أبلغ حزبا القائمة العربية الموحدة "الإسلامي" و"ميرتس" اليساري، اليوم /السبت/ رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت، فقدانهما السيطرة على النائبين مازن غنايم وغيداء ريناوي اللذين صوتا الأسبوع الماضي ضد قانون "الطوارئ" الذي يقضي بتطبيق القانون الإسرائيلي في المستوطنات بالضفة الغربية المُحتلة.
ويجدد قانون الطوارئ كل خمس سنوات منذ النكسة واحتلال إسرائيل للضفة عام 1967، وهذه أول حكومة تفشل في تمديد العمل بهذا القانون.
وقالت مصادر مقربة من النائبين العربيين إنهما يقاومان الضغوطات المُمارسة عليهما بالاستقالة من الكنيست.. وأكدا أنهما سيصوتان ضد تمديد قانون الطوارئ في الضفة الغربية إذا ما طرح على الكنيست مرة أخرى.
ومن المتوقع أن يُعاد طرح القانون على الكنيست، من قبل وزير العدل جدعون ساعر، بعد غد الاثنين، ولا يبدو أن ساعر سينجح في حشد الأغلبية الكافية له.
وفي ضربة إضافية للحكومة بعد تصويتها ضد قانون الطوارئ، دعمت ريناوي مشروع قانون تقدم به أحمد الطيبي من القائمة المشتركة المعارضة لرفع الأجور ليمرر بالقراءة التمهيدية الأسبوع الماضي رغم ضغوط من جدعون ساعر وزير العدل على "ميرتس" للتصويت ضد القانون.
من جانبه، دعا وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج النائبة غيداء ريناوي إلى الاستقالة إذا كانت غير قادرة على تمثيل ناخبي حزب "ميرتس".
وذكرت تقارير أن ناشطين تابعين لحزب "ميرتس" يخطّطون للتظاهر أمام بيت النائبة غيداء ريناوي غدًا لمطالبتها بالاستقالة، ومحاولة الضغط على "ريناوي" و"غنايم" لتقديم الاستقالة حتى لا يشكلان حجر عثرة أمام الائتلاف الهش والفاقد بالفعل للأغلبية في الكنيست، إذ أنه بعد استقالتهما سيحل محلهما عضوان آخران ينصاعان لرغبة الائتلاف.
وما يحدث الآن هو "انهيار تام" لمُصطلح الالتزام الائتلافي الذي استحدثته القائمة الموحدة، الذراع السياسية للحركة الإسلامية الجنوبية، في الكنيست، وهو مصطلح عرضها لكثير من النقد والسخرية من العرب في داخل إسرائيل ومن الفلسطينيين في الضفة الغربية على حد سواء.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن ساعر أجرى محادثات مع حزب الليكود خلال الأسابيع الماضية بشأن تركه الائتلاف والانضمام على حكومة يقودها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إلا أن المحادثات فيما يبدو لم يتم التوصل فيها إلى اتفاق يرضي جدعون ساعر الليكودي السابق الذي ترك الحزب لخلافه مع بنيامين نتنياهو جراء سياسة الاقصاء التي يتبعها مع كل من يتعاملون معه بمن فيهم رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت الذي كان في يوم من الأيام مُساعدًا لنتنياهو.
وأظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي نشر مساء الثلاثاء الماضي تصدر حزب الليكود بزعامة نتنياهو نتائج الانتخابات إذا أجريت اليوم، وفشل جدعون ساعر في عبور نسبة الحسم، وهو ما قد يجعله يراجعه نفسه في العرض الذي عرض عليه من الليكود ولم يرض طموحاته، إذ أنه يعلم أن انهيار الحكومة الحالية مسألة وقت.
وقال مساعدون بالكنيست إن نير أورباخ، عضو حزب رئيس الوزراء "يمينا" يجري مفاوضات مع الليكود من أجل إسقاط الحكومة مقابل ضمان مكان له في قائمة الليكود في الانتخابات القادمة.
وكان أورباخ قد تهجم على مازن غنايم بعد تصويته ضد قانون الطوارئ في الكنيست الأسبوع الماضي.
وكان أورباخ يربط مصيره مع زميليه الآخرين في الحزب وهما وزيرة الداخلية القوية أيليت شاكيد وكارا، لكنه هذه المرة يفاوض بمفرده وبسرية.