الأربعاء 26 يونيو 2024

كنوز «دار الهلال».. محمد قنديل: مطربو الجيل الحالي ضلّوا الطريق

محمد قنديل

فن9-6-2022 | 23:47

أشرف سلام

تحلّ اليوم الذكرى الـ18 لوفاة الفنان محمد قنديل، أحد مطربي زمن الفن الجميل، الذي رحل عن عالمنا في 9 يونيو عام 2004، عن عمر ناهز 75 عامًا، وقدّم خلال مشواره أكثر من 800 أغنية من أشهرها: جميل وأسمر، يا حلو صبّح، بين شطين وميّة.

وتنشر لكم «دار الهلال» من أرشيفها، حوارًا للفنان محمد قنديل، نُشِر قبل 25 عامًا، في 12 فبراير عام 1997.

أحد الأصوات الباقية من عصر الغناء الأصيل، فهو عاصر جيل العمالقة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب، وارتوى من نبع الغناء الصافي قبل أن تعكره مجموعة من الدخلاء على الغناء، فهو صاحب رصيد كبير من الحب في قلوب الجماهير كما أنه كان المطرب المفضّل لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.

ابتعد منذ خمس سنوات عن الساحة الغنائية، البعض ردد أنه اعتزل والبعض الآخر قال إنه اعتراض واحتجاج غير معلن على الوضع الحالي للساحة الغنائية.

وعن حقيقة ما تردد، قال محمد قنديل: "لم أعتزل الغناء.. غيابي خمس سنوات عن الساحة سببه مرضي وإجرائي عملية جراحية في القلب بأميركا وعدت خلال رمضان بغناء مجموعة من الأدعية الدينية.

هل الأدعية الدينية كافية لعودتك؟

بالقطع لا لكن المناخ الآن سيئ والعودة للساحة الغنائية صعبة، فالأغاني الآن راقصة والجماهير راضية بذلك، كما أن الحفلات التي ينظمها التلفزيون باتت من أجل التسلية وليس الغناء، لذلك صعب ظهوري في هذا الوقت ووسط هذا الجو، لإنا متعطّش للغناء لكن ماذا أفعل" وإن شاء الله إذا وجدت فرصة مهيأة لن أتردد في العودة للغناء العاطفي.

البعض يردد أن هبوط مستوى الغناء في مصر سببه ابتعاد كبار مطربينا عن الساحة والاكتفاء بالجلوس في مقاعد المتسمعين؟

ابتعادنا ليس السبب، لكن الأغنية تعاني من ضعف عام يشترك فيه ملحنو وشعراء ومطربو هذا الجيل، فالموهبة بينهم قليلة كما أنهم ضلّوا الطريق وسعوا وراء الأجهزة الحديثة لخدمة موسيقاهم ولم يأخذوا من الجيل القديم شيئًا، وساعدهم في ذلك الإذاعة والتلفزيون.

ماذا تقصد بأن الإذاعة والتلفزيون السبب؟

أقصد عدم إذاعتهم أغاني العمالقة وتجاهلهم لنا رغم أن مكتبة الإذاعة والتلفزيون مليئة بتراثنا الموسيقي، وهذا التراث يجب أن يظهر للنور من أجل هذا الجيل الجديد.

إذن العودة إلى الشرقية شيء صعب؟

في هذه الفترة قد يكون صعبًا ومحالًا، لأن الموجودين من الشباب ليس لديهم إمكانيات زمان.. كان الملحن صوته أفضل من المطرب، لذلك كان يصحح للمطرب أولًا بأول، فأين مثل هؤلاء الملحنين الآن. كما أنّ المطربين الكبار مَن موجود منهم إما مريض أو يرفض المناخ الحالي.

الموجود الآن عل هناك اتجاه لتدمير الجيل القديم؟

هناك تجاهل لجيل أعطى الكثير للحياة الموسيقية وساعد على إثرائها، فهو اتجاه لهدم القديم رغم أن الجديد للأسف ليس لديه ما يُقدّمه.

التوزيع الموسيقي الآن يُشكّل الهيكل العام للأغنية.. ما تعليقك؟

زمان كانت بعض الأغاني لا تحتاج إلى الموزع الموسيقي لأنّ الملحّن كان يقوم بكل شيء، كما أنها قد لا تحتاج إلى تجميل لأن التوزيع الموسيقي هو تجميل للحن، أما الآن فأين اللحن؟.. لذلك أتخيّل كل شيء.