الإثنين 27 مايو 2024

تحليل سياسي بـ"فورين بوليسي": الناتو لا يستطيع مواكبة تطورات الأحداث الحالية

الناتو

عرب وعالم8-6-2022 | 17:40

دار الهلال

قال إدوارد لوكاس الكاتب الصحفي بمجلة (فورين بوليسي) "إن حلف شمال الأطلسي الناتو بدأ يفقد قدراً كبيراً من قدراته، ولا يستطيع مواكبة تطورات الأحداث الحالية".

ورأى لوكاس - في تحليل سياسي بالمجلة - أن الحلف أصبح في أشد الحاجة إلى إعادة هيكلة وعمليات إصلاح جوهرية لكي يتمكن من أداء المهام الموكولة إليه، لافتا إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية أوجدت نوعاً من وحدة الهدف للدول الأعضاء في الحلف، حيث قامت دوله بحشد الجهود لمؤازرة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية من خلال إمدادها بالأسلحة اللازمة وزيادة ميزانيات الدفاع للدول الأعضاء وتعزيز الوضع الأمني للحلف على الجبهة الشرقية.

وأضاف أن "إدارة تقييم المخاطر داخل الحلف جانبها الصواب حين اعتبرت على مدار الـ14 عاماً الماضية أن روسيا لا تشكل خطراً علي الدول الأعضاء، حيث اعتبرت روسيا حليفاً وليست عدواً، ولذلك فقد تجاهل الحلف العمل على زيادة القدرات الدفاعية لدول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) وأصبحت تلك الدول أعضاء من الدرجة الثانية داخل الحلف أو بالأحرى أعضاء على المستوي الرسمي وليس العملي".

وأشار إلى أن انضمام دولتين من أكبر دول أوروبا تقدماً في المجال العسكري، وهما السويد وفنلندا، سوف يغير بشكل جذري من التركيبة الجغرافية العسكرية للحلف في شمال شرق أوروبا، معرباً عن اعتقاده بأنه سيتم قبول طلب الدولتين قبل نهاية العام الحالي.

واعتبر أن الولايات المتحدة تعتبر أهم عضو حالياً في حلف الناتو، حيث أصبح ضمانها لأمن الدول الأوروبية من خلال قدرتها على الرد على أي هجوم من خلال الأسلحة التقليدية أوغير التقليدية، هو حجر الزاوية للدول الأعضاء، والتي أصبحت تعتمد اعتماداً رئيسياً على القدرات العسكرية الأمريكية في مواجهة أية مخاطر.

كما رأى أن إحدى المشاكل الأخرى التي تواجه الحلف، هي الافتقار إلى التدريب العملي المستمر واسع النطاق، حيث أن الدول الأعضاء لا تقوم بإجراء التدريبات الكافية للرد على أي هجوم من جانب روسيا بدعوى أن هذه التدريبات ذات تكلفة عالية، بالإضافة إلى مشكلة أخرى وهي غياب أي رؤية واضحة حول كيفية مواجهة أي أزمة قد تحدث في المستقبل، اعتماداً على أنه في حالة حدوث أي أزمة سوف تتولي الولايات المتحدة زمام الأمور وتقوم بما يجب القيام به من عمليات لوجيستية ومخابراتية وقتالية وغيرها.

واختتم الكاتب، مقاله، بالتأكيد على أن كل تلك المشاكل قابلة للحل، إلا أنه لا يتم اتخاذ أي خطوات عملية حتى الآن لحلها لكي تظل "أحلام اليقظة" هي إحدي "خطايا الحلف القاتلة".