أعرب الكاتب البريطاني سيمون جينكينز عن اعتقاده أن دعوات الغرب بتحقيق انتصاراً ساحقاً على القوات الروسية في أوكرانيا قد تؤدي إلي تصعيد مدمر للصراع الدائر حالياً هناك.
وأشار جينكينز في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن أي تسوية للصراع الحالي في أوكرانيا لن تزيد عن كونها نوع من الحل الوسط مهما كان حجم المساعدات المقدمة لأوكرانيا.
وطرح الكاتب سؤالاً حول إمكانية توصل أطراف الصراع إلى تسوية أو حل وسط لإنهاء الصراع في أوكرانيا أم أن الشعور باليأس من التوصل لحل إلى جانب تشجيع أطراف خارجية على إشعال نار الحرب سوف يدفع الصراع إلى مزيد من التصعيد بما ينذر بكارثة.
ويضيف الكاتب أن الحكومة البريطانية أعلنت عن تقديم كل الدعم لأوكرانيا على أمل إخراج القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية، إلا أن أعداد القوات الروسية الضخمة في أوكرانيا تجعل الأمل ضعيف في تحقيق هذا الهدف حيث أن الأمر يحتاج في ظل هذه الأوضاع إلى معونات غربية ضخمة لأوكرانيا على المدى البعيد، مشيراً إلى تصريحات وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف التي وصف فيها الصراع الحالي في أوكرانيا بأنه حرب أمريكا بالوكالة ضد روسيا.
ويقول الكاتب إن الموقف الحالي من الصراع في أوكرانيا يختلف عما كان في بداية الحرب فحين تمكنت المقاومة الأوكرانية من منع القوات الروسية من التقدم كان الدعم المقدم من الدول الغربية لكييف أمراً حيوياً وغاية في الأهمية، أما التطورات التي حدثت مؤخراً في الصراع المسلح هناك واختلاف ميزان القوة العسكرية أدى إلى حالة من الجمود على أرض المعركة.
وأضاف الكاتب أن معظم دول حلف شمال الأطلسي تقدم الآن الدعم الإنساني والعسكري لأوكرانيا بحذر ولا ينساقون وراء موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حيث يرى الإثنان أن الحرب في أوكرانيا ذات نطاق واسع وتقع في دائرة اهتمام جميع الدول الغربية بينما ترى معظم دول الحلف أن الحرب تخص أحلام روسيا التوسعية.
ويقول الكاتب إنه كلما تدفقت الأسلحة الدفاعية الفتاكة من الدول الغربية لأوكرانيا كلما ارتفع صوت روسيا بالشكوى من أنها حرب بالوكالة ضدها وكلما ارتفع صوت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي.
ويقول الكاتب إن الصراع الحالي في أوكرانيا أصبح أكثر سخونة مما يجعل من الصعب التوصل لأي تسوية سلمية بسهولة، مشيراً إلى دور وسائل الإعلام في إشعال جذوة الصراع المسلح هناك.
ويعقد الكاتب مقارنة بين ما أشاعته وسائل الإعلام في عام 2003 من أن العراق سوف تضرب بريطانيا بالصواريخ وأنه من نفس المنطلق يجب أن نصدق الأن أن بوتين يمثل خطورة على أمن الدول الغربية.
ويختتم الكاتب مقاله معرباً عن اعتقاده أن أي تسوية سيتم التوصل إليها بشأن شرق أوكرانيا لن تتعدى كونها مجرد حل وسط .