يوافق اليوم الخميس الذكرى الـ77 على ميلاد الفنانة زيزي البدراوي الذي رحلت عن عالمنا عام 2014 بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، وانخرطت بالمجال الفني منذ طفولتها، حيث شاركت بأول أعمالها وهي في عمر الـ13 عامًا.
ونقدم لكم من أرشيف «دار الهلال» حوارًا أجرته زيزي البدراوي عام 1986، وهو بعنوان "أول أفلامي كان شؤم في حياتي".
وإليكم نص الحوار:
بعد هذا التاريخ الطويل لا شك إنك قد اكتسبت الكثير من الخبرات التي تؤهلك للبطولة المطلقة، فلماذا أنت بعيدة عنها حتى الآن؟
لحظات صمت تجيب بعدها:
أنا السبب في كل هذا ففي بدايتي رضيت بالبطولة الثانية على أمل أن ألعب أدوار البطولة المطلقة في المستقبل، ولكن شيئًا من ذلك لم يحدث فقد دامرني المخرجون والمنتجون في هذا المكان، ولم أستطع أخرج منه، ومن هنا كانت أدواري كلها واحدة لا تتغير، وأخذ المخرجون يبحثون عني من خلال الدراما لكان مشواري مع الميلودراما والفواجع.
ألهذا بقيت في مكانك في الوقت الذي لمع فيه أخريات من جيلك؟
نعم، وهناك أسباب أخرى أهمها أن أول أفلامي مع عبد الحليم حافظ "البنات والصيف"، كان مصدر شؤم بالنسبة لي حيث كنت أؤدي دور شخصية مكروهة حتى الجمهور نفسه هاجمني وسخط علي لأن نوعية الجمهور أيامها تختلف من الآن زمان كان الجمهور يعيش بكل حواسه وتعاطفه مع البطل بالإضافة إلى هذا أن الصحافة هاجمتني وكانت النتيجة أنني مكثت في بيتي حوالي ثلاث سنوات بدون عمل.
تقولين « مصدر شؤم ».. معنى هذا أنك تؤمنين بالحظ ؟
الفن موهبة وثقافة، وحظ يلعب دورًا كبيرًا في حياة الفنان وعن نفسي فالحظ لم يحالفني في أن أجد المخرج الشجاع الذي يقدمني بشجاعة في دور يختلف عن أدوار الدراما التي أصبحت من اختصاصي؟
ألهذا السبب اتجهت إلى التليفزيون؟
السينما تريدني أن أكون دائمًا البنت الغلبانة المغلوبة على أمرها، رغم التطور المستمر الذي صادف الحياة ولم يعد هناك وجود لهذه النوعية من الأدوار، ولهذا اتجهت إلى التليفزيون أولًا لإيماني بأنه أکثر انتشارا من السينما وثانيًا لأني وجـدت فيه نوعيات أخرى خرجت بها من بوتقة الأدوار السابقة.
هل تعتقدين أنك سوف تنجحين في تجربتك الجديدة؟
إنها في الحقيقة مشكلة بالنسبة لي، فبعد هذا المشوار الطويل مع الميلودراما والفواجع من الصعب أن أقنع مخرجًا بقدرتي على تغيير جلدي .
ولكني أخيرا اقتنع بي المخرج محمد أباظة واسند إلى دور في مسلسل کومیدي أمام سمير غانم، والحكم في النهاية متروك للجمهور
لا أنكر إني قد أصبحت أجيد الدراما، لكني أحس أن بداخلي طاقات استطيع بها أن أؤدى كل الأدوار الأخرى حتى أدوار الشر.
في الآونة الأخيرة ظهرت العديد من الوجوه الجديدة.. في رأيك هل الفرص التي تتاح للوجوه الجديدة اليوم العمل من أفضل من الماضي؟
بالطبع، المجال حاليًا أوسع ولم يعد السينما فقط فهناك المسرح والتليفزيون، وشركات القطاع الخاص
ما النصيحة التي تقدمينها لهم؟
أنصح كل وجه جديد بأن يعمل جاهدًا على الانتشار أولًا، وقد تسقط بعض الأعمال فلا يهم، فلا شك أن هناك أعمالًا أخرى ستنجح وبعد الانتشار عليه أن يحدد الكيف، وتبدأ لديه عملية الاختيار أقول هذا من منطلق بدايتي التي حرصت أن اختارها بعناية فكانت سببًا في أن أبقى كما أنا لا أقدم إلا هذا الكم القليل، بل القليل جدًا بالقياس إلى غيري.
ألم ينصحك أحد في بداية مشوارك؟
حدث، ولم أسمع النصيحة، وكانت من الأستاذ حسن الأمام بعد أن قمت بدور البطولة في فيلم «حب حتى العبادة»، وأعقبته بدور ثانوي لم تعد تصويره أربعة أيام في فيلم «إحنا التلامذة»، فلامني لومًا شديدًا على ذلك ولكني لم أهتم فكانت النتيجة أن حوصرت في هذه الأدوار .
أراك غاضبة من السينما يعني هذا إنك لن تعودي إليها؟
ستكون العودة مشروطة بوجود الدور الجديد الجيد حتى ولو كان دراما، المهم أن يقول شيئًا للناس، ويضيف لي جديدًا.
وكيف ترين السينما هذه الأيام ؟
رغم الهجوم الكبير عليها بين الحين والآخر، إلا إنني أرى أنها تسير في الطريق الصحيح، وهناك أفلام على مستوى جيد جدًا، ومخرجون واعدون جدًا على سبيل المثال المخرجة إيناس الدغيدي، وفيلمها «عفوًا أيها القانون»