أعرب وزير خارجية ليتوانيا جابريليوس لاندسبيرجيس، عن اعتقاده أن هناك احتمالا كبيرا لخروج روسيا منتصرة من حربها الحالية في أوكرانيا.
وأشار لاندسبيرجيس - في حوار مع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية - إلى أن بلاده منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي كانت من أهم الدول الداعمة لكييف.. وقال إن بلاده تبذل جهوداً كبيرة من أجل رفع الحصار الذي تفرضه موسكو على صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود والذي بات يهدد حياة الملايين من البشر ولاسيما في الدول النامية.
وأضاف أن حكومة بلاده تسعى إلى تعزيز تواجد حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا خشية أن يشجع انتصار القوات الروسية في أوكرانيا موسكو لتكرار التجربة مرة أخرى في بلاده.
وفي رده على سؤال حول نفاد الأسلحة والذخائر الأوكرانية في منطقة الشرق وما إذا كانت أمريكا ودول أوروبا تقدم الدعم الكافي لكييف في هذه المرحلة الحرجة من الحرب، أوضح لاندسبيرجيس أن الأمر لا يدعو للدهشة بعد أن توقفت المصانع في أوكرانيا وبالتالي لا يمكنها تصنيع أي ذخائر وأصبحت أوكرانيا تعتمد بشكل كامل على الغرب في توفير احتياجاتها من الأسلحة والذخيرة.
وأعرب في نفس الوقت عن اعتقاده أن الدول الصغيرة مثل بلاده ولاتفيا وإستونيا تقدم كل ما في وسعها لأوكرانيا ولكن يبقي الأمل معقوداً على الدول الصناعية الكبرى في تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا حتى تحقق النصر على القوات الروسية.
وأضاف أن الدول الكبرى أعلنت التزامها بتقديم كافة أشكال الدعم لأوكرانيا حتى تحقق انتصاراً استراتيجياً على روسيا، إلا أنه أعرب في نفس الوقت عن اعتقاده أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الجهود السياسية والدبلوماسية لتنفيذ هذا الالتزام.
وفي رده على سؤال حول تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن ستستمر في دعم أوكرانيا لتقوية موقفها في أي مفاوضات من أجل إحلال السلام بينما تحتاج كييف المزيد من الذخيرة والأسلحة لتحقيق النصر في أرض المعركة وليس لتقوية موقفها في المفاوضات، أشار وزير خارجية ليتوانيا إلى أن الدعم يجب أن يكون بالفعل وليس بالقول، معرباً عن رأيه أنه يجب تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا للحيلولة دون إحراز القوات الروسية أي تقدم في المعارك هناك.
وردا على سؤال حول مناقشة البرلمان الروسي الأسبوع الماضي سحب اعترافه باستقلال ليتوانيا، أشار وزير الخارجية إلى أن هذا الموقف يمثل تهديداً لبلاده وأن بلاده تأخذ مثل هذا التهديد على محمل الجد.. معرباً عن اعتقاده أن روسيا دولة جوار تمثل خطورة على بلاده.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان الوضع الأمني في أوروبا حالياً كاف لحماية ليتوانيا أو أي دولة أوروبية أخرى، أعرب عن رأيه أنه إذا تمكنت الدول الأوروبية من تنفيذ وعودها لأوكرانيا بما يمكنها من تحقيق النصر على القوات الروسية، فسوف يكون ذلك مبعث ثقة وطمأنينة ومؤشراً جيداً على بداية نظام عالمي جديد تكون أوكرانيا جزءاً منه، كما أنها سوف تصبح جزءاً من منظومة الأمن الأوروبية بعد الحرب هناك، أما إذا خرجت روسيا منتصرة من هذه الحرب فإن هذا الوضع سوف يثير العديد من المخاوف لدى الدول الغربية.