الجمعة 27 سبتمبر 2024

خبير يوضح كيفية التعامل مع العائدين من التنظيمات الإرهابية واستيعابهم

سامح عيد

تحقيقات29-5-2022 | 14:58

أماني محمد

قال سامح عيد، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن قضية العائدين من التنظيمات الإرهابية من القضايا التي تشغل اهتماما عالميا لأن هؤلاء الأشخاص لا يعرفون سوى عناصر التنظيم فقط وينقطعوا عن العالم، مشيرا إلى أن هناك تجارب غربية في التعامل مع العائدين من التنظيمات الإرهابية إلى موطنهم الأصلي يمكن الاستعانة بها.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك تجربة أوروبية في التعامل مع العائدين من التنظيمات الإرهابية، من خلال عمل مراكز تأهيل تستوعب هؤلاء العناصر بعد خروجهم من المعتقلات أو السجون أو بعد عودتهم من الخارج من الجماعات الإرهابية بعد تلقيها هزائم عسكرية كبيرة خلال السنوات الماضية.

وأكد أن هناك من الأشخاص من لم يتورطوا في العنف وقضوا مدة حبسهم داخل السجون لذلك يجب إعداد برامج تأهيلية لهم ودمجهم في المجتمعات، مشيرا إلى أنه مع دخول العام التاسع منذ عام 2013 الذي شهد موجة عنيفة من الإرهاب فهناك الحاجة إلى إلزام الذين خرجوا من السجون بالدخول إلى مراكز تأهيل ودعم كما حدث في أوروبا.

وأشار إلى أن العائدين من تنظيم داعش الإرهابي في أوروبا التحقوا بمراكز التأهيل في أوروبا لا تديرها الدولة ولكن المجتمع المدني، بهدف تغيير أفكارهم وإدارة النقاش والحوار ووضعهم في مجتمع مختلف عن المجتمع والتنظيم الإرهابي الذي كان ينتمي إليه، لتوضيح أن هناك نقاط اتفاق في الأفكار الوطنية.

وأضاف أن هذه المراكز يجب أن تستوعب أفكارا مختلفة وتدار وفقا لصياغة فكرية للاستفادة من هذه العناصر أو تغيير أفكارهم لأنهم حتى بعد عودتهم ستظل أفكارهم المتطرفة والإرهابية مخزنة بداخلهم وتظل خطورتهم قائمة لذلك يجب إعادة تأهيلهم وانخراطهم في المجتمع واستيعابهم اقتصاديا واجتماعيا وتوفير  فرص بديلة للعمل والدراسة.

وشدد على أهمية حتى لا يقعوا مرة أخرى في براثن تلك التنظيمات الإرهابية التي تستقطبهم من خلال توفير فرص عمل وسفر وإعانات مادية لذلك يجب المبادرة لدمجهم حتى لا يكونوا فريسة لتلك التنظيمات، موضحا أهمية مبادرات الدعم الاجتماعي والاقتصادي من خلال مبادرات تستوعب هؤلاء الأشخاص.

ولفت إلى أن هذه المراكز قد لا تحقق نتائج 100% نجاح لكن نجاحها بنسب أقل هو إنجاز لأنه قد يحول بعض الأشخاص إلى عناصر منتجة تتغير أفكارهم وأنهم يمكن أن يكونوا عناصرا منتجة ومتفاعلة داخل المجتمع بدلا من المجتمع المغلق الذي كان ينتمي إليه داخل التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أن تلك التجارب ستنتج أفكارا جديدة فمراكز التأهيل حققت درجة من درجات النجاح وساهمت في تحريك أفكار البعض بنسب متفاوتة.