كتب ـ خليل زيدان
تنوع الإنتاج السينمائي في العصر الذهبي للسينما ما بين الأفلام الاجتماعية والرومانسية والكوميدية والتاريخية والدينية والغنائية والمليودرامية وأفلام الحركة.. ومن الطبيعي أن يختلف نجوم كل نوع من تلك الأفلام، لكن أن يشارك نجم مثل حسين رياض في كل تلك الأنواع، ويحقق نجاحاً باهراً، فهذا ما يجعلنا نضع علامات التعجب أمام قدرات هذا الفنان.. في ذكرى رحيل الفنان حسين رياض نغوص قليلاً في مجمل أعماله في السطور التالية.

أطلق النقاد على حسين رياض لقب "الفنان ذو الألف وجه" نظرًا لقدراته العالية في تقمص كل أدواره السينمائية المتنوعة، فهو القادر أن يصبح موسيقاراً كما برع في فيلم شارع الحب، وهو الشيخ التقي الورع في دور الزاهد ثوبان في فيلم رابعة العدوية وهو الخديو في فيلم ألمظ وعبده الحامولي وهو سلامة في فيلم وااسلاماه، وهو الريس عبد الواجد رمز الشعب المصري الصابر في فيلم رد قلبي وهو الوالد الحنون في فيلم ثورة المدينة والأرض الطيبة وهو الزوج المقهور في فيلم الأسطى حسن.

كانت هذه نماذج فقط من أدوار قليلة قام بها الفنان حسين رياض، الذي اعتمد عليه المخرجون ليكون أيقونة الأحداث وأن يكون دائماً عنصر الخير في مجمل ما أسند إليه من أعمال سينمائية، فقد شارك حسين رياض في الغنائية وبرع في دور الموسيقار في فيلمين، وهما شارع الحب ولحن الوفاء وفي الأفلام الدينية نجح أيضاً في الزاهد الداعي ومنها دوره فيلم بيت الله الحرام وبلال مؤذن الرسول ، وفي الأفلام التاريخية كانت صاحب حضور مميز مثل أدواره في فيلم رد قلبي وبور سعيد والله معنا ولاشين ، هذا غير تنوع أدواره في الأفلام الاجتماعية والمليودرامية منها فيلم صراع في الميناء وأغلى من حياتي وربيع الحب وبين الأطلال وغيرها من الأفلام.

عرف عن حسين رياض شدة تقمصه للدور حتى يؤديه في أبدع صوره، ومن الطريف أنه قام بدور زوج مقعد في فيلم الأسطى حسن، وقد عايش الدور بكل جوانحه وهو يمثل دور الزوج المشلول الذي يسير على كرسي متحرك، وتروي ابنته في إحدى حواراتها أن والدها بعد انتهاء دوره في الفيلم أصيب فعلاً بالشلل لعدة أيام بسبب تقمصه وشدة أتقاته للدور.. ورغم أن حسين رياض لم ينل دور البطولة المطلقة في السينما، إلا أنه الفنان الوحيد الذي احتلت صورته العديد من أفيشات الأفلام التي شارك فيها مثل الدم يحن وبابا أمين وعدل السماء وعودة القافلة والأرض الطيبة.