السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

أبو الغيط خلال افتتاح أعمال لجنة التنسيق العربي المشترك:"الفجوة الغذائية ستتفاقم إن لم نتدخل لعلاجها"

  • 31-5-2022 | 13:45

أحمد أبو الغيط

طباعة
  • دار الهلال

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط" إن الحديث عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية يقودنا حتماً إلى تناول موضوع مهم من موضوعات الأمن القومي العربي، وهو الأمن الغذائي، حيث ترتبط الدول العربية التي تعاني من فجوة غذائية متزايدة بعلاقات اقتصادية مع طرفي النزاع وتستورد كميات كبيرة من الحبوب، والناظر في بعض معطيات الأمن الغذائي العربي - وإن لم يكن متخصصاً - سيلاحظ بوضوح أن الفجوة الغذائية للعالم العربي والمقدرة حاليا بـ 100 مليون طن من السلع ستتفاقم لا محالة مستقبلاً إن لم نتدخل لعلاجها، بسبب تشابك العديد من العوامل المؤثرة منها الديموغرافية كتضاعف عدد سكان الوطن العربي بحلول عام 2050 ليبلغ ما يقرب 800 مليون نسمة، ومنها العوامل المناخية كالجفاف وندرة المياه، ومنها أيضا عوامل أخرى كضعف الاستثمار العربي في المشاريع الزراعية، وغيرها من التحديات".

وأضاف أبو الغيط - في كلمة له خلال أعمال الدورة العادية ال٥٣ للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك والتى شارك فيها عبر تقنية الفيديو كونفرانس بحضور السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ومحمد خير عبدالقادر مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية - " يسعدني أن التقي بكم مجدداً في أعمال هذه اللجنة، هنا في مقر اتحاد إذاعات الدول العربية بتونس، واسمحوا لي باسمكم جميعاً أن أتقدم بالشكر الجزيل للمهندس عبدالرحيم سليمان المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية ولفريقه على جهودهم لاستضافتنا في أفضل الظروف، وأن أشيد بتعاون الاتحاد وحرصه على التنسيق مع الأمانة العامة للجامعة تحقيقاً للمقاصد العربية السامية التي نرجوها ونعمل لأجلها".

وتابع" كما يسعدني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى سلطات الجمهورية التونسية لدعمها المتواصل لمنظمات العمل العربي المشترك، وأن أثني على ما تقوم به من جهود لاستكمال المسار الإصلاحي وتجاوز المرحلة الانتقالية بالرغم من كل الظروف السائدة".

وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية" أنه تنفيذا لخطة العمل التي اتفقنا عليها فيما سبق للارتقاء بعمل هذه اللجنة، من خلال التركيز على موضوعات محددة لأهميتها، اخترنا معالجة ملف التحول الرقمي في كل جوانبه، لقناعتنا بدوره الحاسم في تغيير الحاضر ورسم المستقبل، وقد استطعنا خلال الدورات الثلاث السابقة تحقيق إنجازات مهمة في مجالات عدة ترتبط بالتكنولوجيا الرقمية مثل إطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، هنا في تونس العام الماضي، وإقامة المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي وتشكيل فرق عمل مكلفة بموضوعات الذكاء الاصطناعي والجامعة الذكية وصون الشبكات العربية ضد عمليات القرصنة الإلكترونية وغيرها".

وأوضح أنه تم إحراز تقدم لافت في إثراء محتوى الشبكة العربية للمعلومات، مضيفا" أنه في هذا الصدد لا يفوتني أن أتقدم بالشكر لكل مؤسسات العمل العربي التي أسهمت في تحقيق هذه الخطوات، وأحث الجميع على مواصلة مساعيهم وجهودهم لاستكمال المبادرات التي أطلقناها في هذا الشأن، وأن التركيز على التحول الرقمي - على أهميته - لم يكن لينسينا أن هناك موضوعات أخرى أكثر استعجالا وإلحاحا، فما يزال العالم يعيش تحت وطأة جائحة كوفيد 19 وهي أزمة لم تعقها الحدود ولم تصدها إمكانات الدول المتقدمة، إذ تسببت في تدهور الوضع العالمي بشكل مقلق، فقد تفاقمت أزمة الدين العالمي لتبلغ 303 تريليونات دولار في عام 2021 ؛ ما سيعرض نصف الدول الفقيرة والأشد فقرا ومنها بعض الدول العربية مع الأسف أقول سيعرضها للإفلاس وما يترتب عن ذلك من مخاطر ومشكلات".

وأشار أبو الغيط إلى أن معدلات التضخم ارتفعت في كل الدول دون استثناء حتى تلك التي كانت تسجل معدلات ضئيلة لا تتجاوز 1%، بل ووصل التضخم في بعضها إلى مستويات قياسية، كما ارتفعت معدلات البطالة وما يتبعها من مشكلات كالفقر والاضطرابات والنزوح، موضحا أنه عندما بدأ العالم يقف منهكاً يلتقط أنفاسه من أزمة صحية، حتى حلّت به أزمة أخرى ألقت بظلالها القاتمة على الآفاق الاقتصادية، وولّدت صدمات جديدة هزت سلاسل الإنتاج والإمداد؛ ما سيزيد لا محالة من تدهور الأوضاع.

ونوه إلى أنه بنشوب الحرب الأوكرانية الروسية قفزت أسعار النفط على سبيل المثال من 67 دولارا في عام 2021 إلى 112 دولارا في شهر مايو 2022، وارتفعت أسعار القمح متأثرة بتعطل حركة التجارة العالمية ووقف التصدير في بعض الدول من 270 دولارا إلى 435 دولار للطن، وبمعنى آخر ستضطر الدول العربية لدفع ضعف المبالغ التي كانت تدفعها سابقاً لاستيراد نفس الكمية من السلع الأساسية.

وذكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه تقديراً لخطورة تلك الأوضاع التي أشرت إلى بعض معطياتها آنفاً، قرّر وزراء الخارجية العرب تكليف الأمانة العامة للجامعة بإعداد دراسة متكاملة عن الوضع الغذائي العربي، تشمل المبادرات التي أطلقت في هذا الشأن، وتوصيات بالخطوات الواجب اتخاذها لتدارك الفجوة الغذائية، وقد طلبت من المنظمة العربية للتنمية الزراعية إعداد الدراسة المشار إليها تمهيدا لعرضها على مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته القادمة في سبتمبر المقبل، وفي هذا الصدد، سنستمع اليوم إلى الإحاطة التي سيقدمها الدكتور إبراهيم الدخيري المدير العام للمنظمة حول هذا الموضوع، وليس خافياً على أحد منا أن ملف الأمن الغذائي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمجالات أخرى عديدة منها التكنولوجيا والنقل والتمويل وغيرها. 

وتابع قائلا"ولهذه الأسباب رأيت أنه من الضروري إحاطة هذا الجمع الموقر بهذه المستجدات، وأتطلع إلى الاستماع إلى مساهماتكم وتوصياتكم في هذا الصدد، وكم تمنيت أن أغتنم هذه الفرصة لنتناقش مطولا حول هذا الموضوع المهم، وختاماً، آمل أن نخرج بتوصيات عملية بناءة وأتمنى لجمعنا هذا كل التوفيق والسداد".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة