الأحد 16 يونيو 2024

في ذكرى ميلاده.. أسرار في حياة عميد المسرح العربي يوسف وهبي

17-7-2017 | 13:12

لا شك أن يوسف وهبي أحد أعمدة المسرح ليس فقط في مصر، بل في الشرق الأوسط أجمع، وممن تَرَكُوا بصمة واضحة لا يمكن أن ننكرها في النهوض بالمسرح الجاد الهادف.
 

ولد يوسف وهبي في ١٧ يوليو عام ١٨٩٨م في مدينة الفيوم على بحر يوسف و من هنا جاء اسمه تيمناً بمكان ميلاده ، ولد لأب يعمل مفتشاً للري بالفيوم هو "عبد الله باشا وهبى".
 

و لوالده تراث لا يزال موجوداً في الفيوم إلى الآن ، إذ أنه هو الذي قام بحفر "ترعة عبد الله وهبى" بالفيوم، والتي حولت آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية إلى أراضي زراعية، كما أنشأ المسجد المعروف باسم "مسجد عبد الله بك" المطل على كوبري مرزبان بمدينة الفيوم، والذي كان يعتبر أكبر مسجد بالفيوم حتى وقت قريب.
 

تلقى يوسف وهبي تعليمه في كتاب العسيلي بمدينة الفيوم، ثم انتقل إلى مدرسة السعيدية بالجيزة و منها إلى المدرسة الزراعية بمشتهر، إلا أن حبه للتمثيل كان يملأ عليه وجدانه مما آثار خلافاً بينه و بين والده حتى أن والده طرده من المنزل عندما تقدم إلى السيرك ليلتحق بالعمل مشخصاتي هناك و هو سليل العائلة الراقية ذات الحسب و النسب، وعندما ضيق والده عليه الخناق هرب إلى إيطاليا بتشجيع من صديقه محمد كريم ، و عاش بها فترة طويلة تلقى خلالها فنون التمثيل على يد الفنان الإيطالي "كيانتوني" و كان ذلك عقب الحرب العالمية الأولى.
 

و في عام ١٩٢١ عاد يوسف وهبي إلى مصر بعد وفاة والده، حيث حصل على ميراثه "عشرة الأف جنيه ذهبي"، مثله مثل إخواته الأربعة.
 

وبدأ من هنا مشواره الجاد نحو النهوض بفن المسرح في مصر مستندًا إلى ميراثه من والده ، فخرج بالمسرح من دائرة المسرحيات الخفيفة التي تعتمد على العروض الراقصة إلى المسرح الذي اتسم بأسلوب الميلودراما حيث اتجه في بداياته إلى ترجمه الأعمال الأدبية العالمية مثل أعمال شكسبير و موليير، وبدأ بمسرحية "المجنون" كباكورة لأعماله المسرحية حيث عرضت على مسرح "راديو" عام ١٩٢٣م.
 

•أزمته مع السينما•

تأخر دخوله إلى عالم السينما بسبب الحملة الصحفية والدينية التي أثيرت ضده بسبب نيته وقتها تمثيل دور النبي محمد في فيلم لشركة ماركوس الألمانية بتمويل مشترك مع الحكومة التركية، وكان يرأسها في ذلك الوقت مصطفى كمال أتاتورك، حيث اضطر تحت ضغط شعبي ومن الملك فؤاد الذي هدد بسحب جنسيته المصرية منه إلى العدول عن هذه الفكرة.

وفي عام 1930 و بعد تخطي هذه الأزمة وبالتعاون مع محمد كريم أنشأ شركة سينمائية باسم رمسيس فيلم التي بدأت أعمالها بفيلم "زينب" سنة 1930، والذي كان من إنتاجه وإخراج محمد كريم.

و توالت بعدها أعماله السينمائية و التي بلغت ما لا يقل عن ٦٠ فيلم ما بين تمثيل و تأليف و إخراج أشهرهم فيلم "غرام و انتقام" و الذي شاهده الملك فاروق و منحه بعدها رتبة البكوية ، بينما بلغ رصيده المسرحي ٣٢٠ مسرحية.

 

حصل يوسف وهبي على العديد من الألقاب و الجوائز :

منحه الملك فاروق الأول رتبة البكوية.
حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960.
حصل على جائزة الدولة التقديرية العام 1970.
انتخب نقيبا للممثلين العام 1953 وعمل مستشارا فنيا للمسرح بوزارة الإرشاد.
حاز على جائزة الدولة التقديرية والدكتوراة الفخرية العام 1975 من الرئيس المصري أنور السادات.
منحه بابا الفاتيكان وسام "الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية"، وهو أول مسلم يحصل على هذه الجائزة.
لقب بعميد المسرح العربي.

توفى “وهبي” في ١٧ أكتوبر عام ١٩٨٢ بعد دخوله لمستشفى المقاولون العرب إثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجه سقوطه في الحمام.

وتوفى أثناء العلاج إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، وكان إلى جواره عند وفاته زوجته وابنها، وقد ودعه محبو فنه بعد حياة حافلة بالإبداع، وتخليداً لذكراه وتكونت في مسقط رأسه الفيوم جمعية تحمل اسمه هي "جمعية أصدقاء يوسف وهبى"، وأقيم له تمثال أمام مقر هذه الجمعية بحي الجامعة بالفيوم على رأس الشارع الذي يحمل اسمه.