فضّلت الكاتبة البريطانية "جين أوستن" أن تبقى عزباء في زمن كانت فيه النساء تعتمد الزواج وسيلة للهرب من الفقر، وهي ابنة كاهن عاشت الفقر في معظم مراحل حياتها.
ولدت في الثامن عشر من يوليو عام 1817 وتوفيت عن 41 عاما عاشت معظمها في الظل وتأمل أحوال المجتمع، بعد أن بدأت شهرتها تنطلق شيئا فشيئا، ورغم أن القدر لم يمهلها الكثير لكنها تعد اليوم من أفضل الكاتبات في تاريخ بريطانيا، وبيعت ملايين النسخ من رواياتها الست، والتي أصبحت من مصادر الإلهام الأدبية والسينمائية أيضا، في بلدها والعالم وأشهرها على الإطلاق روايتها الأكثر نجاحا كبرياء وتحامل.
تعلق على حياة طبقة ملاك الأراضي البريطانيين القرن الثامن عشر، وتكشف حبكتها الدرامية عادة اعتماد النساء على الزواج سعيًا وراء مركز اجتماعي ودخل ثابت.
ورغم مرور مائتي عام على مولدها ما زالت رواياتها تنشر حتى الآن على الرغم من أنها كانت تنشر دون اسمها ولم تجلب لها سوى القليل من الشهرة وحسب أثناء حياتها.
وحدثت مرحلة انتقالية مهمة لشهرتها ككاتبة بعد وفاتها باثنين وخمسين عاما، فقد كان الخط المشترك في أعمالها أحاديث تدور في جلسات شاي، وبحث الشابات عن الزواج. وهو ما جعل البعض يشبّهها بالكاتبة بربارا كارتلاند (1901-2000) أشهر كاتبة بريطانية للروايات الرومانسية.
ونشرت جميع روايات جين أوستين الرئيسية ما بين عامي 1811 و1818. من 1811 إلى 1818 حققت نجاحًا بكونها مؤلفة رسمية معروفة عندما نشرت رواية "العقل والعاطفة” عام 1811، و"كبرياء وهوي" عام 1813، و"متنزه مانسفيلد" عام 1814، و"إيما" عام 1815. كتبت أوستن روايتين إضافيتين بعنوان "دير نورثانجر" دير نورثانجر و"إفناع" اقناع (رواية). تم نشر كلاهما بعد وفاتها في عام 1818. وكانت قد بدأت رواية أخرى قبل وفاتها سميت فيما بعد "بلدة سانديتون".
وتكرم إنجلترا الكاتبة جين أوستن التي ما زالت بعد مائتي عام على وفاتها مصدر إلهام أدبي في بلدها وفي العالم، ومثار فضول لدى المعجبين بإرثها الإنساني لسبر أغوار شخصيتها، وفي ونشستر جنوب إنجلترا، أقيم مؤخرا معرض بعنوان "ذي ميستيريوس ميس أوستن" (الآنسة أوستن الغامضة)، تكريما للكاتبة التي ما زال أثرها يطبع أجيالا تلو الأخرى.
وتقول كاثرين سوذرلاند المسئولة في المعرض أيضا وأستاذة الأدب في جامعة أكسفورد "إنها كاتبة تتحدث عن القيم، وعن المسئولية الاجتماعية" في مجتمع طبقي يعيش على وقع حروب نابليون والغزوات البحرية.
وكانت الكاتبة تلقي الضوء من خلال قصصها هذه على العلاقات الإنسانية وظروف عيش النساء اللواتي لم يكن أمامهن أي باب للمستقبل سوى من خلال الزواج.
وتقول سوزرلاند: "للأسف ماتت في الوقت الذي بدأت فيه الشهرة والمال يصلان إليها".
ودفنت الكاتبة في كاتدرائية ونشستر، ويجذب قبرها اليوم والمنازل التي عاشت فيها، آلاف الزوار المعجبين بأدبها والراغبين بالبحث عن أي مؤشر يساعد في فهم شخصيتها.