نانيس جنيدى
منذ ظهوره الأول لاقى قبولاً لدى الجمهور، فكان يمثل فرداً من كل أسرة مصرية، علاوة على موهبة متفردة مكنته من أداء شتى الأدوار المختلفة دون اصطناع، انتقى أدواره بعناية ليكون متفرداً غير نادم على عمل قدمه، فاستطاع أن يخط حروف اسمه بين نجوم أبناء جيله بالخط العريض، جمع بين حبه لعراقة الماضى وحداثة الحاضر، فكون حالة خاصة جداً وحقق المعادلة الصعبة على أى فنان.
الفنان ميدو عادل يعيش الفترة الحالية انتعاشة فنية يستحقها عن جدارة، كما شارك هذا العام 2022 بأكثر من عمل ليطل على جمهوره بشكل يليق بموهبته وما قدم من أعمال.
واليوم يفتح قلبه لـ«الكواكب» فى حوار صريح عن أعماله وما ينوى تقديمه فى قادم الأيام...
فى البداية.. كيف استطعت أن تجمع بين الماضى والحاضر فى أعمالك فأقنعت جمهورك بأنك عاصرت كلا الزمنين؟
تربيت فى منزلى والداى على سماع ومشاهدة القديم، فعشقت كل ما هو منسوب للماضى، وربما كان فى الأساس من جعلنى أعشق الماضى هو سيد درويش، منذ طفولتى وأنا من مجانين سيد درويش، وأرى أنه كان سابقاً لعصره، فهو القديم الجديد، والمعنى الشعبى الحقيقى، أعجبت بقوة هذا الرجل وبساطته وشجاعته، كان «لقمة فى زور الإنجليز»، حتى أن الأقاويل تعددت فى سبب وفاته، ولكن الأرجح والذى أميل إليه، أنه قتل على يد الإنجليز، فقد كان يحارب بالغناء، وفى عز نجوميته ينزل الشارع بنفسه يحفظ الأطفال الأغنية، فقد كان يرعبهم، حتى أنى فى مسرحيتى عنه أضفت جملة، «دلوقتى بقيتوا خايفين من الغنا، وعايزين تمنعوه؟!»، فتعلمت منه أن أعيش وتعيش أعمالى بأن أتعامل مع الفن ليس كمهنة ولكن كعشق، فكل ما هو حقيقى يعيش، فالفن هو القوة الناعمة الحقيقية، وعندما أردنا أن نبث روح الوطنية بالشباب قدمنا «الاختيار» و«الممر».
أحببت السير الذاتية.. حدثنا عن أحلامك فى تجسيد السير الذاتية بعد سيد درويش؟
نعم تجذبنى السير الذاتية، ولكنى لا أفكر فيها جزافاً، بل تجذبنى شخصيات معينة وأتعمق فى تاريخها، فمثلاً سيد درويش كنت أفكر فى تقديم قصة حياته فى مسلسل قصير من 15 حلقة لإحدى المنصات، والتحدث من خلال المسلسل عن مصر فى هذا الزمن، وعندما عرضت عليّ المسرحية شعرت بأنها ستكون بروفة لمذاكرة هذا الشخص بشكل أفضل، كذلك المخرج عاطف الطيب هو حلمى، وأصبحت مرشحاً لتقديم السيرة الذاتية له بعد نجاح سيد درويش، ومنذ 4 سنوات أعمل على هذا المشروع مع مجموعة من محبيه، أيضاً منير مراد أعمل على مشروع لتقديم سيرته الذاتية منذ عام 2017، وهو من أحلامى.
وماذا عن الراحل محمود الجندى وتجهيزك لعمل عنه؟
مهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه، فهو الأب الروحى لى، وكان أقرب الناس، معلمى وأستاذى وصديقى، وقبل أن نعمل معاً كانت تربطنا صداقة قوية جداً. أعلم أن حديثى عنه صعب، فعلاقتى به إنسانياً كانت قوية، وكنت دائم التواجد معه، حيث جمعتنا جلسات كثيرة ومكالمات طويلة، وكان أكثر الداعمين لى، وهو أهم شخص قابلته فى «شغلانة الفن»، كان يرى أنى أشبهه، وشخصيتى بها الكثير من ملامح شخصيته، أما على المستوى العملى فقد اجتمعنا فى 7 أعمال حتى أنى فى مسلسل «الطوفان» قدمت نفس الشخصية التى قدمها هو فى الفيلم، وأوحى لى بفكرة برنامج باسم «سيرة الحبايب»، وكانت قصة محمود الجندى هى محور الحلقة الأولى منه، فهو شخصية ثرية جداً ولم يأخذ حقه، بل وُضع فى منطقة الرجل الثانى، على الرغم من أنه يستحق أن يكون «ميجا ستار»، فقد قدم محمود الجندى كل أنواع الفنوان، حيث غنى ورقص وقدم تجارب مسرحية كثيرة، قدم كل شىء، الواد الشقى، والمتدين، والشرير، وأبدع فى كل الأدوار، كما أنه كان جندياً وقت الحرب لمدة 7 سنوات، هذا الرجل مر بمنعطفات عنيفة فى حياته، وربما لا يعرف الكثيرون أنه كون فى قريته بأبو المطامير فرقة لتعليم الأطفال الفن، وظل نشاطها قائماً حتى رحل عن عالمنا.
كانت بداياتك الفنية من خلال المسرح.. هل كان طموحك هو النجاح المسرحى.. أم كان للشاشة بريق يجعلك تطمح للظهور عليها؟
فى البداية لم أكن أطمح لشىء معين، كنت أعمل ما أحب وهو التمثيل على المسرح.. التمثيل لمجرد التمثيل وحب الفن فقط، فلم أحدد العمل بالمسرح أم أمام الكاميرا، ولكن لكونى ابن أسرة فنية ورجل وامرأة عملا على المسرح، فكانت بدايتى من خلال المسرح، وكنت أكن له حباً كبيراً، وعلاقتى به علاقة قوية، وبعدها جذبنى مغناطيس الشاشة، فكانت البداية بمسلسل «الجامعة» ونجح والحمد لله، وكنت محظوظاً وسرت بشكل متتالٍ، ولكن ما عرف الجمهور بى فعلياً هو «خطوات الشيطان» مع معز مسعود، وكنت أخلص فى عملى ومستمتعاً بما أقدم.
يرى البعض أنك لم تأخذ حقك حتى الآن من النجومية والظهور رغم موهبتك الكبيرة.. ما رأيك؟
أرى أننى أسير على الطريق الذى أحبه وأؤمن به، فأنا أحب الفن من أجل الفن كما كان كبار النجوم الذين مازالوا يعيشون بذاكرتنا، فكما قلت كل ما هو حقيقى يعيش أطول، فلا أحد يعلم نجومنا الكبار كيف كانت بداياتهم، ومتى بدأ تاريخهم، ولا أحب أن أكون مثل البعض ممن يؤثرون النجومية عن الفن نفسه، فهذه هى المعادلة الصعبة التى أسعى لتحقيقها، فأنا أهتم بالكيف بغض النظر عن الكم.
من وجهة نظرك.. ما الفئة المجتمعية التى يجب مخاطبتها فى الوقت الحالى؟
الأطفال.. الأطفال فئة من يريد حقاً بناء المجتمع فليخاطبهم، علينا أن نفكر خارج الصندوق، ونخاطب فئة هى جذور المجتمع، لو نفعت نفع المجتمع ككل، عندما قدمنا فيلم «لامؤاخذة» خرجنا عن الصندوق، فهذا الفيلم كان بطولة طفل يخاطب الأطفال بشكل لطيف، وسيعيش هذا الفيلم لأنه مختلف.
ما نوع الفن الذى توجه بناتك نحوه؟
جعلتهن يحفظن كل أغانى فيروز وفؤاد المهندس، ويتابعن أفلام ياسمين عبد العزيز للأطفال، وأبعدهن قدر المستطاع عن بعض الأعمال المؤذية، وأغلق العديد من قنوات الإنترنت، ورغم أنى عانيت وتعبت لتحقيق ذلك، لكنى استطعت.
هل ينتابك قلق ما من مجال الفن؟
تؤلمنى نهايات بعض الفنانين التى لا أتمنى أن أصل إليها، لذلك كان القلق ينتابنى فى البداية، لكنى لا أسعى للبطولة السريعة، ولا أبحث عن الغنى الفاحش، كل ما أتمناه أن أعيش مستوراً فى حياة كريمة وأن أترك إرثاً فنياً يستحق المشاهدة.
ما رأيك فى نوعية مسلسلات الحكايات المنفصلة؟
شاركت فى عدة أعمال منها بحكايات فى مسلسلات مثل «قلب مفتوح»، وهى خطوة أراها مهمة وقوية ولاقت إقبالاً من الجمهور، وعندما أشارك فى هذا النوع أشعر بسعادة لوجودى ضمن ملحمة درامية قوية تصنع من جديد بعودة المسلسلات السباعية والخماسية.
شاركت بدور مهم بالمسلسل الوطنى «العائدون».. حدثنا عنه؟
جاء ترشيحى لهذا العمل من المخرج أحمد نادر جلال، وسعدت جدا بالمشاركة فى المسلسل، الذى يعد الجزء الثانى من مسلسل «هجمة مرتدة» الذى عرض العام الماضى ولم أكن محظوظاً بالمشاركة بجزئه الأول، و عملت مع فريق عمل رائع وهم أمير كرارة، أمينة خليل، محمود عبدالمغنى، محمد عز، هاجر الشرنوبى، صبرى عبدالمنعم، وكوكبة كبيرة من ضيوف الشرف، من بينهم محمد فراج، وهانى رمزى، محمد ممدوح، والعمل من تأليف باهر دويدار، وإخراج أحمد نادر جلال.
وما سبب تحمسك للمشاركة به؟
أولاً العمل الوطنى لا يمكن أن يرفضه أحد، فهو عمل يضيف لأى فنان يشارك به، كما أن الشخصية التى قدمتها جديدة ومختلفة تماماً عما قدمته، وسعدت جدا بالمشاركة بهذا العمل، و أسعدنى أنه نال استحسان الجمهور.