السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

"ذا ديبلومات": الآسيان ترفض انفراد الصين والولايات المتحدة بمقدراتها

  • 8-6-2022 | 09:49

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

طباعة
  • دار الهلال

سلطت دورية "ذا ديبلومات المتخصصة في الشؤون الآسيوية" الضوء على الخطاب الأخير لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حلو سياسة الصين، حيث ذكرت أن بلينكن أعلن في خطابه الأخير حول سياسة الصين، أن الهدف الاستراتيجي للصين هو إعادة تشكيل نظام المحيطين الهندي والهادئ، ما يعد تهميشاً للأمريكيين في هذه المنطقة. 

وفي هذا الإطار يوضح تقرير أصدرته الدورية، أن الموقف الصيني يتطلع إلى بناء "مجتمع المحيطين الهندي والهادئ ذي المصير المشترك"، مؤكدا أن اهتمام الصين الرئيسي في جنوب شرق آسيا هو منع التحالف الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة.

ويشير التقرير إلى تبني جميع دول الآسيان مبادئ توجيهية منسقة للسياسة الخارجية، حيث تلعب إندونيسيا، الزعيم الفعلي لرابطة أمم جنوب شرق آسيا، دورًا رائدًا في صياغة النظرة المستقبلية، وبالتالي فإن النظرة المستقبلية تعكس سياسة إندونيسيا المتمثلة في المساواة البراجماتية وهي الحفاظ على استقلاليتها الاستراتيجية من خلال الحفاظ على توازن متساو مع جميع القوى العظمى.

ويعتبر التقرير أن نظرة دول آسيان المستقبلية للمحيطين الهندي والهادئ هي "مركزية" منطقة الآسيان، كمبدأ أساسي لتعزيز التعاون في منطقة المحيطين، مع الآليات التي تقودها الرابطة، مثل قمة شرق آسيا، كمنصات للحوار وتنفيذ التعاون بين الهند والمحيط الهادئ، والحفاظ على مقرراتها.

ويرى التقرير أن مبدأ مركزية آسيان يهدف إلى جذب القوى الكبرى، مثل الصين والولايات المتحدة واليابان، إلى إطار الآسيان من خلال صيغ مختلفة من المنظمات متعددة الأطراف مثل قمة شرق آسيا ومنتدى الآسيان الإقليمي، وسط إجبار القوى الخارجية على اللعب من خلال قواعد الآسيان وتقليل السلوكيات العدائية من خلال التركيز على مركزية الآسيان. 

ويرصد التقرير موقف الصين حيال خيار "الآسيان" حول مبدأ المركزية، ويقول إن النظرة المستقبلية تشير إلى الطمأنة ضد احتمال ميل دول الآسيان إلى الجانب الأمريكي، وأن الصين تريد من دول الآسيان اتباع سياسات أمنية مختلفة عن واشنطن، فيما يعد أكبر قلق للصين هو التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ.

ويرى التقرير أن مركزية الآسيان تشكل تحديات كبيرة لاستراتيجية الصين في جنوب شرق آسيا على المدى الطويل، أولاً: تفضل الصين الآسيان المنفصلة بدلاً من الموحدة، لذلك تريد الصين التعامل مع أعضاء الآسيان بشكل فردي لتعظيم النفوذ الدبلوماسي والعسكري للصين بدلاً من الانخراط في الآسيان بأكملها، ثانيًا: لا ترفض آسيان آفاق تكتلًا عسكريًا بقيادة الولايات المتحدة فحسب ، بل ترفض أيضًا إطارًا إقليميًا تقوده الصين. 

ويؤكد التقرير أن الهدف الاستراتيجي للصين يتمثل في جنوب شرق آسيا في إقامة "مجتمع المصير المشترك" من خلال تعزيز نظام إقليمي اقتصادي وسياسي مركزي، ولطالما اعتبرت بكين التدخل الأمريكي في جنوب شرق آسيا معاديًا للصين، وتنتقد الصين باستمرار الموقف الأمريكي بشأن نزاعات بحر الصين الجنوبي باعتباره "قوة خارجية تحاول التحريض على الصراعات".

ويلفت التقرير الأنظار إلى أن الهدف الرئيسي من "مجتمع المصير المشترك" هو دفع الولايات المتحدة خارج غرب المحيط الهادئ وجعل جنوب شرق آسيا مجال نفوذ للصين، وفي المقابل ، كان الهدف الاستراتيجي لرابطة دول جنوب شرق آسيا هو إبقاء الولايات المتحدة منخرطة وملتزمة بالمؤسسات القائمة في الآسيان مع الحد من تأثير الصين عليها. 

ويشير التقرير إلى أن التركيز على الانفتاح والاتصال في النظرة المستقبلية يعني أن الآسيان ترحب بالمشاركة الأمريكية واليابانية وحتى الهندية الأعمق في المنطقة كموازن خارجي ضد الصين، كما تريد الآسيان الاستفادة من القوى الخارجية للتحقق من طموحات الصين.

ويضيف أن استراتيجية الأمن البحري لمنطقة الآسيان بمثابة مثال جيد على دور مركزية الآسيان في إلحاق الضرر بالمصالح الاستراتيجية للصين، فيما تريد الصين صياغة استراتيجية بحرية مشتركة، والتفاوض بشكل منفصل مع الفلبين وفيتنام وماليزيا لتعظيم نفوذها العسكري والاقتصادي.

ويتناقض دعم مركزية الآسيان مع نهج بكين الطويل الأمد تجاه جنوب شرق آسيا، كما أنه يعيق قدرة الصين على بناء "مجتمع المحيطين الهندي والهادئ ذي المصير المشترك" متمركزًا حول الصين. 

ويشير التقرير إلى أن الصين تعتبر إمكانية وجود إطار أمني إقليمي بقيادة الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أكبر مخاوفها الأمنية، وهو مصدر قلق ترغب بكين في عرقلته، وفي الواقع ، تتمتع المنطقة بتاريخ طويل من تعظيم مصالحها من خلال لعب قوى عظمى ضد بعضها البعض، وإذا كانت الصين تريد تعزيز مركزية الآسيان للحد من الوجود العسكري الأمريكي ، فعليها أن تقبل أن رابطة آسيان الموحدة تريد أن تظل الولايات المتحدة منخرطة في المنطقة.

الاكثر قراءة