أعرب الكاتب الأمريكي الشهير فريد زكريا عن اعتقاده أنه حان الوقت للتفكير جدياً في تسوية للحرب الحالية في أوكرانيا وإنهاء الصراع المسلح هناك .
وأشار زكريا في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن الحرب في أوكرانيا تمر حالياً بمرحلة متوسطة لا هي في البداية ولا يوجد نهاية قريبة تلوح في الأفق .
وأضاف أنه في تلك المرحلة من الصراع المسلح في أوكرانيا يجب على الدول الغربية مساعدة كييف لتعزيز موقفها حيث أنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة والتدريب، موضحاً أنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في أوروبا ومناطق أخرى من العالم مضاعفة جهودهم في هذا الاتجاه.
ويقول الكاتب أنه يجب أيضاً على جميع الحلفاء أن يقدموا المساعدة لأوكرانيا لتمكينها من كسر الحصار الذي تفرضه القوات الروسية على مدينة أوديسا .
ويضيف الكاتب أن التركيز بات موجهاً نحو أثر العقوبات الدولية على الاقنصاد الروسي والذي من المتوقع أن ينكمش بمقدار 11 بالمائة هذا العام ولكن هناك حقيقة يغفل عنها الكثيرون وهي أن اقتصاد أوكرانيا من المتوقع أن ينكمش بنسبة 45 بالمائة خلال العام الجاري، موضحاً أنه إذا لم تتمكن أوكرانيا من تصدير إنتاجها من الحبوب عبر موانئ البحر الأسود فإنها سوف تواجه كارثة اقتصادية كبرى سوف تستمر على مدار السنوات القادمة.
ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن تلك المرحلة التي تمر بها حرب أوكرانيا سوف تستمر لفترة طويلة حيث ليس بمقدور أي من روسيا أو أوكرانيا حسم المعركة في المرحلة الحالية كما أنه ليس من المحتمل أن يقبل أي منهما بالاستسلام بسهولة.
ويستطرد الكاتب موضحاً أن الوضع الحالي يصب في مصلحة روسيا والتي تمكنت من إحراز مكاسب عسكرية واضحة في الفترة الأخيرة حيث تمكنت من الاستيلاء على الجزء الأكبر من إقليم دونباس كما أن فشل الغرب في فرض حظر كامل على صادرات النفط الروسية أدى إلي تحقيق الحكومة الروسية لمكاسب كبيرة خلال فترة الحرب، حيث تشير إحصائيات بلومبرج أن عوائد النفط الروسي للعام الحالي سوف تصل إلى 285 مليار دولار مقابل 236 مليار دولار في العام الماضي.
وأضاف الكاتب أنه في ظل هذه الأوضاع يجب على أوكرانيا أن تفكر جدياً في كيفية وضع نهاية لهذه الحرب من خلال حشد الدعم الدولي لتحقيق هذا الهدف لأنه من الواضح أن أوكرانيا ليس لديها القدرة أن تستعيد بالحرب ما فقدته من أراضي تقع الآن تحت السيطرة الروسية ولكن بإمكانها التوصل لتسوية من خلال المفاوضات مع الجانب الروسي.
ويضيف الكاتب أن الصراع المسلح حالياً هو صراع مباشر بين القوات الروسية والأوكرانية ولكن في حالة جمود الوضع على أرض المعركة سيكون الصراع بين روسيا والغرب وفي هذه الحالة سيكون السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذ يمكن أن تقدمه روسيا في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها وما هي مطالب الغرب من أجل إنهاء العزلة المفروضة حالياً على روسيا.
ويقول الكاتب إن البديل للمفاوضات هو استمرار حرب ليس لها نهاية والتي قد تؤدي إلى تدمير أجزاء أخرى من أوكرانيا و نزوح المزيد من شعبها بسبب الحرب ناهيك عن تعثر واردات الطاقة والغذاء والتوترات السياسية التي قد تحدث في أجزاء أخرى من العالم.
ويختتم الكاتب مقاله مؤكداً على أن تجنب هذه الويلات هدف يستحق السعي من أجله للبحث عن نهاية لهذه الحرب لتجنب مستقبل مظلم.