قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة رئيس بولندا مصر تحمل أهمية في الوقت الراهن من عدة نواحي حيث تعد بولندا من أقدم الدول التي أقامت مصر معها علاقات دبلوماسية تمتد حتى 95 عاما وتعود إلى بداية وجود تمثيل دبلوماسي مصر، كما أن بولندا كانت دولة رئيسية في الكتلة الشرقية قديما فحلف وارسو كان على اسم عاصمتها وهو الحلف المعادي لحلف الأطلنطي.
وأوضح بيومي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه بعد انهيار حائط برلين وانهيار الشيوعية تغيرت أنظمة كل تلك الدول وأصبحت تتبع نظام الاقتصاد الرأسمالي، مضيفا أن بولندا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلنطي ومصر أقامت مع الاتحاد الأوروبي اتفاقية التعاون المصرية الأوروبية وتبادلت المعلومات والخبرات.
وأكد أن شرق أوروبا كان سوقا مهما للصادرات المصرية حيث كانت تلك الدول تستوعب أكثر من 60% من الصادرات المصرية، ومن المهم استعادة تلك العلاقات والتبادل مرة أخرى، لأن كل الدولتين تمتلكان من المزايا ما يهم الدول الأخرى، موضحا أن المؤتمر الصحفي اليوم بين الرئيس السيسي ونظيره البولندي كشف تفاصيل مجالات التعاون.
ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري 800 ألف مليون دولار ومن المأمول مضاعفة هذا الرقم بجان زيارة نحو 300 ألف سائح مصر وهو عدد كبير، حيث تعد بولندا على المستوى الاقتصادي من أفضل مستويات الاقتصادي في البلدان القديمة لشرق أوروبا، وهي دولة نسبيا أغلى من الدول المحيطة بها.
وشدد على السياسة الخارجية المصرية الجديدة تنفتح على كل الأطراف بدون أي اختلاف في التعامل مع مراعاة الصداقة والمصالح المشتركة، مشيرا إلى بولندا تؤيد الموقف المصري بشأن قضية سد النهضة، وأوروبا تتفهم الموقف المصري، حيث شدد الرئيس البولندي أهمية الوصول إلى اتفاق ملزم يراعي مصالح جميع الأطراف.
وأشار إلى أهمية توسيع مجالات الاستثمار والاستفادة من الخبرات بين البلدين وزيادة الصادرات بينهما، لأنه لا وجود جمارك على التصدير بين البلدين مما يعمل على زيادة التبادل التجاري، مشيرا إلى أن بولندا ستكون دولة مهمة لتسهيل وصول السلع التي كانت تستوردها مصر من أوكرانيا لأنها جارة مباشرة ولها علاقات طيبة معها.