لم تفلت صناعة الجلود من موجة الغلاء التي طالت أغلب السلع والمنتجات والصناعات، وارتفعت صناعتها إلى الضعف بعد ارتفاع المواد الأولية الداخلة في صناعة كل أنواع الجلود من الأحذية والحقائب وغيرها.
الارتفاع الجنوني في الأسعار، أصاب أسواق المنتجات الجلدية بالركود مقارنة بالعام الماضي، الذي تنخفض فيه التكلفة بنسبة تصل إلى 40 %.
تراجع عمليات البيع
«الهلال اليوم» خاض جولة في منطقة وسط القاهرة وحى شبرا مصر، للتعرف على أسباب تراجع الإقبال على منتجات الجلود باعتبارهما أكثر الأماكن تسويقًا وإقبالا على شراء منتجات الملابس والأحذية والحقائب، حيث وجدنا أن سعر الحذاء سجل ما بين 200 جنيه 400 جنيه والأحذية الجلد تبدأ من 150 جنيه حتى 450 جنيها.
إبراهيم التونسي، تاجر أحذية بشبرا مصر، قال" ارتفاع تكلفة المواد الخام ومصاريف نقلها وتوريدها للمحال التجزئة وخاصة أن المنتجات المستخدمة مستوردة، فكل ذلك يزيد من سعر المنتج وخاصة أن الجلد الطبيعي قليل لقلة المواشي وسعره أغلى من الجلد الصناعي لأنه أكثر مرونة وبيستحمل غير الصناعي بيستخدم مرة والتانية يطرقع انتهى الحذاء".
وأجمع عدد من الباعة على وجود ركود وبطئ في حركة البيع هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
"الأحذية مستويات ولكل حاجة زبونها".. هكذا قال عاطف محمد، تاجر بيع الأحذية بشارع شبرا مصر:" أن الأحذية الرجالي من الجلد الطبيعي محلية الصنع تراوحت أسعارها من 95 إلى 100 جنيه وهناك المستورد يبدأ من 200 حتى 400 جنيه وهى تعتبر الأكثر بيعاً نظراً لسعرها المناسب لشريحة كبيرة من المواطنين بنسبة 60% مقارنة بالمنتج المستورد".
الجلود بين جشع التجار وغلاء المواد الأولية
محمود البرنس، بائع بإحدى المحلات قائل:" المشكلة التي نتج عنها وضعنا الحالي وجنون الأسعار على المواطنين نتيجة شبه انعدام تام للرقابة على المستوردين مما أدى إلى احتكارهم للسوق وهناك تنافس بينهم لرفع الأسعار لتحقيق أكبر نسبة ربح وحركة البيع غير في المواسم تقريبا بدأنا بالفعل نستنفع بحاجة غير كده الزبائن هذا العام معظمهم كان بيكتفى بالسؤال فقط".
سعيد حمدي، صاحب أحد المحال التجارية بشارع 26 يوليو قال:" ترجع موجة ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في التصنيع وارتفاع أسعار الكهرباء وأسعار النقل والشحن في الجمارك وكل ارتفاع علينا في جانب منهم بيصب في الآخر على الزبون لذلك معدش حد يشترى زى الأول لدرجة أن في ناس بدأت تفصل الحذاء أو لو عندها نعل قديم تعمل عليه وش جديد ولا تشتري".
محمود الأسيوطي، أحد أصحاب المحال التجارية بشارع فؤاد بوسط القاهرة:" لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة حركة البيع والشراء حاليا بما كانت عليه وتشهد تراجعا مستمرا".
أشرف شحاتة أحد الزبائن قال:"إن أسعار الأحذية مرتفعة بشكل غير الطبيعي وجشع التجار أثر على كل حاجة، حيث وصل سعر الحزام بداية من 100 حتى 150 جنيه والحذاء من 90 وأنت طالع لـ500 و600 جنيه ولا في رقابة ولا حاجة"، مشيراً إلى أنه لجأ للشراء من وكالة البلح حتى يكون السعر بسيط.
غرفة صناعة الجلود تعرض أبعاد الأزمة
أما جمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود، أرجع ارتفاع الأسعار لارتفاع تكلفة المواد الخام، وإن كلها مستلزمات للإنتاج بنسب تتراوح من 100% إلى 120% وارتفعت أسعار الجلود بنسب تتراوح من 40% إلى 50% في الوقت الذي زاد فيه سعر "النعل الجلدي" الذي يعد الجزء الأساسي في الحذاء بنسبة 100%.
يحيى زلط، وكيل غرفة صناعة الجلود وعضو شعبة تجار الأحذية، قال إن أسعار نعل الأحذية ارتفع 10 جنيهات ووصل لـ 40 جنيها، مؤكدا أن أسعار الأحذية ارتفعت هذا العام بما يقارب 40% بسبب زيادة سعر الجلد الخام وكذلك بعض مستلزمات الإنتاج التي تحركت أسعارها عقب تعويم الجنيه.
ولفت إلى أن أسعار الأحذية الحريمي سجلت ارتفاعا ذات الجلد الطبيعي محلية الصنع وأسعارها تراوحت بين 20% و30% عن العام الماضي، حيث تراوحت ما بين 160 إلى 300 جنيه، ومن 400 إلى 800 جنيه للمستورد،مشيرًا إلى أن الجلد الطبيعي للأطفال وصل من 70 إلى 180 جنيها و الشنط الحريمي المستوردة سجلت من 250 إلى 500 جنيه، ومن 35 إلى 150 جنيها للمصنعة محليا.