السبت 1 يونيو 2024

من أجل وطن نتمناه

مقالات9-6-2022 | 22:06

أمور مهمة وضرورية للتواجد على طاولة النقاشات بالحوار الوطنى الذى يجمع كل أطياف المجتمع المصرى، أولها.. طرح لماذا ابتعدنا عن القيم والأعراف والسلوكيات الحميدة التى تربينا عليها؟.. حيث كان الأب والأم حريصين كل الحرص على غرسها داخلنا، وهذا أمر متوارث عبر الأجيال، حقيقة الأمر شائك ومعقد، من وجهة نظرى التى تحتمل الصواب والخطأ، يرجع ذلك إلى سلسلة من الزوايا، نلخصها ونبسطها بالتالى..

 

أولاً: غياب دور الأسرة عن مسؤوليتهم تجاه الأبناء، بمبرر الحياة وتوفير سبل الحياة، عذر أقبح من ذنب، الأبناء يجب أن يكونوا الاهتمام الأول والأخير لأى أسرة، أن يربونهم بموروث الخبرة الحياتية، هذا الغياب أضاع خطوات الأبناء، لم يهتدوا إلى الطريق الصحيح، والأرض الصلبة لغياب الحوار وإعطاء الحكمة والبصيرة والمنهج الحياتى لأبنائهم، أصبحت أقدامهم على رمال شديدة التحرك، هذا سبب رئيسى وحيوي، من هنا، لابد لنا من وسائل توعوية جادة تعيد الأسرة إلى مسارها الأساسى غير المتعرج. وتضيف إلى المجتمع أبناء يحملون الرسالة بشكل جاد ووعى وفكر.

 

ثانياً: التعليم، غاب دوره التنويرى والإرشادى وتبنى الأولاد، وتبنى أفكارهم ومواهبهم الفكرية، من خلال مناهج تحترم العقول، لا أن تكون مجرد حشو عقول بلا أى إضافات أو فائدة، أيضا غياب الضمير عن الكثيرين من حملة الرسالة والأمانة التعليمية، وبحثهم الدوؤب عن اغتراف الأموال بكل السبل، وإبعاد الضمير وإزاحته إلى أقصى زوايا نسيانه تماما، لابد من مناهج تحترم العقول، تمد الأيدى إلى أبنائنا بما يحبونه، ويستقبلونه بعقول مرحبة ومتفتحة.. وأقول احترموا العقول تنالون عقولا مستنيرة تكون إيجابية مؤمنة بقضايا الوطن.

 

كذلك لابد من حوارات دائمة ومستمرة مع كل الشرائح المجتمعية والنزول إليهم والسماع لهم، حتى تتلاشى الفجوة الكبرى بين شرائح المجتمع.

كما لابد من دور قوى للأئمة والوعاظ للتوعية بأساليب مبسطة بكل الأمور الحياتية. مع متابعة دقيقة لهم تضمن أن يظلوا داخل جادة الطريق والرسالة، أيضا الكتاتيب المنتشرة بالريف بكثرة لابد من حصولها على ترخيص من وزارة الأوقاف بعد إجراء مناظرات مع القائمين عليها لإثبات قدراتهم على القيام بهذه المهمة الثقيلة.

أما الإعلام فعليه عبء كبير، أن تكون برامجه ذات رسالة، لا أن تكون غالبية البرامج مكررة، وتأخذ منحى السطحية والهشاشة، لابد من برامج تهتم بالتاريخ، بالقدوة، بترسيخ قيم توارثناها على مدار الزمن. وينطبق هذا على كل الأبواق الإعلامية ومنابرها، مقروء، مسموع، مرئى.

لابد من نزول أصحاب الفكر على تعدد منابره للحوار الدائم مع الجميع، وإيضاح الحقيقة جلية أمام الجميع، حتى يكونوا شركاء بحمل المسئولية، بالالتفاف حول مقدرات الوطن.

هذه إحدى القضايا المهمة التى تناقش بجدية ونخرج مناهج بميثاق حياة قابل للتنفيذ، ويقابل من أصحابه بمحبة وترحاب.

هذه أولى القضايا، ونستكمل لاحقا قضية أخرى.

 

*كاتب وروائى