الإثنين 20 يناير 2025

مقالات

حديث‭ ‬الرئيس


  • 16-6-2022 | 21:13

عبد الرازق توفيق

طباعة

الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬أساس‭ ‬البناء‭ ‬والتقدم،‭ ‬ولا‭ ‬تنمية‭ ‬بدون‭ ‬بنية‭ ‬أساسية،‭ ‬ولن‭ ‬يتحقق‭ ‬شىء‭ ‬بدون‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬وفهم‭ ‬صحيح،‭ ‬إنها‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬صدفة‭.. ‬لكنها‭ ‬نتاج‭ ‬ومحصلة‭ ‬تجربة‭ ‬ملهمة‭ ‬أبهرت‭ ‬العالم‭ ‬وحققت‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬أهدافها‭ ‬لكن‭ ‬أهم‭ ‬نتائجها ‬أننا‭ ‬عرفنا‭ ‬سر‭ ‬وطريق‭ ‬النجاح‭.

قلت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لديه‭ ‬الحلول‭ ‬والرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬لكيفية‭ ‬بناء‭ ‬الأوطان‭ .. ‬يملك‭ ‬مفاتيح‭ ‬وأسرار‭ ‬ومعايير‭ ‬التقدم‭ ‬وأسس‭ ‬النجاح‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬وهو‭ ‬مشغول‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬قولاً‭ ‬وفعلاً‭.. ‬فما‭ ‬تحقق‭ ‬خلال‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬يكشف‭ ‬بوضوح‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬العظيمة‭ .. ‬ولديه‭ ‬تصور‭ ‬للأسس‭ ‬التى‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬بناء‭ ‬وتقدم‭ ‬الأوطان‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تراها‭ ‬جيداً‭ ‬بقراءة‭ ‬دفتر‭ ‬أحوال‭ ‬وتفاصيل‭ ‬وجهود‭ ‬ومشروعات‭ ‬وإنجازات‭ ‬تجربة‭ ‬مصر‭ ‬الملهمة‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬وكيف‭ ‬حول‭ ‬دولة‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬والنسيان‭ ‬وغياب‭ ‬الرؤية‭ ‬وانعدام‭ ‬الإرادة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬تمتلك‭ ‬مقومات‭ ‬التقدم‭  ‬والتى‭ ‬تتلخص‭ ‬فى‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭ ‬للغاية‭ ‬تناولهما‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬مداخلته‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ : ‬أفريقيا‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الصدمات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتحديات‭ ‬الداخلية‭ ‬ضمن‭ ‬الاجتماعات‭ ‬السنوية‭ ‬للبنك‭ ‬الأفريقى‭ ‬للتصدير‭ ‬والاستيراد‭ ‬‮«‬أفركسيم‮»‬،‭ ‬وقبل‭ ‬الخوض‭ ‬فى‭ ‬التفاصيل‭ ‬فإن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يولى‭ ‬أفريقيا‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً،‭ ‬ومنذ‭ ‬توليه‭ ‬أمانة‭ ‬المسئولية‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬قيادة‭ ‬مصر‭ ‬شهدت‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭- ‬الأفريقية‭ ‬زخماً‭ ‬كبيراً‭ ‬وعادت‭ ‬القاهرة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬تؤدى‭ ‬دورها‭ ‬فى‭ ‬قيادة‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬ووضعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرؤى‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬الأفارقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬فيها،‭ ‬وحققت‭ ‬مصر‭ ‬إنجازات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬رئاستها‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأفريقي،‭ ‬ولم‭ ‬تغب‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬وأحاديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬مطالباً‭ ‬بحقها‭ ‬فى‭ ‬التنمية‭ ‬وتوفير‭ ‬التمويل‭ ‬العادل،‭ ‬والشراكات‭ ‬المتكافئة‭ ‬لاستغلال‭ ‬مواردها‭ ‬وثرواتها‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬الوطنية،‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الأشقاء‭ ‬الأفارقة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬الأفريقية‭ ‬نتاج‭ ‬جهود‭ ‬مصرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحداث‭ ‬الشراكة‭ ‬والتكامل‭ ‬الأفريقي،‭ ‬هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬اجتماعات‭ ‬البنك‭ ‬الأفريقى‭ ‬للتصدير‭ ‬والاستيراد‭ ‬إلا‭ ‬تجسيداً‭ ‬لهذه‭ ‬العلاقات‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وشقيقاتها‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا‭.‬

تحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بالأمس،‭ ‬وشخص‭ ‬احتياجات‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬وحدد‭ ‬شروط‭ ‬ومعايير‭ ‬التنمية، ‬ ووضع‭ ‬الأسس‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬الآتي‭:‬
أولاً‭ : ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تنمية‭ ‬أو‭ ‬تقدم‭ ‬بدون‭ ‬توفير‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬متطورة‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬وكبارى‭ ‬وكهرباء‭ ‬وموانئ‭ ‬وسكة‭ ‬حديد‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬المختلفة‭.. ‬وان‭ ‬الدولة‭ ‬المتقدمة‭ ‬هى‭ ‬من‭ ‬تملك‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬سليمة‭ ‬وعصرية‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭.‬
الرئيس‭ ‬شرح‭ ‬واستفاض‭ ‬فى‭ ‬طرح‭ ‬الأمثلة‭ ‬والنماذج‭ ‬وبدأها‭ ‬بالتجربة‭ ‬المصرية‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬انفاق‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬إلى‭ ‬500‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬والتحتية‭ ‬خلال‭ ‬السبع‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وان‭ ‬مشروعات‭ ‬التطوير‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬10٪‭ ‬إلى‭ ‬12٪‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬مصر‭ ‬فقط‭ ‬فالبنية‭ ‬الأساسية‭ ‬مهمة‭ ‬لأى‭ ‬دولة‭ ‬لتقدمها‭ ‬واقتصادها‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬لها‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬دولاً‭ ‬تمتلك‭ ‬مساحة‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬الأراضى‭ ‬التى‭ ‬تصلح‭ ‬للزراعة‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬زراعتها‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬فاستصلاح‭ ‬وزراعة‭ ‬مليون‭ ‬فدان‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ميزانيات‭ ‬ضخمة‭ ‬لأنها‭ ‬تحتاج‭ ‬شبكات‭ ‬كهرباء‭ ‬وطرقاً‭ ‬ونقلاً‭ .. ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬دولة‭ ‬مثل‭ ‬أوكرانيا‭ ‬مساحتها‭ ‬600‭ ‬ألف‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬تنتج‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬القمح‭.. ‬ وهى‭ ‬بذلك‭ ‬مزرعة‭ ‬كبرى‭ ‬لوجود‭ ‬الموارد‭ ‬والقدرات‭ ‬وأن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تمتلك‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬المطلوبة‭ ‬للزراعة‭ ‬مثل‭ ‬الكهرباء‭ ‬والطرق‭ ‬والمصارف‭ ‬والزراعة‭ ‬بأحدث‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬والرى‭ ‬الحديث‭ ‬حتى‭ ‬قدراتها‭ ‬من‭ ‬الصوامع‭ ‬متواجدة‭ ‬وتخزن‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬وهو‭ ‬حجم‭ ‬التصريف‭ ‬الشهرى‭ ‬لهم‭ ‬أمام‭ ‬طلب‭ ‬العالم‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يعنى‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬هائلة‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬الزراعة‭ ‬وتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬التقدم‭ ‬والتنمية‭ ‬بدون‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬ضياع‭ ‬وإهدار‭ ‬الوقت‭.‬
فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬رسالة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬مدعومة‭ ‬بالأمثلة‭ ‬والنماذج‭ ‬لتجارب‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والدول‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬ان‭ ‬تحقق‭ ‬التقدم‭ ‬تكشف‭ ‬هذه‭ ‬المقارنة‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬وتنمية‭ ‬وجود‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مشروع‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬وهذا‭ ‬اتفاق‭ ‬أجمع‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬الخبراء‭ ‬وأهل‭ ‬العلم‭ ‬والاقتصاد‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬كلام‭ ‬المنظرين‭ ‬والجهلاء‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬تحدث‭ ‬أيضاً‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬بينية‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية،‭ ‬فرغم‭ ‬مضى‭ ‬عقود‭ ‬وسنوات‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬والتكامل (‬الأفريقي‭- ‬الأفريقي‭) ‬ لم‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬وسكة‭ ‬حديد‭ ‬وطيران‭ ‬وموانئ‭ ‬للربط‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬القارة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬بسبب‭ ‬الخلافات‭ ‬والنزاعات‭ ‬التى‭ ‬استنزفت‭ ‬الثروات‭ ‬والموارد‭ ‬وأهدرت‭ ‬الوقت‭.‬
ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أتحدث‭ ‬عنه‭ ‬هو‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬وتوافر‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬كشرط‭ ‬لبلوغ‭ ‬التقدم‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فهناك‭ ‬دول‭ ‬أفريقية‭ ‬لديها‭ ‬إمكانيات‭ ‬وأراض‭ ‬زراعية‭ ‬صالحة‭ ‬تفوق‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بمراحل،‭ ‬لكن‭ ‬انظر‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وانظر‭ ‬إلى‭ ‬حال‭ ‬دول‭ ‬أفريقية‭ ‬لديها‭ ‬إمكانيات‭ ‬هائلة‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬الصالحة‭ ‬للزراعة‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬المال‭ ‬أو‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭.‬
تحضرنى‭ ‬مقولة‭ ‬الدكتور‭ ‬طلال‭ ‬أبوغزالة‭ ‬المفكر‭ ‬العربي،‭ ‬فى‭ ‬صالون‭ ‬‮«‬الجمهورية‮»‬‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬مؤهلة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬لتكون‭ ‬فى‭ ‬صدارة‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية‭ ‬بسبب‭ ‬امتلاكها‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬عصرية‭ ‬أقامها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ .. ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تجد‭ ‬ان‭ ‬الكارهين‭ ‬والحاقدين‭ ‬والمتآمرين‭ ‬يتحدثون‭ ‬بجهل‭.‬
وبالأمس‭ ‬جاءت‭ ‬مقولة‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الأفريقى‭ ‬للتصدير‭ ‬والاستيراد‭ ‬صاعقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحاقدين‭ ‬والجهلاء،‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬معجزة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬الصحراء،‭ ‬والحقيقة‭ ‬عندما‭ ‬تدخل‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬آن‭ ‬لآخر‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تغييراً‭ ‬وجمالاً‭ ‬وإبداعاً،‭ ‬وأقول‭ ‬لنفسي،‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬حال‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الصحراوية‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬أقول‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نسمع‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ (‬صريخ‭ا ‬بن‭ ‬يومين) ‬بالتواجد‭ ‬فيها‭.. ‬انظر‭ ‬إليها‭ ‬الآن‭  ‬(جنة‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭) ‬حلم‭ ‬تحقق‭ ‬أمام‭ ‬أعيننا،‭ ‬معجزة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭.. ‬مصر‭ ‬بأعلى‭ ‬المعايير‭ ‬والمواصفات‭ ‬كلما‭ ‬تأملت‭ ‬فيها‭ ‬قلت‭ ‬سبحان‭ ‬الله‭.. ‬ هذا‭ ‬هو‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬صنع‭ ‬مع‭ ‬شعبه‭ ‬المعجزات،‭ ‬هو‭ ‬صانع‭ ‬الأمل،‭ ‬ومن‭ ‬مكننا‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحدى‭ ‬التحدى‭ ‬مع‭ ‬فرط‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬لإحداث‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭.. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬ايجاد‭ ‬التمويل‭ ‬وهو‭ ‬تحد‭ ‬كبير،‭ ‬ونجحت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬تجربتها‭ ‬الملهمة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬والبدائل‭ ‬ومازالت‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬لاستمرار‭ ‬مسيرتها‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬فى‭ ‬قضية‭ ‬التمويل‭ ‬ان‭ ‬تنظر‭ ‬جهات‭ ‬التمويل‭ ‬الدولية،‭ ‬والدول‭ ‬الكبرى‭ ‬بعين‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬والدعم‭ ‬بتقديم‭ ‬تيسيرات‭ ‬وتسهيلات‭ ‬للدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬وبشروط‭ ‬فى‭ ‬متناولهم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراكات‭ ‬عادلة‭ ‬تحقق‭ ‬النتائج‭ ‬والعوائد‭ ‬لكل‭ ‬الأطراف‭ ‬لاستغلال‭ ‬ثروات‭ ‬وموارد‭ ‬أفريقيا‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬شعوبها‭ ‬وأيضاً‭ ‬استفادة‭ ‬جهات‭ ‬التمويل‭ ‬أو‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭.‬
ثانياً‭ :‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬تناول‭ ‬فى‭ ‬مداخلته‭ ‬قضية‭ ‬مهمة‭ ‬هى‭ ‬الأساس‭ ‬والقاعدة‭ ‬التى‭ ‬تنطلق‭ ‬منها‭ ‬قواعد‭ ‬التقدم‭ ‬والتنمية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والاستثمار‭ ‬والإنجازات‭ ‬والتطوير‭ ‬والتحديث،‭ ‬وهو‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬فلا‭ ‬مجال‭ ‬أو‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬أو‭ ‬تقدم‭ ‬بدون‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬فكما‭ ‬يقولون‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬جبان،‭ ‬فمن‭ ‬ذا‭ ‬الذى‭ ‬يضع‭ ‬أمواله‭ ‬واستثماراته‭ ‬فى‭ ‬بلد‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬مصيره‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬يذهب‭ ‬أو‭ ‬قابل‭ ‬للفوضى‭ ‬أو‭ ‬مهدد‭ ‬وضعيف،‭ ‬فإذا‭ ‬غاب‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬خاصمك‭ ‬الاستثمار‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬روعة‭ ‬التجربة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مسارين‭.‬
الأول‭:‬ هو‭ ‬حسم‭ ‬معركة‭ ‬البناء‭ ‬لمصلحة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ودحر‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬واستعادة‭ ‬هيبة‭ ‬الدولة‭ ‬وتفعيل‭ ‬سلطة‭ ‬القانون،‭ ‬ووجود‭ ‬الضمانات‭ ‬الكافية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وبالتزام‭ ‬دقيق‭ ‬ومنضبط‭ ‬فالقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والأجنبى‭ ‬يرفض‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬تنعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فهما‭ ‬ركائز‭ ‬مهمة‭ ‬لأى‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬وتقدم‭.‬
الرئيس‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬إذا‭ ‬أرادت‭ ‬أفريقيا‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬والتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬الأفريقية‭- ‬الأفريقية‭ ‬فلا‭ ‬مجال‭ ‬إلا‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الخلافات‭ ‬والصراعات،‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬وتبادل‭ ‬المنافع‭ ‬والموارد‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬وفهم‭ ‬القدرات‭ ‬المشتركة‭ ‬التى‭ ‬ستعود‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بالنفع،‭ ‬وان‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا‭ ‬لن‭ ‬تتغير‭ ‬ولن‭ ‬تتحقق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬شعوبها‭ ‬إلا‭ ‬بالتكامل‭ ‬والتكاتف‭ ‬وتجاوز‭ ‬الخلافات‭.‬
الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لا‭ ‬يأتيان‭ ‬صدفة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬ولكن‭ ‬نتاج‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬وفهم‭ ‬صحيح‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬أو‭ ‬الشعوب‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬أو‭ ‬تتورط‭ ‬فى‭ ‬مستنقعات‭ ‬الهدم‭ ‬والتدمير‭ ‬والصراعات‭ ‬المجتمعية‭ ‬التى‭ ‬تهدر‭ ‬الموارد‭ ‬والثروات‭ ‬والجهود‭ ‬والوقت‭.‬
ما‭ ‬تحدث‭ ‬عنه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بالأمس‭ ‬يجسد‭ ‬الحالة‭ ‬المصرية‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وما‭ ‬واجه‭ ‬مسيرتها‭ ‬نحو‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬من‭ ‬تحديات‭.. ‬لكنها‭ ‬بالرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬والاستغلال‭ ‬الأمثل‭ ‬للموارد‭ ‬وايجاد‭ ‬الحلول‭ ‬البديلة‭ ‬الخلاقة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التحدى‭ ‬والاصطفاف‭ ‬والوعى‭ ‬تحقق‭ ‬لمصر‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬وباتت‭ ‬نموذجاً‭ ‬ملهماً،‭ ‬ونموذجاً‭ ‬للقدرة‭ ‬والثقة‭ ‬فى‭ ‬النفس‭ ‬والإيمان‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬مستحيل‭ ‬طالما‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬على‭ ‬بلوغ‭ ‬الأهداف‭.‬
ما‭ ‬تحدث‭ ‬عنه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أيضاً‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬كل‭ ‬الأوطان،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬الوعى‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬هو‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬للدول‭ ‬والشعوب‭.. ‬وركيزة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وبالتالى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ .. ‬فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬أحاديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مفاتيح‭ ‬عامة‭ ‬ولكنها‭ ‬وصايا‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬وعقل‭ ‬وتجربة‭ ‬ملهمة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬خرجنا‭ ‬منها‭ ‬بدروس‭ ‬وعبر،‭ ‬وعرفنا‭ ‬منها‭ ‬طريق‭ ‬النجاح‭ ‬وسبل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭.. ‬ فملامح‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬باتت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭.. ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬بالاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أحاديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬وشروط‭ ‬ورؤى‭ ‬بناء‭ ‬الأوطان‭.. ‬ فالتجربة‭ ‬المصرية‭ ‬أصبحت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التجارب‭ ‬الملهمة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬ولولا‭ ‬توالى‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‭ ‬والعالمية‭ ‬العنيفة‭ ‬والقاسية‭ ‬لحلقت‭ ‬مصر‭ ‬بشكل‭ ‬أرحب‭ ‬وأوسع‭.. ‬ لكنها‭ ‬عرفت‭ ‬وأدركت‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬النجاح،‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬ونتائج‭ ‬تجربتها‭.‬
الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وقبلهما‭ ‬الوعى‭ ‬هى‭ ‬أهم‭ ‬أسلحة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬وبدونها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬ويستحيل‭ ‬أن‭ ‬تبلغ‭ ‬الدول‭ ‬تطلعاتها‭ ‬وآمالها‭.. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬للغاية‭ ‬أن‭ ‬نجتهد‭ ‬لتأمين‭ ‬وتحصين‭ ‬ما‭ ‬حبانا‭ ‬به‭ ‬المولي‭- ‬عز‭ ‬وجل‭- ‬من‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬واستقرار‭.. ‬ويكون‭ ‬جل‭ ‬تركيزنا‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬‮«‬الوعى‭ ‬والفهم‮»‬‭.‬


‮«‬حكاية‭ ‬10‭ ‬سنين‮»‬

عملية‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬تتناول‭ ‬بالبحث‭ ‬ماذا‭ ‬جرى‭ ‬للشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬وتغير‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭.. ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬عرف‭ ‬عنه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التاريخ‭ ‬بتسامحه‭ ‬وهدوئه‭ ‬وصبره‭ ‬الشديد‭ ‬واحتضانه‭ ‬لوطنه‭ ‬وتحويطه‭ ‬عليه‭ ‬وكان‭ ‬يخشى‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الريح،‭ ‬فلم‭ ‬يعرف‭ ‬‮«‬الفوران‮»‬‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬المستعمر‭ ‬والمحتل‭.. ‬ولم‭ ‬يمل‭ ‬إلى‭ ‬الهدم‭ ‬والتدمير‭.. ‬وتحمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخه‭ ‬أصعب‭ ‬وأقسى‭ ‬الظروف‭.. ‬وكان‭ ‬راضياً‭ ‬بحياته‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬والمعاناة‭.‬
ليس‭ ‬هدفى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬2011‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬ بل‭ ‬أحمله‭ ‬كافة‭ ‬الكوارث‭ ‬والأخطاء‭ ‬وتعريض‭ ‬البلاد‭ ‬لهذا‭ ‬الخطر‭ ‬الداهم،‭ ‬ولكننى‭ ‬أريد‭ ‬البحث‭ ‬فى‭ ‬أسباب‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬للشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬أهم‭ ‬صفاتها‭ ‬فى‭ ‬2011‭ ‬فى‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬الضياع،‭ ‬وإعلاء‭ ‬مصلحته‭ ‬وسلامته‭ ‬وأمنه‭ ‬فوق‭ ‬احتياجاته‭ ‬وأزماته‭ ‬ومعاناته،‭ ‬فهل‭ ‬تعرضت‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬لسطو‭ ‬خارجي،‭ ‬وغزو‭ ‬لأفكار‭ ‬وثقافات‭ ‬مستوردة‭ ‬وهل‭ ‬نال‭ ‬منه‭ ‬الوعى‭ ‬المزيف‭.. ‬وخطة‭ ‬الخداع‭ ‬المحكمة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬الخونة‭ ‬والمرتزقة‭ ‬والعملاء‭ ‬المرتبطين‭ ‬بالخارج‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬ودول‭ ‬وأجهزة‭ ‬مخابرات‭ ‬معادية،‭ ‬وما‭ ‬هى‭ (‬الأوتار‭ ‬الفكرية) ‬التى‭ ‬لعب‭ ‬عليها‭ ‬هؤلاء‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية،‭ ‬أم‭ ‬هناك‭ ‬حلقات‭ ‬تراكمية‭ ‬من‭ ‬الشحن‭ ‬والتمهيد‭ ‬الإعلامى‭ ‬والدرامى‭ ‬وإبراز‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬سوءات‭ ‬وسلبيات‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬غياب‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬للحقيقة‭ ‬وإفساح‭ ‬المجال‭ ‬للتضخيم‭ ‬والمبالغة‭ ‬وخطابات‭ ‬معدة‭ ‬ومجهزة‭ ‬لإسقاط‭ ‬وتدمير‭ ‬البلاد‭ ‬بأيادى‭ ‬أهلها‭.‬
السؤال‭ ‬المهم،‭ ‬ماذا‭ ‬جري،‭ ‬وماذا‭ ‬حدث‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬أبعاد‭ ‬وتفاصيل‭ ‬ومضمون‭ ‬الخطة‭ ‬التى‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬عقول‭ ‬المصريين،‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬طبيعة‭ ‬الشحن‭ ‬والحقن‭ ‬الفكرى‭ ‬المخالف‭ ‬لطبيعة‭ ‬المصريين‭ ‬والتى‭ ‬تمكنت‭ ‬منهم‭.‬
لذلك‭ ‬فإن‭ ‬أعظم‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭ ‬أنها‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬وطبيعة‭ ‬المصريين‭ .. ‬وجاءت‭ ‬فى‭ ‬السياق‭ ‬التاريخى‭ ‬لحركاتهم‭ ‬ضد‭ ‬المحتل‭ ‬والمستعمر‭ ‬وفى‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬كانت‭ ‬ضد‭ ‬الخونة‭ ‬والمرتزقة‭ ‬والمتآمرين‭ ‬على‭ ‬البلاد،‭ ‬ومن‭ ‬أرادوا‭ ‬تسليمها‭ ‬لأعدائها،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مخططات‭ ‬خارجية‭ ‬تفضى‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬وتقسيم‭ ‬مصر‭ ‬وتعريض‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬للخطر‭ ‬وإحداث‭ ‬الفتنة‭ ‬بين‭ ‬أهلها‭.. ‬لذلك‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعى‭ ‬أن‭ ‬يثور‭ ‬المصريون‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬نظام‭ ‬إخوانى‭ ‬عميل،‭ ‬دون‭ ‬لجوء‭ ‬إلى‭ ‬هدم‭ ‬أو‭ ‬تخريب‭ ‬أو‭ ‬تدمير‭ ‬أو‭ ‬حرق‭ ‬منهم‭ ‬ولكنها‭ ‬ثورة‭ ‬عظيمة‭ ‬بيضاء‭ ‬نقية‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬هدفها‭ ‬إسقاط‭ ‬نظام‭ ‬فاشى‭ ‬عميل‭ ‬وخائن‭ ‬ومرتبط‭ ‬بالخارج‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬وأمن‭ ‬البلاد‭ ‬واستعادتها‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭.‬
لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬فى‭ ‬2011‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬سياسى‭ ‬وأوضاع‭ ‬اقتصادية‭ ‬وأسباب،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬ثقافى‭ ‬وفكرى‭ ‬وتحليل‭ ‬للشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬ودراسة‭ ‬متأنية‭ ‬لتفاصيل‭ ‬وأبعاد‭ ‬ومفردات‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬قبل‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬خروجاً‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭.‬
نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬خلال‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬التى‭ ‬سبقت‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬الضخ‭ ‬الإعلامى‭ ‬والدرامى‭ ‬والثقافى‭ ‬والدينى‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نكشف‭ ‬أسباب‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الميل‭ ‬إلى‭ ‬العنف‭ ‬والهدم‭.. ‬هذا‭ ‬يحتاج‭ ‬لدراسات‭ ‬مستفيضة‭ ‬بالتحليل‭ ‬والدراسة‭ ‬والتمحيص‭ ‬لأنه‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭.. ‬فالمواطن‭ ‬المصرى‭ ‬طوال‭ ‬تاريخه‭ ‬راض‭ ‬بحاله‭ ‬صابر‭.. ‬لا‭ ‬تهزه‭ ‬الحاجة‭ ‬أو‭ ‬النقص‭ ‬قنوع‭ ‬بما‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭.‬

تحيا مصر

الاكثر قراءة