السبت 1 يونيو 2024

ميراث الكراهية

17-7-2017 | 11:43

كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]

كم أنت جبار أيها الزمن، فلم أكن أتصور أن تلعب لعبتك لتلف وتدور وبعد أعوام طوال تضع من سبق وأفسدت حياتي في طريقي ثانية!.. فأنا سيدة في أول العقد الخامس من العمر، بدأت حكايتي منذ ربع قرن حين تزوجت بطريقة تقليدية من مهندس يكبرني بعشر سنوات وأنجبت منه ابنة في منتصف العشرين الآن.. عشت مع زوجي خمس سنوات في تناغم وسعادة حتى ظهرت الأفعى في حياته.. سيدة مطلقة ولها ابن من زوجها السابق.. التقاها شريك عمري عن طريق عمله.. ولا أعرف لما أو كيف وقع في شباكها ليصبح أسيرا لحبها.. وما أن وصل الخبر لمسامعي حتى ثرت وأصررت على الطلاق.. بعدها تفرغت لعملي ورعاية ابنتي.. وقد حرصت على إخفاء سبب طلاقي عنها حفاظاً على حالتها النفسية..  هكذا انتهت علاقتي الزوجية لكن بقى منها كراهية لمن خربت بيتي وجرح غائر محفور على جدار القلب لم تفلح أي محاولة في تضميده حتى بعد أن عرف طليقي حقيقة الأفعى التي طلقني من أجلها وتركها وعاد نادماً على أمل أن أسامحه لم يشف ذلك غليلي وظللت على موقفي.. الأمر الذي اضطره للزواج من أخرى بعد فقدانه الأمل في عودتي إليه.. على هذا الحال مضت السنوات وتخرجت ابنتي في الجامعة وعملت بشركة عالمية وعن طريقها حدثت الكارثة.. فالشاب الوحيد الذي نبض قلبها إليه هو ابن الأفعى التي سبق وحرمتها وحرمتني من حياة أسرية مستقرة.. وطبعاً ما كان مني إلا أن رفضت دون إبداء أسباب.. ومن يومها وهي لا تكف عن البكاء عليه.. وقد أخبرتني أن من تحب علاقته متصدعة بأمه بسبب زواجها وطلاقها المكرر بعد انفصالها عن أبيه ما يسبب له الحرج.. أخشى أن أكون ظلمته.. ماذا أفعل؟!

ح . ن "الإسكندرية"   

 رغم إدراكي التام لما تعانيه من آلام جراء امرأة سبق وتسللت في غفلة منك لقلب زوجك، فدمرت بيتك وحياتك وما خلفته من نيران كراهية لن تنطفئ مهما مرت الأعوام إلا أنني لمست وخزة تأنيب ضمير نحو ابنها والذي كان هو نفسه أحد ضحايا أنانيتها وسوء سلوكها.. لذا أرى ضرورة مقابلته، ربما تجدين فيه صورة مغايرة لوالدته تجعلك تتعاطفين معه.. وإذا لم يحدث ذلك فإياك أن تصارحي ابنتك بالحقيقة كي لا تتحطم صورة والدها، فيمكنك إرجاع رفضك لعدم قناعتك بوالدته وخوفك عليها من تبعات سلوكها على نفسية ابنها وعلاقته بكِ فيما بعد.