يوافق اليوم 8 يونيو الذكرى الـ30 على اغتيال الكاتب والمفكر فرج فودة على يد الجماعات المتطرفة في عام 1992م، وجاءت عملية اغتياله بعد أن حرضت بعض الجماعات المتطرفة على قتله بعد أن ظهرت فتاوى بتكفيره، وارتكب الحادث شابان من الجماعة المتطرفة، هما «أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان»، على دراجة نارية وإطلاق النار عليه فور خروجه من مكتبه برفقة ابنه، وعلى إثر الجريمة أصيب الراحل بإصابات بالغة فارق بعدها الحياة، وذلك بعد أن تسببت جراءة أفكار فرج فودة في حالة من الثورة والغضب والهجوم الشديد عليه من قبل أتباع الفكر المظلم، وكانت من ضمن أفكار واتجاهات فرج فودة الفكرية مطالبته الدائمة بفصل الدين عن السياسة والدولة.
فرج فودة
ولد فرج فودة في 20 أغسطس من عام 1945م، في مدينة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر، تخرج من كلية الزراعة في يونيو 1967 من جامعة عين شمس، وفي نفس الشهر استشهد شقيقه الملازم محيى الدين فودة في حرب 5 يونيو من نفس العام، واعتقل فودة بعدها بعام في مظاهرات الطلبة لأيام قليلة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، كما أن له كتابات عديدة في مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار.
أسس فودة الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر وهي التي أغتيل أمامها، بعد أن شارك في بداياته في تأسيس حزب الوفد الجديد ولكنه استقال منه بعد أن اعترض ورفض تحاف الحزب مع جماعة الإخوان لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري لعام 1984.
كان لفرج فودة مناظرتان شهيرتان أولها كانت مناظرة معرض القاهرة الدولي للكتاب في 7 يناير 1992، والأخرى في نادي نقابة المهندسين بالإسكندرية يوم 27 يناير 1992 وجاءت تحت عنوان: «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية» وكان لهذه المناظرات أثر غضب كبير من قبل المعترضين لأفكاره، وقادت الهجوم الممنهج عليه وحض بيانات تحريضية ضده.
ومن المفاجأة في محاكمة قاتل فرج فودة عند سؤاله لماذا قتلته؟ قال لأنه مرتد؟ وعندما سُئل من أي كتب عرفت أنه مرتد؟ أجاب بأنه أمي لا يعرف القراءة أو الكتابة، وأنه قام بقتل فرج فودة قبيل عيد الأضحى حتى يحرق قلب أهله عليه أكثر، لتتوالى الجلسات ويحكم عليه في الأخير بالإعدام.