رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن وكالات الاستخبارات الأمريكية، ليس لديها صورة واضحة لاستراتيجية أوكرانيا في الحرب مع روسيا، وذلك وفقا لما أكده عدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين.
وذكرت الصحيفة الأمريكية -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- أنه على الرغم من قيام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنشر صور ومقاطع فيديو بشكل شبه يومي حول الغزو الروسي لبلاده على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لا سيما نشر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إحاطات إعلامية بشكل منتظم بشأن آخر تطورات الحرب الأوكرانية، بيد أنه على الرغم من تدفق كل هذه الأخبار والصور والفيديوهات، إلا أن وكالات الاستخبارات الأمريكية ليس لديها "المعلومات الكافية" بشأن العمليات الأوكرانية، بل أنها "الوكالات" لديها تصور أفضل بكثير عن الجيش الروسي وعملياته المخطط لها ونجاحاته وإخفاقاته، وذلك وفقًا لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين.
كما أشار التقرير إلى أن الحكومات غالبا تقوم بحجب المعلومات عن الجمهور لدواعي أمنية، لكن عدم توافر معلومات بعينها داخل الحكومة الأمريكية قد تجعل من الصعب على إدارة الرئيس جو بايدن أن تقرر كيفية توجيه المساعدات العسكرية، حيث أن واشنطن ترسل أسلحة بمليارات الدولارات إلى الجيش الأوكراني.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن "الحكومة الأوكرانية لم تبلغهم سوى بقليل من المعلومات أو التفاصيل حول عمليات وخطط الجيش الأوكراني، كما أقر المسؤولون الأوكرانيون بأنهم لم يبلغوا نظراءهم الأمريكيين بكل المعلومات حول العمليات الأوكرانية".
وبحسب التقرير، تجمع أجهزة الاستخبارات الأمريكية معلومات عن كل دول العالم تقريبًا، بما في ذلك أوكرانيا، ولكن الوكالات الأمريكية، تركز جهود بشكل خاص على الحكومات المعادية، مثل روسيا، وليس الحكومات الصديقة، مثل أوكرانيا.
ويرى المسئولون الأمريكيون أن اقتصار تركيز وكالات الاستخبارات الأمريكية، على مدار الـ 75 عاما الماضية، على جمع المعلومات حول دول بعينها مثل روسيا على سبيل المثال، تسبب في نقص كبير في المعلومات حول الحكومات الصديقة، التي كانت تعمل الإدارات الأمريكية المتعاقبة على شحذ جهود أجهزة استخباراتها وليس التجسس عليها.
وبحسب بيث سانر، مسؤولة سابقة في جهاز الاستخبارات الوطني الأمريكي، فإن الإدارة الأمريكية ليس لديها معلومات واضحة حول العمليات العسكرية الأوكرانية، ولا معلومات محددة حول عدد القوات التي فقدها الجيش الأوكراني ولا حتى حول عدد المعدات التي فقدتها كييف في حربها مع موسكو.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من عدم وضوح الصورة الكاملة للاستراتيجية والوضع العسكري لأوكرانيا، إلا أن إدارة بايدن تعهدت مؤخرا بدعم الجيش الأوكراني بأنظمة مدفعية صاروخية، قد ترجح كافة الجيش الأوكراني في منطقة دونباس الشرقية.
وتقول بعض الوكالات الاستخباراتية الأوروبية إنه سيكون من الصعب إن لم يكن من المستحيل على أوكرانيا استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا منذ غزوها للبلاد في فبراير الماضي، إلا أن تقييمات وكالات الاستخبارات الأمريكية بهذا الصدد تشير إلى احتمالية نجاح الجيش الأوكراني في نهاية المطاف، على الرغم من تزايد التساؤلات حول حالة القوات العسكرية الأوكرانية واستراتيجيتها للحرب الدائرة وخاصة في دونباس، مما يشير إلى أن الصورة الكاملة لاستراتيجة أوكرانيا في الحرب لا تزال غير واضحة بشكل كامل بالنسبة للإدارة الأمريكية.
ومن جانبها قالت أفريل هاينز، مديرة جهاز المخابرات الوطنية، خلال إدلائها بشهادتها في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي الشهر الماضي إنه "من الصعب للغاية تحديد مقدار المساعدات العسكرية الإضافية التي تحتاجها أوكرانيا".
وتابعت بالقول: "في الوقت الراهن، لدينا تصور واضح عن العمليات الروسية في أوكرانيا، أكثر مما لدينا عن الجانب الأوكراني".
ويشير التقرير إلى أن أحد أبرز الأسئلة التي لا تزال إجابتها مبهمة للإدارة الأمريكية، يدور حول الإجراءات التي يعتزم زيلينسكي تفعيلها في دونباس. حيث تواجه أوكرانيا خيارًا استراتيجيًا هناك يتمحور حول سحب قواتها أو المخاطرة بتطويقها من قبل القوات الروسية.
وبالمقابل تقدم الولايات المتحدة -بحسب التقرير- تحديثات استخباراتية منتظمة وشبه فورية لأوكرانيا حول مواقع القوات الروسية، والمعلومات التي يستخدمها الأوكرانيون للتخطيط للعمليات والضربات وتعزيز دفاعاتهم.