الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

الأم الشجاعة «نبيلة»

  • 30-5-2022 | 09:53
طباعة

التعاطف العميق الذي وجدته وزيرة الدولة نبيلة مكرم في المحنة التي تتعرض لها هي وأفراد أسرتها الصغيرة تكشف أصالة هذا الشعب وقدرته الفائقة على تقدير جهد المسئول وإخلاصه في عمله.

من شدة انهماك الوزيرة نبيلة مكرم في إنهاء مشاكل المصريين في الخارج، نسينا أو لم نتساءل عن أسرتها الصغيرة، اعتبرت هي أن أكثر من 13 مليون مصري ومصرية في الخارج هم أسرتها، عملت بإخلاص وتجرد صوفي، وفي الذاكرة عشرات المواقف التي تدخلت لحلها، دون انتظار لاستدعاء أو طلب من أطرافها.

لم يكن ذلك غريبًا على ابنة الإسكندرية، تربت في مناخ من الرقي الإنساني، فضلًا عن أن أسرتها نزحت من أسيوط، جمعت في داخلها جين المصريين، التسامح والمحبة والوطنية، هي إلى جوار ذلك تربت مهنيا في مدرسة الخارجية المصرية، حيث الولاء الوطني والانضباط الصارم في الدفاع عن حقوق مصر وكرامة المصريين.

وقد لا يعرف كثيرون أن هذه السيدة كانت دبلوماسية صغيرة، تمثلنا في إيطاليا قبل حوالي 13 عاما، هي أول من اكتشف ظاهرة هجرة بعض أطفالنا قسريًا إلى إيطاليا، حيث يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة ويمارسون مهنا غير كريمة، رغم طفولتهم البريئة، يحدث ذلك برغبة أسرهم الفقيرة، لم يكن ذلك الأمر في علم أي جهة رسمية، راحت تصرخ وتقاوم في حدود دورها، ومضت السنوات لتصبح وزيرة الهجرة، فتعمل على اجتثاث الظاهرة من جذورها وتجد مساندة قوية من الدولة ومن السيد الرئيس شخصيًا، وحققت مصر نجاحًا فائقا في هذا الملف.

قبل عدة أيام تقدمت الوزيرة نبيلة ببيان فائق الشجاعة إلى أسرتها الكبيرة والعظيمة من المصريين تتحدث عن محنة تمر بها أسرتها الصغيرة، وهي اتهام نجلها الأكبر في قضية قتل بالولايات المتحدة، وهي ترتضي حكم القضاء، الذي لم يصدر بعد، وقبل كل ذلك لديها إيمان عميق بالله، إيمان المصريين من أيام إخناتون مرورًا بأنبياء الله جميعًا، من إبراهيم عليه السلام مرورًا بموسي وعيسى المسيح وحتى سيدنا محمد عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه.

الوزيرة نبيلة أرادت أن تضع حدًا فاصلا بين ما هو خاص وما هو عام، محنة الأسرة لن تصرفها عن مقتضيات ومتطلبات العمل، والدليل أن القضية مثارة منذ أكثر من شهر وهي لم تتوقف عن متابعة المؤتمر الذي تتولى الإعداد له "مصر تستطيع ".

المصريون أبناء الحضارة العظيمة، تعاطفوا، مع الابنة والأخت، قبل الوزيرة، في محنتها، إلا بعض الأوغاد، الذين يكرهون مصريتنا، ولا يجب أن نندهش ولا ننزعج، لأن نموذج الإنسانة "نبيلة مكرم"، يهدم كل مقولاتهم، هي سيدة تعمل وناجحة وهم لا يرون السيدة خارج مضاجع الشهوة، هي نموذج لمصريتنا التي يكرهونها من الأعماق، تأسيسًا على مقولة سيد قطب "الوطن حفنة من تراب عفن"، نبيلة مكرم كذلك نموذج للدولة الوطنية-المدنية الحديثة، التي خرجنا جميعًا في ثورة 30 يونيو دفاعا عنها.

لتكن إرادة الله، بدأت بها الوزيرة بيانها إلى أسرتها الكبيرة وبلدها العظيم مصر، وأيا ما كانت نهاية تلك المحنة، والحكم الذي سوف يصدر سوف تبقى نبيلة مكرم ابنة مصر التي نعتز ونفخر بها.

بعض المحن تكشف زيف أطرافها وهشاشتهم، وبعض المحن تكشف أصالتهم وإنسانيتهم، وهذا ما وجدناه في وزيرة الهجرة.

تحيا مصر.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة