الثلاثاء 18 يونيو 2024

مع بدء الإجازة.. خطورة الأجهزة الإلكترونية على الأطفال والبدائل المفيدة لهم

إدمان الهواتف الذكية

تحقيقات2-6-2022 | 12:25

سهير حمدي

أصبحت كل أم اليوم لاتستطيع أن تسكت طفلها عن البكاء أو الشقاوة في المنزل، وتلجأ إلى السهل الممتنع وهو الموبايل، وتشغله على محتوي يفضله سواء أغاني أو كرتون أوأي شيء يلهيه، وهي في غاية السعادة لأنها استطاعت أن تجعله يصمت وتلهيه حتى تستكمل بما تقوم به من أعمال. 

ولكنها لا تعلم أنها بالفعل تلهيه عن الحياة جميعها وتضعه داخل فقعة من العزلة داخل هذه الشاشات الزجاجية وحيدًا تائهًا ناسيًا الأكل والشرب والنوم، فهي لا تعلم أنها بذلك تقتل اشياء كثيرة في طفلها من أبسطها التواصل والتفاعل مع واقعه ومع أسرته ومن حوله، ومع الوقت يصبح مدمن لهذه الأجهزة. 

مخاطر إدمان الهواتف الذكية 

وتزداد مخاطر إدمان تلك الأجهزة علي الأطفال مع دخول الأجازة الصيفية، لوجود وقت فراغ أكبر لديهم، فبدلا من أن يقضي الطفل وقت أكثر مع أسرته وأخوته يقضى طول يومه خارج المنزل بنوادي "البلاي ستيشن و الفيديو". 

وبمجرد عودته يكون غارقا أيضا بالألعاب على "هاتفه الذكي" ناسيا الطعام والنوم ، بخلاف السهر لأوقات متاخرة من الليل أمام التابليت أو التليفزيون ، مع اهمال الانشطة الأخري مثل الرياضة مثلا أو تنمية مواهبه في القراءة أو الكتابة أو الرسم ، مما يؤثر عليهم بالسلب 

وأثبتت الدراسات أن الأطفال الأكثر استخداما للهواتف الذكية أكثر عرضة للاكتئاب والقلق، وأقلهم في التحصيل العلمي عن غيرهم نظرا لتأثير الأجهزة على قدراتهم العقلية، ويعانون من قلة التركيز والانتباه وضعف الذاكرة لكثرة تعرضهم الإشعاع الخارج منها، وهم أكثرهم عصبية وعدوانية وعزلة ناتجة عن قلة النوم والسهر المستمر أمام تلك الشاشات المدمرة للنظر والعقل والتفكير. 

وقالت الدكتورة سوسن فايد متخصصة في علم النفس الاجتماعي عن مدي الخطورة الجسيمة( النفسية والإجتماعية والصحية) لإدمان الطفل لتلك الأجهزة قائلة:" إن هذه الأجهزة والمحتوى الذي تقدمه تجعل الطفل متبلد الإحساس والمشاعر ، فلا يشعر بالوقت أو بالأخرين من حوله فيميل للعزلة وقلة تواصله معهم، ومع الوقت تنعدم الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية التي يجب أن يمارسها ، ويتعلق بكل ماهو جماد وينعزل عن أسرته فيسبب له الانطوائية وحب العزلة. 

وأوضحت في تصريحات لبوابة دار الهلال أن هذا ينتهي به إلى الإصابة بالتوحد وصعوبة التعامل مع البشر ، وما يعقبه من كوارث مجتمعية منها الأنانية، وعدم القدرة علي التواصل مع أسرته ومجتمعه وانفصاله التام عما يدور حوله، مما يخلق نوع من الجفاء والقسوة بينه وبين والديه وأفراد أسرته ويغيب الترابط الأسرى والعاطفي ما بين الأم وطفلها والأب وابنه لعدم التحدث والتفاعل الاجتماعي. 

وأكدت أنهم بذلك يصبحوا غرباء عن بعضهم البعض ولا يربطهم سوي السقف الذي يعيشون تحته، مما يؤدي في المستقبل الي العنف الأسرى، وعدم احترام الأبناء للأباء والتجرأ عليهم لانهم ببساطة لايعرفونهم ولايحترمونهم  . 

البدائل المفيدة للأطفال

وأوضحت" فايد " البدائل  التي من المهم اللجوء اليها لحماية أطفالنا من ضرر هذه الأجهزة الخطيرة والمميتة للعقل والفكر خاصة أثناء الأجازة الصيفية ومن أهمها: ممارسة الرياضة، والأنشطة الأخري مثل الرسم والتلوين والتشكيل والألعاب التي تنمي العقل والفكر كلعبة الألغاز، والمكعبات، والاشتراك في المكتبات لتنمية القراءة والكتابة لديهم وحقهم على تعلم لغة جديدة. 

وأشارت إلى أنه يجب على كل أب وأم أن يعوا ويفهموا أننا نتعرض لحروب جديدة "وهي حرب العقول" وغزو خارجي من خلال تلك الأجهزة وما تقدمه من محتوي ووسائل لتدمير النشء وتفكيك المجتمعات النابع من تفكيك الأسرة. 

وأوضحت أنه لكي يتصدوا لذلك يجب أن يثقفوا أنفسهم من خلال حضور الندوات التثقيفية والتوعوية للتربية، والقراءة لمعرفة الأسلوب التربوي الصحيح لمواجهة كل تلك التحديات والمخاطر التي يتعرض لها أبنائنا، وكيفية التعامل معهم بالشكل الصحيح. 

وشددت على أنه يجب على الآباء التقرب أكثر من أطفالهم وخلق حوار وحديث دائم بينهم واحتوائهم عاطفيا، بالإضافة إلى توعيتهم بمساوئ هذه الأجهزة وإشغالهم بأشياء مفيدة، وتشجيعهم على إظهار و تنمية مواهبهم، مع المراقبة والمتابعة المستمرة لهم والمحتوى الذي يتعرضون له دون إشعارهم بذلك. 

الوقت الصحي للطفل لاستخدام الأجهزة الإلكترونية

وحددت" وزارة الصحة" المدة الصحية لتعرض الاطفال لتلك الأجهزة سواء الهواتف الذكية أو التلفاز أو الإنترنت والألعاب والفئات العمرية لها وهي كالتالي: 

الرضع حتى 18 شهر ممنوع يجلسون أمام أي الشاشة ، بينما الاطفال من 18شهر حتى عام يسمح لهم بعض الوقت مع الوالدين، أما ماقبل الدراسة يجب ألا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم، بينما من عمر 5 إلى 18 سنة وضع وقت معين بحيث لا يتجاوز ساعتين يوميا مع تنظيم أوقاتهم حتى لا تشغلهم عن اتخاذ ما يكفي من النوم أو القيام بالنشاط البدني.