في ذكرى اغتيال «شهيد الكلمة» الكاتب والمفكر الكبير فرج فودة، في مثل هذا اليوم 8 يونيو من عام 1992م، على يد الجماعات المتطرفة، يُعد كتاب «الحقيقة الغائبة» أبرز أعماله الذي أظهر فيه مجهود رحلة بحثية وفكرية وتحليلية شاقة، ليضع رؤية فكرية وسياسية، كما أشار على غلافه، وتستند إلى حقائق تاريخية موثقة حتى يردّ «فودة» على كل هارب من التوثيق والتأصيل.
والكتاب هو محاولة علمية لتبرئة الإسلام من دخوله وإقحامه في معارك لأغراض سياسية، وإبراز الجوهر الحقيقي للإسلام الذي يدفع الإنسان إلى التطور والتقدم لا إلى التخلف والرجعية، وأن الإسلام دين سماحة وليس دين عنف، وكم أن الإسلام هو دين الحوار والرأي والشورى وليس دين الفروض والإكراه والعنف.
بدأ "فودة" مقدمة كتابه «الحقيقة الغائبة» موجهًا كلامه لمغيبي الفكر والتفكير الذين سيحاولون إنكار ما تضمنه الكتاب من أفكار ومهاجمتها لمجرد الهجوم دون طرح ومناقشة الأفكار، وهذا جاء في أول جزء من المقدمة: «هذا حديث سوف ينكره الكثيرون لصعوبة تقبل عكس ما استقرت عليه أنفسهم، وهو رد على من يتغنون بالخلافة، رد مبني على حقائق تاريخية، وعلى العقل والمنطق الذي يهمله الذين يسمون أنفسهم بالإسلاميين. وبالتأكيد هو ليس حجة على الإسلام، بل هو حجة على المطالبين بالحكم بالإسلام».
واستعرض وجهة نظره في افتتاحية كتابه «الحقيقة الغائبة» حول الإسلام والسياسة، وعن استغلال الشعارات الإسلامية للترويج للحملات الإنتخابية السياسية والنقايية في مصر، وقال: «لعلك رأيت رايات (يا دولة الإسلام عودي، الإسلام هو الحل، إسلامية إسلامية) ترتفع في الانتخابات السياسية والنقابية في مصر، رايات لا تعرف أهي سياسية أم دينية، يتغنون بها من يستخدمون الشعارات الدينية والمنادون بأن الإسلام دين ودولة، مُكفّرين من يجابه سعيهم للوصول للحكم».
وتضمنت وجهات نظر فرج فودة مناقشة وتوضيح 4 نقاط:
أولًا: ذكر أن المجتمع المصري ليس جاهليًا، بل هو الأقرب للإسلام، وكان المجتمع المصري الأقرب إلى الأديان منذ ظهور العقائد الدينية الفرعونية مرورًا بالمسيحية وحتى الإسلام.
ثانيًا- تطبيق الشريعة سبيل وليس غاية.
ثالثًا- إن صلاح المجتمع ليس مرهونًا بتطبيق الشريعة.
رابعًا- أصحاب وجهة النظر الأولى يتعاملون بعداء مع الديموقراطية.
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام وهي:
- قراءة جديدة في أوراق الراشدين.
- قراءة جديدة في أوراق الأمويين.
- قراءة جديدة في أوراق العباسيين