يحتفل الإعلام المصرى، اليوم، بعيد الإعلاميين الـ88، والذي يواكب نشأة الإذاعة المصرية عام 1934 ، وقد سبقها محاولات للإذاعات الأهلية والتى استمرت قرابة عامين.
لقد لعبت الإذاعة المصرية منذ نشأتها دورًا كبيرًا فى العالم العربي من المحيط للخليج، وكانت شاهد عيان على العديد من الأحداث الجسام داخل الوطن العربي ولها دور فاعل ومحرك فى كل حدث من هذه الأحداث سواء الحربية أو السياسية أو الاقتصادية أو حتى الفنية، وكانت سببا أساسيا فى تشكيل وعى شعوب العالم العربي وتلاها التليفزيون فى ستينات القرن الماضى .
ومن المفارقات المضحكة أن مع كل تطور للإعلام نجد البعض يسيئ استغلالها بشكل يدعو للسخرية والضحك فمع بدايات الإذاعات الأهلية استغلت بعض العصابات برامج "ما يطلبه المستمعون" فى السرقة من خلال طلب أغنية بعينها عند إذاعتها يستطيعوا القيام بالسرقة، وإذا تغيرت لا يقتحمون المكان وعندما شرع الملك فى إنشاء الإذاعة خرج بعض الشيوخ بمسيرة يرفضون الإذاعة، لأنها إحدى علامات يوم القيامة "لأن الحديد يتكلم" على حد قولهم، وعندما أنشئ التلفزيون هوجم من البعض لأنه سيلغى الإذاعة والصحف، ومع هذا زادت توزيع الصحف والإقبال على الإذاعة.
هذه المواقف التى درسناها فى كليات الإعلام المختلفة تجعلنا نتوقف عند أرشيف محتوى الإعلام المرئي والمسموع، بل ونأخذ شهادات من الرعيل الأول والثانى من الإعلاميين لتوثيق هذه الفترات، وهو ما حاولت الكاتبة الصحفية سهى سعيد أن تقوم به من خلال سلسلة "نجوم ماسبيرو يتحدثون"، والذى صدر الجزء الأول منه عام 2019، والذى ضم 32 شخصية من رواد العمل الإعلامي بماسبيرو من الجيل الأول والثاني والثالث خاصة الجيل الأول الذين ساهم في تأسيس هذا المبني العملاق "ماسبيرو"، ودورهم في بناء هذا الصرح منهم المخرجة علوية زكي والمخرج محمد رجائي والمخرجة شيرويت شافعي، التي كانت تعمل في الاستعلامات ثم اختارها الدكتور عبد القادر حاتم للعمل في التليفزيون عند بدء إرساله، ثم بعد ذلك ساهمت في تأسيس القناة الثانية وهويته وغيرهم من الشخصيات الهامه كذلك إعلاميين أمثال ملك إسماعيل، عائشة البحراوي، فايزة واصف، كاميليا الشنواني، عفاف عبد الرازق، عفاف الهلاوي، د. جيلان حمزة، نجوي عزام، فريدة الزمر، سهير شلبي، فاطمة الكسباني، نهال كمال، د. إبراهيم الكرداني وغيرهم ممن تحدثوا عن تجاربهم مع الإعلام المرئي و لم تتوقف بل قدمت الجزء الثانى بحوارات مع السادة الإذاعيين والإعلاميين العماليق أمثال "آمال العناني، أمينة صبري، إيناس جوهر، ثريا حمدان، حكمت الشربيني، د. درية شرف الدين، عبد الوهاب قتايه، عزة الأتربي، فهمي عمر، كامل البيطار، محمد مرعي، ميرفت سلامة، نهى العلمي، د. هاجر سعد الدين وغيرهم .
أما الجزء الثالث ضم حوارات مع كل الإذاعي إمام عمر، المخرجة إنعام محمد علي، الإعلامية تهاني حلاوة، الإذاعي حازم طه، المذيعة حنان منصور، المخرج سعيد عيادة، الفنان الراحل سمير صبري، المذيعة سوزان حسن، الإذاعي صالح مهران، الإذاعي عباس متولي، الإذاعي د. عبد الصمد دسوقي، المذيعة كريمان حمزة، الإذاعية مشيرة كامل، الفنانة والمذيعة منى جبر، الإذاعية ميرفت رجب، المخرج نبيل عبد النعيم، الإذاعية نبيلة مكاوي، المذيعة هالة أبو علم، المذيعة هالة حشيش، والإذاعية هدي العجيمي تحدثوا عن تجاربهم فى العمل الإعلامى.
ما قامت به الزميلة سهى سعيد، جهد فردى يوثق ويسجل سنوات من العمل الإعلامى، وإن كان هذا الجهد يحتاج لفرق أخرى تبحث فى المادة الإعلامية، تحلل المحتوى وتأثيرها على المتلقى ساعتها، بل وتحويل هذه المواد إلى ديجتال ليواكب العصر تشرف عليه وزارة الاتصالات، حتى لا يخترق مع طرح كنوز الإعلام لدينا للاستعارة وحقوق الاستغلال، وهذا سيدر دخلًا كبيرًا قد يساعد فى رفع العناء عن كاهل الهيئة الوطنية للإعلام فى رواتب أهل ماسبيرو، ونحن نعرف ونثق في ما تقوم به الهيئة من جهد للارتقاء بالعمل الإعلامى فى مصر ليتواكب مع الإعلام العالمى .