فى إطار ما ينظمه القانون، بعيداً عن الإساءات والتحريض، ومنهم مَن ضُبط فى «خلايا» عرفت بأسماء لا داعى لذكرها.. لذلك أنبه الذين يتحدثون فى الفضائيات الأجنبية والمحلية بذكر الحقائق، وتحرى الدقة.. والتدقيق فى الحديث بالمفاهيم والحقائق والمسميات الدقيقة.. فإذا كانت الدولة قد قررت التسامح والعفو، فهذا نُبل وسمو من أجل اجتماع كل المصريين فى صف واحد.. ومن أجل أن يكونوا على قلب رجل واحد بعد أن يدرك المخطئ خطأه.. ويتبرأ من سلوكياته وإجرامه فى حق القانون الذى صاغه الشعب، واتفق عليه وأصدره البرلمان المعبر عن جموع المصريين، فلا يجب أن نفتئت على الحقيقة أو نتسابق فى بناء وعى مزيف وترويج الأكاذيب وعدم التدقيق فى المسميات.

لذلك.. التجرد والموضوعية والنقاء الوطنى هو السبيل الوحيد لإنجاح حوارنا الوطنى.. التنزه والسمو عن الصغائر والفئوية، والشخصنة.. حجر أساسى فى النجاح.

الاكثر قراءة