أشار مقال كتبه مراسل صحيفة "الجارديان" البريطانية في موسكو بيوتر سوير إلى أن زيارة كييف التي قام بها أمس الخميس المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون ورئيس وزراء إيطاليا ماريو دراجي كانت تهدف إلى تقديم الدعم المعنوي لأوكرانيا في ظل استمرار الهجمات التي تشنها القوات الروسية على مواقع أوكرانية.

وأضاف الكاتب في المقال الذي نشرته صحيفة "الجارديان" أن زعماء الدول الثلاث تعهدوا بتأييد طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي خلال الزيارة التي أتت في ظل شكاوي أوكرانيا من بطء وتيرة توريد الأسلحة المقدمة من الغرب لأوكرانيا.

ويشير الكاتب إلي ما ذكره أحد المسؤلين الأوكرانيين هذا الأسبوع من أن بلاده تسلمت 10 بالمائة فقط من حجم المساعدات التي تعهد الغرب بتقديمها لبلاده. ويستشهد الكاتب بتصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي قال فيها إن بلاده تقدر المساعدات التي حصلت عليها من شركائها بينما تتوقع المزيد من المعونة العسكرية ولاسيما من الأسلحة الثقيلة والصواريخ المتطورة إلى جانب أنظمة الدفاع الصاروخية، مضيفاً أن أي تأخير في توفير هذه الأسلحة يعني إتاحة فرصة أكبر للآلة العسكرية الروسية لقتل المزيد من الشعب الأوكراني وتدمير المزيد من المدن الأوكرانية.

وأضاف الرئيس الأوكراني أن هناك علاقة مباشرة بين توفير الأسلحة التي تحتاجها بلاده وبين تحقيق نتائج إيجابية في الحرب ضد القوات الروسية فكلما حصلت أوكرانيا على احتياجاتها من الأسلحة المتطورة كلما زادت قدرتها على تحرير شعبها من السيطرة الروسية.

ويستشهد الكاتب كذلك بتصريحات وزير خارجية أوكرانيا ديمتري كوليبا التي قال فيها أنه يجب توفير مساعدات عسكرية لبلاده بشكل دائم ومستمر وبالكميات المطلوبة، موضحاً أن القوات الأوكرانية لا يمكنها تحقيق أي مكاسب عسكرية حتي تستطيع تقليص فارق القدرات العسكرية بينها وبين القوات الروسية وتحقيق توازن واضح في هذا الصدد.

وأشار الكاتب في مقاله إلى تصريحات ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي للكرملين التي حذر فيها من أن استمرار إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا يعتبر مجهود عبثي من شأنه إطالة المعاناة وأعرب في نفس الوقت عن أمله أن يقنع قادة الدول الأوروبية الثلاث الرئيس الأوكراني بتبني وجهة نظر واقعية تتناسب مع واقع الحال.

وأوضح الكاتب أن المفوضية الأوروبية سوف تصدر توصية اليوم الجمعة بشأن اعتماد وضع أوكرانيا كمرشح للانضمام للاتحاد الأوروبي في ظل مخاوف تنتاب كييف من أن زيارة زعماء الدول الأوروبية الثلاث ربما تهدف إلى ممارسة ضغوط من أجل قبول اتفاق سلام يصب في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضوء استمرار هجمات القوات الروسية وتحقيقها مكاسب عسكرية في شرق البلاد.