بقلم : ماجدة محمود
تذكروا جيدا هذا الاسم الذى سوف يلمع قريبا فى عالم الإنشاد الدينى الذى ظل حكرا على الرجال لعقود طويلة.
تذكروا نعمة فتحى ذات الـ 22 عاما التى أسست فرقة للإنشاد الدينى من الفتيات وأطلقت عليها اسم "حور" وجميعهن وبحق حوريات من الجنة شكلا ومضمونا.
ودعونى قبل أن أسترسل فى الحديث عن هذا الكيان الوليد أشير إلى أن الأنشودة الدينية ترنيمة أو تسبيحة مخصصة أصلا لذكر الخالق عز وجل أو مديح الأنبياء والأولياء والقديسين, وأن الإنشاد الدينى بدأ في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان النبي قد مر بنسوة كُن يمدحنه ويقلن: نحنُ نسوةٌ من بني النجار يا حبّذا محمّدٌ من جارِ، ومع بداية الأذان كان بلال يجود فى الأذان كل يوم خمس مرات، ويرتلها ترتيلا حسنا بصوت جميل جذاب، ومن هنا جاءت فكرة الأصوات الندية في التغني بالأشعار الإسلامية, ثم فى بدايات القرن العشرين أصبح للإنشاد الديني أهمية كبرى، حيث تصدى لهذا اللون من الغناء كبار المشايخ والمنشدين الذين كانوا يحيون الليالي الرمضانية والمناسبات الدينية أبرزهم الشيخ النقشبندى, والشيخ طه الفشنى, والشيخ نصر الدين طوبار, والشيخ أحمد عبد الفتاح الأطرونى موسيقار الإنشاد الدينى, والشيخ ياسين التهامى, وقد تأثر الإنشاد الحديث بالفضائيات والفيديو كليب والقنوات المتخصصة وصار شبيها بالغناء المتعارف عليه "وفقا لما ذكر فى ويكيبديا الموسوعة الحرة ".
الجميل أيضا أن هناك الأنشودة الدينية المسيحية, وتعد سورية مهد الألحان الدينية السريانية منذ القرون الأولى للمسيحية, ومن أقدم كتاب التراتيل الدينية فى الزمن البيزنطي القديس إفرايم السورى, أما أكثر مراكز انتشار التراتيل الدينية المسيحية فكانت مدينتى القسطنطينية وأنطاكية.
أعود إلى الحديث عن حوريات الإنشاد الدينى بقيادة نعمة فتحى خريجة النظم والمعلومات, والتى تتلمذت على يد الشيخ وليد شاهين فى فن التواشيح والمقامات, ثم انضمت وهى فى الثامنة عشرة من عمرها إلى فرقة الشيخ زين محمود التى كانت تقدم عروضها ببيت السنارى, وبعد التخرج من الجامعة كونت فرقة "حور" وعددهن الآن حوالى 25 فتاة, إضافة إلى الفرقة الموسيقية التى كانت تتمنى أن يكون أعضاؤها من الفتيات, ولكن لصعوبة تحقيق ذلك تكونت الفرقة من الرجال إلى جانب الفتيات, وكانت بداية التجربة فبراير الماضى والانطلاقة الأولى للفرقة من ساقية الصاوى.
ولأن المرأة هى دائما كلمة السر فى كل نجاح ومصدر الإلهام لكل إبداع تدين نعمة بالنجاح الذى حققته إلى والدتها التى اكتشفت حلاوة وعذوبة صوتها وشجعتها على المضى فى هذا الطريق بل وأحببتها فيه, والأكثر من ذلك أن والدتها كانت تصحبها إلى الموالد مثل مولد السيدة زينب ومولد السيدة نفيسة لترى بنفسها المنشدين وهم يتغنون بأعذب الكلمات فى مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويحلقون بأرواحهم فى السماء, وكان هذا المشهد له وقع كبير على نفسها, وها هى تعيش لحظات السمو والتجلى مع حوريات فرقتها" حور" لتؤكد وعن جدارة أن المصرية تستطيع أن تحقق النجاح أينما وجدت بالإرادة والصلابة والتحلى بالصبر والمثابرة.