قال الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، إن القطاع الزراعي به شقين أساسيين الأول هو الإنتاج النباتي والذي يشمل المحاصيل الاستراتيجية والورقية والخضروات، وهذا شهد إنجازات وعملا كبيرا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ممثلا في بعض المشروعات مثل الصوب الزراعية الـ100 ألف صوبة في العاشر والحمام وغيرهما من الأماكن.
وأوضح جلال، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا بالإضافة إلى التوسع الأفقي الذي قامت به الدولة بقيادة السيسي ممثلا في مشروع مستقبل مصر والمتوقع أن يصل مساحته إلى مليون و50 ألف فدان وكذلك الزيادة المتوقعة والتي تصل 3 مليون فدان على فترات زمنية متقاربة.
وأشار إلى أن الشق الثاني الأساسي هو الإنتاج الحيواني والداجني والثروة السمكية، حيث ينظر الرئيس السيسي نظرة شاملة وعامة لتحقيق الأمن الغذائي للمواطن المصري لأن البروتين الأساسي الذي يتناوله المصريون هو البروتين الحيواني، موضحا أن هناك فجوة بين الإنتاج والاستهلاك فيما يخص اللحوم الحمراء وهذا ظهر جليا في فكر القيادة السياسية في التوسع في مشروعات الثروة الحيوانية.
وأكد عميد كلية الزراعة أن المشروعات التي افتتحها الرئيس السيسي اليوم في مجال الإنتاج الحيواني تعطي رسالة طمأنينة للشعب المصري أن الدولة قادرة على حفظ الأمن الغذائي الذي يمثل الركيزة الأساسية في الأمن القومي المصري، موضحا أن أهم عوائد تلك المشروعات هي تلبية احتياجات المواطن المصري بصورة مرضية.
وأضاف أن المواطن في العالم يحتاج نحو 29 جرام من البروتين يوميا، وفي مصر يتناول المواطن المصري 15 جراما من البروتين وفقا لآخر الإحصائيات، وهذا يعني وجود فجوة كبيرة تقدر بنحو 50%، والمشروعات العملاقة المنفذة توفر جزء من الأمن الغذائي، موضحا أن هذه المشروعات تسد جزءا كبيرا من العجز في البروتين الحيواني الضروري لصحة المواطنين وخاصة الأطفال والنساء.
ولفت أحمد جلال إلى أن هذا يساعد على علاج الكثير من المشكلات المصاحبة لأمراض نقص سوء التغذية مثل السمنة والتقزم عند الأطفال ونقص الحديد والزنك عند السيدات الحوامل، مشيرا إلى أن هذه المشروعات العملاقة تفتح أفقا كبيرا لتلبية احتياجات المواطن المصري من البروتين الحيواني سواء اللحوم الحمراء أو المنتجات الأخرى مثل الألبان والدواجن.
وأكد أن مشروعات الاستزراع السمكي التي نُفذت في مصر مثل بركة غليون أو مشروع الفيروز وفرت جزءا كبيرا من احتياجات الدولة، مشيرا إلى أنه في الفترة الأخيرة واجه العالم مشكلة الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها وكذلك التغيرات المناخية والتي أثرت على العديد من دول العالم بالسلب سواء فيما يخص توافر السلع أو ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
وتابع: برغم من هذه الأزمات العالمية فهناك توافر في السلع في مصر، نعم هناك ارتفاعا في الأسعار لكن السلع لا تزال متوفرة، فهناك بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا لديها نقص في السلع الزراعية البروتينية سواء الحيواني أو النباتي، مؤكدا أن المشروعات الزراعية حققت العديد من العوائد في الاستقرار وتوافر الأمن الغذائي المصري، وغلاء الأسعار أمر طبيعي بسبب الأزمة العالمية.
وشدد على أن الأمن الغذائي يعني توافر السلع التي تحتاجها الدولة لفترة زمنية على الأقل 6 أشهر من سلع زراعية وإنتاج حيواني وغيرهم.