دولة أعادت الانتشار على كافة ربوع البلاد.. حاضرة إلى جوار مواطنيها.. لا تسمح لأحد بأن يقوم بدورها أو مسئولياتها.
ونجحت الدولة المصرية منذ 8 سنوات فى علاج الكثير من أخطاء الماضى.. وقرأت وشخصت الأسباب التى أدت إلى شعور المواطن المصرى بالأزمة والغضب والاحتقان ..وكيف كانت الدولة غائبة أو بعيدة عن المواطن.. وتركت فراغات ومساحات شاسعة لتلعب فيها قوى الظلام والاستقطاب والتوظيف السياسى للأعمال الخيرية والمساعدات كما أطلق عليها المصريون «جماعة الزيت والسكر».
وضعت الدولة منذ يونيو 2014 يدها على مناطق الخلل وشخصت الأزمات والأمراض والعلل، فوجدت أن الدولة كانت غائبة عن التواجد وممارسة دورها فى مناطق عديدة من البلاد.
لن أقول صعيد مصر، بل أقول السواد الأعظم من ريف وقرى مصر على امتداد ربوعها، وكان الغياب الأخطر والكارثى هو الغياب عن سيناء الذى كان الأكثر تهديداً للأمن القومى.
غياب الدولة عن التواجد والقيام بمسئولياتها تجاه مواطنيها قبل 8 سنوات تسبب فى كوارث جسيمة.. وقد أدى فى جزء كبير منه إلى ما حدث فى يناير 2011 عندما استغلها أعداء الوطن فى إشعال البلاد وتهديدها ومحاولات إسقاطها، وخداع الناس بعد أن تدنت الخدمات وانتشرت الأمراض والعشوائيات والفساد والإهمال وزادت معاناة المواطن فى بلوغ الحياة الكريمة.
الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أجرت أكبر عملية إعادة انتشار لها فى جميع ربوع البلاد.. لم تترك شبراً أو قرية أو نجعاً إلا وكانت ومازالت حاضرة متواجدة لا تسمح بوجود فراغات ولا تتنازل عن القيام بدورها ومسئولياتها تجاه كل مواطنيها فى مختلف الأنحاء.
إعادة انتشار الدولة على مساحتها المترامية الأطراف لم تستثن أى مكان أو رقعة على أرض مصر.. وإذا تأملنا الأوضاع ما قبل 8 سنوات تجد أن المواطن المصرى عاش معاناة قاسية وكان الصعيد الذى يحظى الآن باهتمام وتنمية وبناء غير مسبوق مهمشاً وتحولت سيناء إلى أن تكون مرتعاً للإرهاب والمخدرات والسلاح ..يعيث فيها المجرمون والمتآمرون فساداً وتخطيطاً لمحاولة فصلها عن الجسد المصرى فى محاولة لتنفيذ مخططات وسيناريوهات الشيطان ..أضف إلى سيناء المدن الحدودية أو النائية حيث تعرضت لإهمال وتجاهل جسيم شكل خطراً داهماً على الأمن المصرى.
فى »مصر - السيسي».. لم يعد لهذه الأخطاء مكان أو وجود.. الدولة متواجدة ومتوهجة الحضور تسهر على حل مشاكل وأزمات المواطن.. توفر له سبل الحياة الكريمة والخدمات الراقية ..تخفف من معاناته ..وترسخ العدل والمساواة فى توزيع عوائد التنمية والبناء على كافة الامتداد الجغرافى للدولة المصرية ..فما يحظى به المواطن فى المدن هو نفسه ما يتوافر للمواطن فى القرى والنجوع.. ونحن لا نتحدث بكلام إنشائى أو بالشعارات والعناوين والكلمات البراقة.. ولكن جهود ونجاحات وإنجازات الدولة وما تبديه من اهتمام على أرض الواقع ينطق بالحقيقة.. لكن للأسف هناك تقصير فى التسويق لهذا الإنجاز الكبير وأعنى التواجد غير المسبوق بالمشروعات العملاقة فى مناطق كان التجاهل والنسيان والإهمال من نصيبها فى مرحلة ما قبل 2014.
انتشار الدولة وتواجدها بالعمل ووضع بناء الإنسان المصرى على رأس أولوياتها تجلى فى العديد من المشروعات العملاقة.. وهو ما يراه ويلمسه المواطن المصرى خلال السنوت الـ 8الماضية.. وأسوق بعض النماذج التى أراها تحقق هذا المعنى وتدحر كل الإهمال والنسيان والفراغ الذى استغلته جماعة الإخوان الإرهابية فى استقطاب وتجنيد وخداع المواطنين.. ليس فقط فى الصعيد وسيناء والقرى المصرية.. ولكن أيضاً فى الجامعات والنقابات فى ظل غياب غير مبرر وغير مسئول وكارثى من دولة ما قبل 30 يونيو وتستطيع أن تلاحظ وترى الحضور المتوهج للدولة وانتشارها فى كافة ربوع البلاد من خلال الآتي:
أولاً: حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أن تولى المسئولية الوطنية فى قيادة مصر على إنهاء ملفات الأزمات التى تواجه المواطن المصرى والقضاء على طوابير البنزين والسولار والعيش والبوتاجاز.. وأيضا الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي، وبالأيام فى القرى والنجوع والريف المصرى والمدن النائية والحدودية.. وتبنى مشروعات عملاقة قضت على هذه الأزمات التى لم يعد لها وجود.
ثانياً: وضعت الدولة المصرية يدها على معاناة المصريين وسخرت كافة الإمكانيات للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن، والتخفيف من أزماته وأوجاعه.. فالقضاء على العشوائيات وفيروس «سي» وقوائم الانتظار وإطلاق المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة مثل» 100 مليون صحة» وغيرها من المبادرات التى خاطبت مختلف الأمراض وكافة الفئات فى جميع ربوع البلاد، قضت على عهود المعاناة والأوجاع وأصبح المواطن فى قلب الدولة ومصدر اهتمامها ورعايتها وعدم تجاهل مطالبه وحقوقه حتى ولو فى القرية والنجع.
ثالثاً :أولت الدولة المصرية اهتماماً كبيراً بسيناء وسائر المدن النائية والحدودية فى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وحظيت سيناء بأكبر خطة بناء وتنمية فى تاريخها، أنفقت عليها الدولة 650 مليار جنيه باعتبارها قضية أمن قومى وعلى اعتبار المواجهة الشاملة للإرهاب.. وأن التنمية تستطيع أن تطرد التطرف والتشدد والإرهاب مع استمرار بناء الوعى الحقيقى.. وزرع سيناء بالبشر والنماء والبناء وحمايتها عبر القوة والقدرة التى يمتلكها الجيش المصرى العظيم وكذلك بحماية البناء والتنمية وتوفير الحياة الكريمة وفرص العمل والخدمات الراقية وإيقاف الإهمال والنسيان الذى تعرضت له سيناء على مدار العقود الماضية واستغلال ثرواتها ومواردها بمشروعات عملاقة وربطها بمدن القناة وسائر محافظات الدلتا.. واختصار الزمن فى حركة التجارة والتنقل منها وإليها من خلال مجموعة من الأنفاق أسفل قناة السويس وربطها بشبكة الطرق العملاقة على مستوى كافة ربوع البلاد.
رابعاً: لم تترك الدولة المصـــرية فى عهد الرئيس السيسى المواطنين الأكثر احتياجاً، بل وفرت لهم العديد من برامج الحماية الاجتماعية أبرزها «تكافل وكرامة»، وكذلك مبادرات لتوفير فرص عمل وتعليم مهن وإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، وتقديم الدعم والمساعدات المادية والعينية ونجحت الدولة المصرية فى تخفيض معدلات الفقر والحفاظ على دعم هذه الفئات من خلال الدعم التمويني، حيث وصل نصيب الفرد الواحد فى الأسرة إلى 50 جنيهاً، بالإضافة إلى دعم شرائح الكهرباء لمثل هذه الفئات.
خامساً :تبنت الدولة مبادرة »السكن الكريم» من خلال التوسع فى إقامة مشروعات الإسكان الاجتماعى وتوفير السكن البديل والمجهز بكل احتياجات المواطن بعد الانتقال من المناطق الخطرة وغير الآمنة والعشوائيات.
سادساً: جاء انطلاق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتجسد الاهتمام الكبير وغير المسبوق بالقرى والريف المصرى من خلال انطلاق المشروع العملاق «تطوير وتنمية الريف المصرى» فى 4584 قرية مصرية و30 ألف تابع ويستهدف توفير الحياة الكريمة لـ 60 مليون مواطن مصرى كانوا فى عداد النسيان والإهمال على مدار عقود طويلة، للحصول على نفس الخدمات المقدمة للمواطن فى المدن والعواصم.. فهناك حرص من الدولة على دخول خدمات المياه النظيفة والصرف الصحى والغاز الطبيعى والكهرباء والطرق والنت السريع وتبطين الترع ونظم الرى الحديث والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومراكز الشباب والأندية ومراكز ثقافية لبناء الوعى والارتقاء بالذوق العام.
سابعاً: عندما يشعر المواطن بترسيخ العدالة والمساواة والنزاهة والشفافية وتطبيق القانون على الجميع.. فقد عانى المواطن فى المناطق التى كانت مهمشة الظلم والتجاهل من قبل الدولة فى العقود الماضية، لكن على مدار 8 سنوات بذلت الدولة جهوداً خلاقة لتعويض المواطن عن سنوات الإهمال والالتزام بتطبيق العدل والمساواة والتوزيع العادل لعوائد التنمية.
ما أريد أن أقوله إن المواطن المصرى يحظى بالعدالة والمساواة فى كل ربوع البلاد ..كما أنه يحظى باهتمام ورعاية غير مسبوقة فى مجالات الصحة والتعليم والخدمات ..ومساندة الفئات الأكثر احتياجاً.. فالدولة المصرية على مدار 8 سنوات قضت على كل مظاهر وأسباب الاحتقان الاجتماعى وإعادة الثقة والاطمئنان لجميع فئات المصريين ..فإننا أمام دولة عادلة.. دولة لا تفرق بين مواطنيها أينما كانوا فى المدن الكبرى والعواصم.. فى القرى والنجوع والتوابع وحتى المناطق العشوائية.. حتى إنهاء هذه الآفات الاجتماعية.. وأصبح مفهوم حقوق الانسان الشامل يسود كل ربوع البلاد.
حضور الدولة الطاغى فى كافة ربوعها أمر يحسب للقيادة السياسية وإنجاز استراتيجى ويعكس العقيدة الإنسانية للقيادة ..فالمواطن المصرى على رأس أولوياته.. وكل ما ينفذ من مشروعات قومية عملاقة تستهدف تغيير حياة المواطنين إلى الأفضل وتوفير الحياة الكريمة.. وإتاحة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.. وهو ما انعكس على حالة الاستقرار والأمن المجتمعي.
أعتقد أن ما شهدته سيناء من بناء وتنمية والرسائل التى أطلقها تواجد الرئيس السيسى على مدار أسبوع كامل بمحافظات الصعيد وافتتاحه لعشرات المشروعات العملاقة التى توفر فرص عمل وحياة كريمة لأهل الصعيد، تجربة ملهمة.
فى اعتقادى أيضا أن تطوير وتحديث مرفق السكة الحديد بأعلى المعايير العالمية، خاصة لأهالينا فى الصعيد.. هو عنوان لاهتمام القيادة السياسية غير المسبوق بالمواطن المصرى.. فهذا المرفق الحيوى يشكل عصباً رئيسياً فى حياة أهالى الصعيد وينقل ملايين البشر.
الحقيقة أن مصر تشهد طفرة غير مسبوقة فى الاهتمام وبناء الانسان المصرى بصفة عامة.. وفى المناطق التى كانت منسية بشكل خاص بما يعنى أننا أمام دولة قوية قادرة لا تسمح لأحد أو جماعة بأداء دورها ومسئولياتها ..وتعلمت درس دولة ما قبل 2014 عندما تغلغل الاخوان المجرمون فى القرى والنجوع وبين الفئات الأكثر احتياجاً والجامعات لاستقطاب المواطنين وخداعهم من خلال توظيف سياسى خبيث وشيطانى باستخدام الأعمال الخيرية.
قوة الدولة المصرية فى حضورها وانتشارها ووجودها إلى جانب المواطنين فى كل مكان فى ربوع البلاد، وهو ما يجعلنا أمام قيادة سياسية نجحت فى إنهاء أزمات وأخطاء وكوارث العقود الماضية ولم تعد مظاهر الإهمال والنسيان موجودة.. ولكن فرضت الدولة سيطرتها الإنسانية والاجتماعية على كل ربوع البلاد، ولم تعد تسمح بأى نوع من الفراغ.