السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

الفراغ‭ ‬الممنوع


  • 11-6-2022 | 21:30

عبد الرازق توفيق

طباعة
  • عبد الرازق توفيق

دولة‭ ‬أعادت‭ ‬الانتشار‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭..‬ حاضرة‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬مواطنيها‭..‬ لا‭ ‬تسمح‭ ‬لأحد‭ ‬بأن‭ ‬يقوم‭ ‬بدورها‭ ‬أو‭ ‬مسئولياتها.

ونجحت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬منذ‭ ‬‮8‬‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬علاج‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضى‭..‬ وقرأت‭ ‬وشخصت‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬شعور‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬بالأزمة‭ ‬والغضب‭ ‬والاحتقان‭ ..‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬غائبة‭ ‬أو‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المواطن‭..‬ وتركت‭ ‬فراغات‭ ‬ومساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬لتلعب‭ ‬فيها‭ ‬قوى‭ ‬الظلام‭ ‬والاستقطاب‭ ‬والتوظيف‭ ‬السياسى‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والمساعدات‭ ‬كما‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬المصريون‭ ‬‮‬«جماعة‭ ‬الزيت‭ ‬والسكر»‬‭.‬

وضعت‭ ‬الدولة‭ ‬منذ‭ ‬يونيو‭ ‬2014‭ ‬يدها‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬الخلل‭ ‬وشخصت‭ ‬الأزمات‭ ‬والأمراض‭ ‬والعلل،‭ ‬فوجدت‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬كانت‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬التواجد‭ ‬وممارسة‭ ‬دورها‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬البلاد‭.‬

لن‭ ‬أقول‭ ‬صعيد‭ ‬مصر،‭ ‬بل‭ ‬أقول‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬ريف‭ ‬وقرى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ربوعها،‭ ‬وكان‭ ‬الغياب‭ ‬الأخطر‭ ‬والكارثى‭ ‬هو‭ ‬الغياب‭ ‬عن‭ ‬سيناء‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬الأكثر‭ ‬تهديداً‭ ‬للأمن‭ ‬القومى‭.‬

غياب‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬التواجد‭ ‬والقيام‭ ‬بمسئولياتها‭ ‬تجاه‭ ‬مواطنيها‭ ‬قبل‭ ‬‮8‬‭ ‬سنوات‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬كوارث‭ ‬جسيمة‭.. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬فى‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬عندما‭ ‬استغلها‭ ‬أعداء‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬إشعال‭ ‬البلاد‭ ‬وتهديدها‭ ‬ومحاولات‭ ‬إسقاطها،‭ ‬وخداع‭ ‬الناس‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تدنت‭ ‬الخدمات‭ ‬وانتشرت‭ ‬الأمراض‭ ‬والعشوائيات‭ ‬والفساد‭ ‬والإهمال‭ ‬وزادت‭ ‬معاناة‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬بلوغ‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭.‬

الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أجرت‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬انتشار‭ ‬لها‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭..‬ لم‭ ‬تترك‭ ‬شبراً‭ ‬أو‭ ‬قرية‭ ‬أو‭ ‬نجعاً‭ ‬إلا‭ ‬وكانت‭ ‬ومازالت‭ ‬حاضرة‭ ‬متواجدة‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بوجود‭ ‬فراغات‭ ‬ولا‭ ‬تتنازل‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بدورها‭ ‬ومسئولياتها‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬مواطنيها‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬الأنحاء‭.‬

إعادة‭ ‬انتشار‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مساحتها‭ ‬المترامية‭ ‬الأطراف‭ ‬لم‭ ‬تستثن‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬أو‭ ‬رقعة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭..‬ وإذا‭ ‬تأملنا‭ ‬الأوضاع‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬‮8‬‭ ‬سنوات‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬عاش‭ ‬معاناة‭ ‬قاسية‭ ‬وكان‭ ‬الصعيد‭ ‬الذى‭ ‬يحظى‭ ‬الآن‭ ‬باهتمام‭ ‬وتنمية‭ ‬وبناء‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬مهمشاً‭ ‬وتحولت‭ ‬سيناء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مرتعاً‭ ‬للإرهاب‭ ‬والمخدرات‭ ‬والسلاح‭ ..‬يعيث‭ ‬فيها‭ ‬المجرمون‭ ‬والمتآمرون‭ ‬فساداً‭ ‬وتخطيطاً‭ ‬لمحاولة‭ ‬فصلها‭ ‬عن‭ ‬الجسد‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مخططات‭ ‬وسيناريوهات‭ ‬الشيطان‭ ..‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬المدن‭ ‬الحدودية‭ ‬أو‭ ‬النائية‭ ‬حيث‭ ‬تعرضت‭ ‬لإهمال‭ ‬وتجاهل‭ ‬جسيم‭ ‬شكل‭ ‬خطراً‭ ‬داهماً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬المصرى‭.‬

‭ ‬فى ‭»‬مصر‭ - ‬السيسي‮».. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لهذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬مكان‭ ‬أو‭ ‬وجود‭..‬ الدولة‭ ‬متواجدة‭ ‬ومتوهجة‭ ‬الحضور‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مشاكل‭ ‬وأزمات‭ ‬المواطن‭..‬ توفر‭ ‬له‭ ‬سبل‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والخدمات‭ ‬الراقية‭ ..‬تخفف‭ ‬من‭ ‬معاناته‭ ..‬وترسخ‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬فى‭ ‬توزيع‭ ‬عوائد‭ ‬التنمية‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الامتداد‭ ‬الجغرافى‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ..‬فما‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬ما‭ ‬يتوافر‭ ‬للمواطن‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭..‬ ونحن‭ ‬لا‭ ‬نتحدث‭ ‬بكلام‭ ‬إنشائى‭ ‬أو‭ ‬بالشعارات‭ ‬والعناوين‭ ‬والكلمات‭ ‬البراقة‭.. ‬ولكن‭ ‬جهود‭ ‬ونجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬الدولة‭ ‬وما‭ ‬تبديه‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬ينطق‭ ‬بالحقيقة‭..‬ لكن‭ ‬للأسف‭ ‬هناك‭ ‬تقصير‭ ‬فى‭ ‬التسويق‭ ‬لهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الكبير‭ ‬وأعنى‭ ‬التواجد‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬بالمشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬كان‭ ‬التجاهل‭ ‬والنسيان‭ ‬والإهمال‭ ‬من‭ ‬نصيبها‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل ‬2014‭‬.

انتشار‭ ‬الدولة‭ ‬وتواجدها‭ ‬بالعمل‭ ‬ووضع‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها‭ ‬تجلى‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭..‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬ويلمسه‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬خلال‭ ‬السنوت‭ ‬الـ‭ ‬8‬‭‬الماضية‭..‬ وأسوق‭ ‬بعض‭ ‬النماذج‭ ‬التى‭ ‬أراها‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬وتدحر‭ ‬كل‭ ‬الإهمال‭ ‬والنسيان‭ ‬والفراغ‭ ‬الذى‭ ‬استغلته‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬فى‭ ‬استقطاب‭ ‬وتجنيد‭ ‬وخداع‭ ‬المواطنين‭..‬ ليس‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬الصعيد‭ ‬وسيناء‭ ‬والقرى‭ ‬المصرية‭..‬ ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬والنقابات‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬وغير‭ ‬مسئول‭ ‬وكارثى‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تلاحظ‭ ‬وترى‭ ‬الحضور‭ ‬المتوهج‭ ‬للدولة‭ ‬وانتشارها‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الآتي‭:‬

أولاً‭:‬ حرص‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬المسئولية‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬قيادة‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬ملفات‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬طوابير‭ ‬البنزين‭ ‬والسولار‭ ‬والعيش‭ ‬والبوتاجاز‭.. ‬وأيضا‭ ‬الانقطاع‭ ‬شبه‭ ‬الدائم‭ ‬للتيار‭ ‬الكهربائي،‭ ‬وبالأيام‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭ ‬والريف‭ ‬المصرى‭ ‬والمدن‭ ‬النائية‭ ‬والحدودية‭..‬ وتبنى‭ ‬مشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬وجود‭.‬

ثانياً‭:‬ وضعت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬يدها‭ ‬على‭ ‬معاناة‭ ‬المصريين‭ ‬وسخرت‭ ‬كافة‭ ‬الإمكانيات‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطن،‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬أزماته‭ ‬وأوجاعه‭..‬ فالقضاء‭ ‬على‭ ‬العشوائيات‭ ‬وفيروس «‬سي‮» ‬وقوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬وإطلاق‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬مثل‭» ‬100‭ ‬مليون‭ ‬صحة‮» ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التى‭ ‬خاطبت‭ ‬مختلف‭ ‬الأمراض‭ ‬وكافة‭ ‬الفئات‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬عهود‭ ‬المعاناة‭ ‬والأوجاع‭ ‬وأصبح‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬الدولة‭ ‬ومصدر‭ ‬اهتمامها‭ ‬ورعايتها‭ ‬وعدم‭ ‬تجاهل‭ ‬مطالبه‭ ‬وحقوقه‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬فى‭ ‬القرية‭ ‬والنجع‭.‬

ثالثاً‭ :‬أولت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بسيناء‭ ‬وسائر‭ ‬المدن‭ ‬النائية‭ ‬والحدودية‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وحظيت‭ ‬سيناء‭ ‬بأكبر‭ ‬خطة‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬فى‭ ‬تاريخها،‭ ‬أنفقت‭ ‬عليها‭ ‬الدولة‭ ‬650‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬باعتبارها‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬وعلى‭ ‬اعتبار‭ ‬المواجهة‭ ‬الشاملة‭ ‬للإرهاب‭..‬ وأن‭ ‬التنمية‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تطرد‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والإرهاب‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭..‬ وزرع‭ ‬سيناء‭ ‬بالبشر‭ ‬والنماء‭ ‬والبناء‭ ‬وحمايتها‭ ‬عبر‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬التى‭ ‬يمتلكها‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬وكذلك‭ ‬بحماية‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭ ‬والخدمات‭ ‬الراقية‭ ‬وإيقاف‭ ‬الإهمال‭ ‬والنسيان‭ ‬الذى‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬سيناء‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬واستغلال‭ ‬ثرواتها‭ ‬ومواردها‭ ‬بمشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬وربطها‭ ‬بمدن‭ ‬القناة‭ ‬وسائر‭ ‬محافظات‭ ‬الدلتا‭..‬ واختصار‭ ‬الزمن‭ ‬فى‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬والتنقل‭ ‬منها‭ ‬وإليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأنفاق‭ ‬أسفل‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وربطها‭ ‬بشبكة‭ ‬الطرق‭ ‬العملاقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.‬

رابعاً‭:‬‭‬ لم‭ ‬تترك‭ ‬الدولة‭ ‬المصـــرية‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬المواطنين‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجاً،‭ ‬بل‭ ‬وفرت‭ ‬لهم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أبرزها «‬تكافل‭ ‬وكرامة‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬مبادرات‭ ‬لتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬وتعليم‭ ‬مهن‭ ‬وإقامة‭ ‬مشروعات‭ ‬صغيرة‭ ‬ومتناهية‭ ‬الصغر،‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدات‭ ‬المادية‭ ‬والعينية‭ ‬ونجحت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬تخفيض‭ ‬معدلات‭ ‬الفقر‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬التمويني،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬الواحد‭ ‬فى‭ ‬الأسرة‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬جنيهاً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬شرائح‭ ‬الكهرباء‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭.‬

خامساً‭ :‬تبنت‭ ‬الدولة‭ ‬مبادرة ‭»‬السكن‭ ‬الكريم‮» ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬إقامة‭ ‬مشروعات‭ ‬الإسكان‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وتوفير‭ ‬السكن‭ ‬البديل‭ ‬والمجهز‭ ‬بكل‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬بعد‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الخطرة‭ ‬وغير‭ ‬الآمنة‭ ‬والعشوائيات‭.‬

سادساً‭:‬‭‬ جاء‭ ‬انطلاق‭ ‬المبادرة‭ ‬الرئاسية «حياة‭ ‬كريمة‮» ‬لتجسد‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكبير‭ ‬وغير‭ ‬المسبوق‭ ‬بالقرى‭ ‬والريف‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انطلاق‭ ‬المشروع‭ ‬العملاق «‬تطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‮»‬ فى‭ ‬4584‭ ‬قرية‭ ‬مصرية‭ ‬و30‭‬ ألف‭ ‬تابع‭ ‬ويستهدف‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لـ‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬كانوا‭ ‬فى‭ ‬عداد‭ ‬النسيان‭ ‬والإهمال‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطن‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬والعواصم‭..‬ فهناك‭ ‬حرص‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬خدمات‭ ‬المياه‭ ‬النظيفة‭ ‬والصرف‭ ‬الصحى‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعى‭ ‬والكهرباء‭ ‬والطرق‭ ‬والنت‭ ‬السريع‭ ‬وتبطين‭ ‬الترع‭ ‬ونظم‭ ‬الرى‭ ‬الحديث‭ ‬والمشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬ومراكز‭ ‬الشباب‭ ‬والأندية‭ ‬ومراكز‭ ‬ثقافية‭ ‬لبناء‭ ‬الوعى‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالذوق‭ ‬العام‭.‬

سابعاً‭:‬ عندما‭ ‬يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬بترسيخ‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬والنزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬وتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الجميع‭..‬ فقد‭ ‬عانى‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬مهمشة‭ ‬الظلم‭ ‬والتجاهل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮8‬‭ ‬سنوات‭ ‬بذلت‭ ‬الدولة‭ ‬جهوداً‭ ‬خلاقة‭ ‬لتعويض‭ ‬المواطن‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬الإهمال‭ ‬والالتزام‭ ‬بتطبيق‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬والتوزيع‭ ‬العادل‭ ‬لعوائد‭ ‬التنمية‭.‬

ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬إن‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬يحظى‭ ‬بالعدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ..‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬ورعاية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬فى‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والخدمات‭ ..‬ومساندة‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجاً‭.. ‬فالدولة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮8‬‭ ‬سنوات‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬وأسباب‭ ‬الاحتقان‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وإعادة‭ ‬الثقة‭ ‬والاطمئنان‭ ‬لجميع‭ ‬فئات‭ ‬المصريين‭ ..‬فإننا‭ ‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬عادلة‭..‬ دولة‭ ‬لا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬مواطنيها‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬والعواصم‭..‬ فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭ ‬والتوابع‭ ‬وحتى‭ ‬المناطق‭ ‬العشوائية‭..‬ حتى‭ ‬إنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الآفات‭ ‬الاجتماعية‭..‬ وأصبح‭ ‬مفهوم‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬الشامل‭ ‬يسود‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.‬

حضور‭ ‬الدولة‭ ‬الطاغى‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوعها‭ ‬أمر‭ ‬يحسب‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وإنجاز‭ ‬استراتيجى‭ ‬ويعكس‭ ‬العقيدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للقيادة‭ ..‬فالمواطن‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياته‭.. ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬ينفذ‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬قومية‭ ‬عملاقة‭ ‬تستهدف‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭..‬ وإتاحة‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬المجتمعي‭.‬

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬والرسائل‭ ‬التى‭ ‬أطلقها‭ ‬تواجد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أسبوع‭ ‬كامل‭ ‬بمحافظات‭ ‬الصعيد‭ ‬وافتتاحه‭ ‬لعشرات‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬التى‭ ‬توفر‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬وحياة‭ ‬كريمة‭ ‬لأهل‭ ‬الصعيد،‭ ‬تجربة‭ ‬ملهمة‭.‬

فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬مرفق‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭ ‬بأعلى‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية،‭ ‬خاصة‭ ‬لأهالينا‭ ‬فى‭ ‬الصعيد‭..‬ هو‭ ‬عنوان‭ ‬لاهتمام‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬بالمواطن‭ ‬المصرى‭..‬ فهذا‭ ‬المرفق‭ ‬الحيوى‭ ‬يشكل‭ ‬عصباً‭ ‬رئيسياً‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬أهالى‭ ‬الصعيد‭ ‬وينقل‭ ‬ملايين‭ ‬البشر‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تشهد‭ ‬طفرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬فى‭ ‬الاهتمام‭ ‬وبناء‭ ‬الانسان‭ ‬المصرى‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭.. ‬وفى‭ ‬المناطق‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬منسية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بما‭ ‬يعنى‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭ ‬قادرة‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لأحد‭ ‬أو‭ ‬جماعة‭ ‬بأداء‭ ‬دورها‭ ‬ومسئولياتها‭ ..‬وتعلمت‭ ‬درس‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬2014‭ ‬عندما‭ ‬تغلغل‭ ‬الاخوان‭ ‬المجرمون‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭ ‬وبين‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجاً‭ ‬والجامعات‭ ‬لاستقطاب‭ ‬المواطنين‭ ‬وخداعهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬سياسى‭ ‬خبيث‭ ‬وشيطانى‭ ‬باستخدام‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭.‬

قوة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬حضورها‭ ‬وانتشارها‭ ‬ووجودها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المواطنين‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬فى‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬أمام‭ ‬قيادة‭ ‬سياسية‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬إنهاء‭ ‬أزمات‭ ‬وأخطاء‭ ‬وكوارث‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬مظاهر‭ ‬الإهمال‭ ‬والنسيان‭ ‬موجودة‭..‬ ولكن‭ ‬فرضت‭ ‬الدولة‭ ‬سيطرتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تسمح‭ ‬بأى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الفراغ‭.‬

أخبار الساعة

الاكثر قراءة