أكد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، أن رؤية الدولة المصرية تسعى نحو تعزيز دور الشباب محليًا وعالميًا، وتمكينهم من امتلاك أدوات القيادة والعمل السياسي والاجتماعي، وتتوالى النسخ المختلفة من منحة ناصر للقيادة الدولية، في إطار الحرص على نقل نهج التجربة المصرية في بناء الجمهورية الجديدة.
جاء ذلك في الفيديو الذي نشره المركز الإعلامي وسلط الضوء على النسخة الثالثة من منحة ناصر للقيادة الدولية، وتنظم هذا العام تحت شعار "تعاون الجنوب جنوب.. وشباب عدم الانحياز".
وأوضح المركز الإعلامي أن الدولة تسعى إلى خلق قاعدة من الكفاءات الشابة الواعدة، ويتم تقديم كل أشكال الدعم والتأهيل والتدريب للشباب المشارك في المنحة، إلى جانب تنظيم جولات ميدانية وجلسات نقاشية وحوارية في مختلف المجالات، من أجل توسيع آفاق ومدارك الشباب، وتمكينهم من خلق رؤية شاملة ومحورية ترتبط بالقضايا العالمية وخطط التنمية المستدامة.
وأورد الفيديو تصريحات لوزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، أكد خلالها أن النسخة الثالثة تمثل ملامح قوة ناعمة كبرى، خاصة وأنه تم تطويرها بشكل كبير، مضيفًا أن هذه النسخة يشارك فيها 150 شابًا.
وشدد وزير الشباب والرياضة على أهمية المنحة وما تشهده من فعاليات وملتقيات ومؤتمرات وزيارات، معتبرًا أن الشباب فيها بمثابة سفراء لمصر في دولهم.
وأعرب رئيس معهد التخطيط القومي، خلال تصريحات بالفيديو، عن سعادته بالتفاعل والتواصل بين الشباب المشاركين في المنحة، متمنيًا أن يكون ذلك بداية لمزيد من التعاون بين دول الجنوب جنوب، وتحقيق التكامل الإقليمي لمواجهة مختلف التحديات الحالية.
وفي لقاء له أيضًا بالفيديو، أكد سفير سنغافورة بالقاهرة دومينيك جوه، أن هذه المنحة تكتسب أهمية كبيرة لدورها في تعزيز التعاون بين مختلف الدول، خاصة الشباب الذين يمثلون قادة المستقبل، مضيفًا أنها تعزز مبادئ عدم الانحياز وتمثل فرصة لتكوين صداقات.
ولفت الفيديو إلى تعدد الأنشطة والفعاليات التي تشهدها النسخة الثالثة من المنحة، من أجل تنمية قدرات الشباب في مجال القيادة واتخاذ القرارات وطرح الرؤى والأفكار للتعامل مع العديد من القضايا، منها حركة عدم الانحياز ومستقبل الطاقة وملف التغيرات المناخية.
وأوضح الفيديو أن فعاليات المنحة تشمل تنظيم العديد من الجولات الميدانية، للاطلاع عن قرب على مختلف الجهود التنموية الشاملة بالدولة المصرية، ومن بينها زيارات لمقر مجلسي النواب والشيوخ، ووزارة الخارجية، وقناة السويس، وأهرامات الجيزة، والمتحف القومي للحضارة المصرية.
ورصد الفيديو آراء عدد من المشاركين في المنحة في نسختها الحالية، وشددوا على أن المنحة تمثل بالنسبة لهم فرصة لبناء علاقات جديدة، والمشاركة في نقاشات وحوارات عميقة حول الكثير من القضايا المهمة والملحة والتي تطرح نفسها على الساحة الدولية، ما يجعلهم أكثر وعيًا في التعامل مع قضايا بلادهم.
كما أكد المشاركون سهولة إجراءات التسجيل للالتحاق بالمنحة، وحرص القائمون عليها على انتقاء أفضل العناصر وفقًا لمعايير محددة، فيما أعرب العديد من المشاركين عن شكرهم للقيادة السياسية، لتوفيرها هذه الفرصة للشباب من مختلف الدول ليطلع عن قرب على التجربة المصرية في بناء المؤسسات الوطنية وعمليات التنمية الجارية على مختلف الأصعدة، والتعرف على الثقافة والحضارة المصرية.
يشار إلى أنه شارك في النسخة الأولى من المنحة 120 شابًا من 28 دولة أفريقية في الفترة من 8 لـ 22 يونيو 2019، بينما شهدت النسخة الثانية مشاركة 150 شابًا من 41 دولة، في الفترة من 30 مايو لـ 16 يونيو 2021.
وتأتي منحة ناصر في وقت تعددت فيه جهود الدولة المصرية لتقديم المزيد من الدعم والتمكين للشباب سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، وصدر قرار جمهوري رقم 434 لسنة 2017، بإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب، وتهدف إلى تحقيق متطلّبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة، فضلًا عن عقد 4 منتديات لمنتدى شباب العالم منذ 2017، وانبثق من المؤتمر الوطني الثالث للشباب في أبريل 2017.
كما شملت جهود الدولة لتمكين الشباب، إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة في سبتمبر 2015، ويهدف لإنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولّي المسؤولية السياسية، والمجتمعية، والإدارية في الدولة.
أما على صعيد تمكين الشباب سياسيًا، شملت صدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 422 لسنة 2020 بشأن نظام مساعدي ومعاوني رئيس مجلس الوزراء والوزراء، حيث تنص أحد الشروط ألا يتجاوز سن المعاون 40 عاماً، فضلاً عن قرار وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية رقم 5 لسنة 2019 بشأن نظام تدريب الشباب في الجهاز الإداري للدولة، لتدريبهم وربط العملية التعليمية بالحياة العملية.
وتم إطلاق "نماذج المحاكاة" بالجامعات، والمشروع القومي لتأهيل الشباب للمحليات والمشاركة السياسية، وبرلمان شباب مصر والذي يعد مدرسة سياسية لتدريب الشباب من سن 25 لـ 40 عاماً، وكذلك إطلاق مبادرة "كن سفيراً"، في نوفمبر 2020، بهدف تخريج شباب قادر على نشر أهداف التنمية المستدامة في المجتمع، وتطبيقها على أرض الواقع.
وبالنسبة للتمكين الاقتصادي للشباب، فقد شمل دعم تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بالإضافة إلى إطلاق المبادرة الرئاسية لتشغيل الشباب وإقامة 17 مجمعاً صناعياً، وإطلاق مبادرة عربات الطعام المتنقلة "إيجي ترك"، وكذلك مشروع "رواد 2030 "، والذي تم إدراجه على منصات الأمم المتحدة كأفضل مشروع يحقق أهداف التنمية المستدامة.
يأتي هذا فيما أطلقت الدولة عدة مبادرات لتمكين وتدريب الشباب، ومن بينها المبادرة الرئاسية "رواد تكنولوجيا المستقبل"، والتي تم إطلاقها في نوفمبر 2016، ومبادرة "مستقبلنا رقمي"، والتي تعد منحة مجانية لتأهيل الشباب على ممارسة الوظائف الرقمية الحرة، فضلًا عن مبادرة "شغلك من بيتك" بهدف إتاحة دورات تدريبية على تكنولوجيا المعلومات لتوعية وتدريب الشباب على مهارات العمل الحر والعمل عن بعد.