الخميس 9 مايو 2024

«هنا القاهرة».. 88 عاما على انطلاق الإذاعة المصرية

الإذاعة المصرية

تحقيقات31-5-2022 | 11:34

أماني محمد

«هنا القاهرة هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية» بهذه الكلمات انطلق أثير الإذاعة المصرية قبل 88 عاما لتبدأ رحلة من العمل والتأثير في المجتمع المصري وتنجح على مر العصور في اجتذاب الجماهير الذين ارتبطوا بالإذاعة ومحطاتها ولا تزال حتى اليوم متفردة بمكانتها لها الكثير من المستمعين من كافة الشرائح العمرية والاجتماعية، وتتوسع من 4 محطات في البداية إلى 10 محطات في 2006.

 

انطلاق الإذاعة المصرية

كانت بداية البث الإذاعي في مصر في عشرينيات القرن العشرين وكانت عبارة عن إذاعات أهلية، حتى بدأت الإذاعة الحكومية المصرية بثها رسميا في 31 مايو 1934 بالاتفاق مع شركة ماركوني، حيث كان ماركوني آنذاك هو من ساهم في اكتشاف الموجات كهرومغناطيسية واختراع الراديو، وكانت الإذاعة حينها أربعة محطات فقط، وتم تمصير الإذاعة في عام 1947 وإلغاء العقد مع شركة ماركوني.

كانت بداية البث في الساعة الخامسة والنصف من مساء 31 مايو 1934، عندما انطلق صوت المذيع أحمد سالم قائلا: هنا القاهرة هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية، حيث تم تعيين محمد سعيد لطفى باشا رئيسا لجهاز تقديم البرامج، وكان شقيقا لواحد من أبرز شخصيات القرن فى مصر وهو أحمد لطفى السيد باشا، والذي كان هو بمثابة "أستاذ الجيل" لأنه كان واسع المعرفة ومطلعا في الفنون والآداب.

وكان أول قارئ للقرآن الكريم في افتتاح الإذاعة هو أحد أشهر قرائها حتى اليوم وهو وصاحب الصوت الشهير في شهر رمضان هو الشيخ محمد رفعت، حيث تعاقدت معه الإذاعة المصرية على القراءة الأولى بمناسبة الافتتاح ولمدة خمس عشرة دقيقة فى مقابل أجر قدره ثلاثة جنيهات مصرية.

كما كانت كوكب الشرق أم كلثوم هي الصوت الغنائي في الإذاعة المصرية، حيث تعاقدت معها الإذاعة على إحياء حفلتى الافتتاح إحداهما مساء الخميس الحادى والثلاثين من مايو 1934 والثانية مساء السبت الثانى من يونيو 1934 وذلك مقابل أجر قدره خمسون جنيها عن الحفلتين وبحيث تكون مدة كل حفلة أربعين دقيقة.

 

تألق الإذاعة المصرية

قدمت الإذاعة أيضا فى بداية عهدها مشاهير الغناء فى ذلك العصر أمثال فتحية أحمد وصالح عبدالحى ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم، وكذلك قدمت مشاهير قراء القرآن الكريم وأصبح الاستماع لتلاوة القرآن فى الإذاعة عادة صباحية فى كل بيت مصرى وكان أكثر هؤلاء شهرة الشيخ محمد رفعت والشيخ على محمود والشيخ عبدالفتاح الشعشاعى والشيخ محمد الصيفى والشيخ عبد الباسط عبد الصمد وآخرين.

وقد ضم هذا الجهاز البرامجى مدحت عاصم المتخصص فى فنون الموسيقى الشرقية أما المذيعون الأوائل والذين كان قد تم اختيارهم عن طريق مسابقة تم نشرها فى جريدة الأهرام فى عام 1933 تقدم لها عدد قارب الألفين من الحاصلين على درجة جامعية فكانوا أحمد سالم وأحمد كما سرور ومحمد فتحى.

وقد تحولت الإذاعة منذ نشأتها إلى بيت كبير ضم معظم الموسيقيين فى ذلك العصر أمثال مصطفى رضا وصفر على وأحمد حسن الشجاعى وفاضل الشوا وزكريا أحمد ورياض السنباطى وغيرهم، ونجحت وتألقت في أزهى فترات مصر الأدبية والفنية والفكرية.

 

مرحلة التمصير

انتهى عقد شركة ماركونى مع الحكومة المصرية الذى بمقتضاه تدير الإذاعة المصرية فى الثلاثين من مايو 1944، واتفق الطرفان على مد العقد لمدة خمس سنوات أخرى إلا أنه فى عام 1947 شابت العلاقات المصرية البريطانية توتر شديد، بسبب تلكؤ القوات البريطانية فى الجلاء عن منطقة قناة السويس.

ورفعت مصر شكوى ضد الحكومة البريطانية، وسافر رئيس الوزراء محمد فهمى النقراشى إلى نيويورك لعرض قضية مصر ونقلت الإذاعة المصرية جلسات مجلس الأمن نقلا كاملا عن إذاعة الأمم المتحدة خلال مناقشة قضية مصر، ثم فكرت الحكومة المصرية المتحدة فى إلغاء العقد مع شركة ماركونى وتمصير الإذاعة المصرية وتم ذلك بالفعل، ونجحت الإذاعة في التحول خلال فترة قصيرة إلى جهاز مصرى خالص بعيدا عن أية سيطرة أجنبية.

 

أول تشريع للإذاعة

وفى 23 يوليو عام 1949 صدر أول تشريع متكامل للإذاعة وهو ما يعرف بقانون رقم 98 لسنة 1949 بشأن تنظيم الإذاعة المصرية ونصت أهم بنوده على ما يلي:

الإذاعة هيئة مصرية مستقلة تسمى "الإذاعة المصرية" وتلحق برئاسة مجلس الوزراء.

تقوم الإذاعة بالإشراف على جميع محطاتها بالمملكة المصرية ولها حق إنشاء الأستديوهات ونشر المطبوعات الإذاعة وإقامة الحفلات بأجر وبلا أجر ، ولها أن تكون فرقا موسيقية وغنائية خاصة بها يحددها مجلس الإدارة.

تشكيل مجلس إدارة للإذاعة من ثلاثة عشر عضوا برئاسة رئيس مجلس الوزراء أو من ينتدبه من الوزراء وعضوية كل من - وكيل وزارة الاتصالات - وكيل وزارة الداخلية - وكيل وزارة الخارجية - وكيل وزارة المعارف - وكيل وزارة الشئون الاجتماعية - مفتش عام مصلحة التلغراف والتليفونات - مدير الإذاعة - المستشار الفنى للإذاعة - وخمسة أعضاء من المشتغلين بالشئون العامة .

ميزانية الإذاعة مستقلة وتعرض على مجلس الوزراء لاعتمادها مع إخضاع نظامها المالى لإشراف ورقابة كل من وزارة المالية وديوان المحاسبة.

Egypt Air