عودتنا يا سيادة الرئيس على مفاجآتك "الحلوة " لأبنائك المصريين، البسطاء وما أكثرها .. ـ البسطاء أنت نصيرهم في هذا الوطن ـ آخر مفاجآتك الحلوة بعد فتاة العربة .. كانت عزومة رمضان، التي دعوت إليها الغلابة، استقبلتهم بنفسك وجلست معهم على طاولة واحدة، نلت ثوابا عظيما، يومها لم تأكل، شبعت يا ريس، شبعتك نظرات السعادة التي شاهدتها تقفز من عيون هؤلاء البسطاء، انشغلت طوال العزومة بالاستماع إلى أحاديثهم !
واليوم أذكرك بابنتك مريم، الفتاة الجميلة، ابنة عم فتح الباب، البواب الفقير إلى الله ، التي لم يقصم الفقر ظهرها، أو ينلْ منها، الفتاة التي تفوقت بجدارة وحصلت على 99% في الثانوية العامة.
مريم نسفت كل الظروف التي يعلق عليها بعضنا أسباب فشله، عاشت مع أبيها وأمها وأخواتها الأربع في غرفة بسيطة تحت بئر سلم إحدى العمارات التي يقومون بخدمتها وحراستها، لم تشعر بخزي أو خجل من مهنة أبيها، وحين تتحدث عنه تتحدث بكل فخر! تتغنى بفضل والديها بعد فضل الله عليها.
مريم حطمت كل شماعات التقصير والفشل، لم تعتمد على الدروس الخصوصية، لم تذهب إلى حوت الكيمياء أو وحش الفيزياء أو ديناصور الرياضيات، اعتمدت على نفسها وكتاب الوزارة، لم يخيب الله رجاءها، جبر خاطرها، الله لا يضيع أجر من أحسن عملا !
سيادة الرئيس .. مريم التي لا أعرفها .. تنتظر هديتك، هدية الأب الكبير الذي لا ينسى أبناءه وبناته، ودائما ما يشملهم بعطفه ورعايته، طبعا هدية الأب الكبير لازم تكون كبيرة، "مش توريطة يا ريس " يا ابن البلد وأهل الكرم!
أعلم أن مشاغلكم جد كثيرة وأعباءكم ثقيلة ، لكن الإنسانيات لا تفوتكم .. هكذا عودتنا منذ وليت علينا.
حفظك الله ورعاك وحماك من أجل رفعة مصر وشعبها.