رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الصراع الدائر في أوروبا في الوقت الراهن أدى إلى تفاقم حدة الخلافات بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها.
وقالت الصحيفة البريطانية، في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، أنه وبعد مرور أكثر من 100 يوم على بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أصبح تقييم الصين الاستراتيجي للصراع أكثر وضوحًا: فهي لا ترغب في أن يُسلط عليها نفس الضوء مثل روسيا، لكن الحرب يبدو أنها ساهمت في زيادة عدم ثقة بكين في الغرب.
وتابعت الصحيفة قائلة: من وجهة نظر بكين، تفاقمت حالة التشاؤم بسبب الجهود الأخيرة للولايات المتحدة وحلفائها، ومن بينها مساعدة تايوان على زيادة الاعتراف الدولي بها.
ويوم الإثنين الماضي، نفذت بكين ثاني أكبر توغل في منطقة الدفاع الجوي التايوانية هذا العام، حيث أبلغت تايبيه عن دخول 30 طائرة إلى المنطقة، بما في ذلك أكثر من 20 مقاتلة. وأضافت الصحيفة أن لهجة الصين تطورت أيضًا من الوقوف على الحياد إلى الدفاع الصريح. فعندما بدأت الأزمة الأوكرانية الروسية لأول مرة في أواخر فبراير الماضي، حاولت بكين أن تتبنى نهج الحياد، ولكن في الأسابيع القليلة الماضية، استخدمت اللغة التي واجهت بشكل مباشر انتقادات حلف شمال الأطلسي (ناتو) والغرب بقيادة الولايات المتحدة، واصفة إياها بـ "الإرهاب المالي" و "التسليح الاقتصادي".
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور يان زويتونج، مدير معهد الدراسات الدولية في جامعة تسينغهوا في بكين، قوله: "لقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى تكثيف المواجهة بين الولايات المتحدة والصين".. مضيفًا "كما أنها سلطت الضوء بشكل أكبر على الاختلافات بيننا [الصين] وفرنسا وألمانيا وبريطانيا واليابان." كما اكتشف يان أيضًا أن نظام القطبين الناشئين في النظام العالمي الجديد لا يميل لصالح الصين.
وقال ليو ياوي، كبير مستشاري الصين في مركز كارتر في أتلانتا، إن وجهة نظره كانت مشتركة على نطاق واسع بين العلماء والمفكرين الصينيين. ويبدو أن القيادة الصينية رأت ذلك أيضًا.
ففي وقت مبكر من شهر مايو الماضي، ذكرت صحيفة "الجارديان" أنه بعد وقت قصير من بدء العملية العسكرية، أمرت بكين بإجراء "اختبار إجهاد" شامل لدراسة الآثار المترتبة على فرض عقوبات على روسيا من قبل الغرب.
وطُلب من العديد من الوكالات الحكومية الرئيسية - من اللوائح المصرفية إلى التجارة الدولية - التوصل إلى نتائج إذا فرض الغرب نفس الحظر على الصين.