قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة رئيس بولندا أندريه دودا لمصر تكتسب أهمية، خاصة من حيث التوقيت الحالي والقضايا التي تتناولها وفي ظل العلاقات المصرية البولندية، مضيفًا أن الزيارة هي أول زيارة رئاسية بين الجانبين المصري والبولندي، فهي لقاء على مستوى القمة بين الدولتين.
وأوضح بدر الدين، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزيارة لها أهميتها الكبرى من حيث الموضوعات والقضايا المطروحة خلالها، حيث تستهدف تنمية العلاقات المصرية البولندية وخاصة في النواحي الاقتصادية، في ظل التداعيات الكبيرة للحرب الروسية الأوكرانية بالنسبة لمصر والمنطقة والعالم أجمع في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن مصر من أكبر الدول المستوردة للحبوب الغذائية من روسيا وأوكرانيا وهناك آثار وتداعيات ترتبت على الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك فكان أحد القضايا المطروحة خلال المباحثات بين الرئيسين هو بحث هذه المشكلة الاقتصادية والغذائية، وخاصة أن بولندا لها حدود قريبة من أوكرانيا كما أنها لها موقف داعم لها.
وأكد بدر الدين، أن اللقاء شهد تبادلا في وجهات النظر بين البلدين بشأن إمكانية الوصول إلى حلول سياسية ودبلوماسية للحرب الروسية الأوكرانية، التي طال أمدها وتجاوز الـ3 أشهر، وهو أمر لم يكن متوقعا في البداية، مشيرا إلى أنه تم أيضا تبادل وجهات النظر في القضايا التي تهم الدولتين السياسية والاقتصادية والقضايا الإقليمية مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
ولفت إلى أن رئيس بولندا سيحضر منتدى مصر وبولندا الاقتصادي، والذي سيبحث مجالات التعاون الاقتصادي بين الدولتين، مشددا على أن الزيارة أيضا ستعمل على تبادل وجهات النظر بشأن تدعيم التعاون المصري البولندي في مجالات مختلفة في الاستثمار والسياحة والتبادل التجاري حيث تم توقيع اتفاقات وبروتوكولات مشتركة بين البلدين بهدف تنمية مجالات التعاون.
وشدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على أن هناك تقاربا في وجهات النظر بين الدولتين بشأن أهمية الوصول إلى حل سياسي ودبلوماسي للأزمة الروسية الأوكرانية، حيث تهتم مصر بالتطورات الحادثة في تلك المنطقة، مؤكدا أن الزيارة تأتي في إطار دبلوماسية القمة وهي دبلوماسية نشطة في مصر في السنوات الأخيرة وهي تعتمد على التوازن والمرونة وتعددية المحاور.
وتابع، أن الزيارة مهمة للدولتين، ومن المتوقع أن يترتب عليها آثار إيجابية سواءً من النواحي السياسية أو الاقتصادية.