الجمعة 3 مايو 2024

لا يقوم غير الأضحية من الصدقات مقامها


د. أحمد كريمة

مقالات18-6-2022 | 14:45

د. أحمد كريمة

الحمد لله القائل في كتابه الكريم " لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ " – الآية 37 من سورة الحج -، " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " – الآية 2 من سورة الكوثر -، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله القائل : " من كان له سعة ولم يفتح فلا يقربن مصلانا " – أخرجه ابن ماجة 2/1044، والحاكم 2/389 وما بعدها، وصححه الحاكم وأقره الذهبي.

ورضى الله – عز وجل – عن آله وصحبه وأتباعه آمين. وبعد،،

ففي هذه الظروف ( جائحة كورونا ) وتداعياتها السلبية المتنوعة، تثور تساؤلات :

هل يمكن توجيه قيمة الأضحية إلى مشروعات خيرية؟

الإجابة : من المقرر شرعاً أنه لا يقوم غير الأضحية من الصدقات مقامها – حتى لو تصدق بذبيحة حية أو بقيمتها في أيام النحر ( يوم عيد الأضحى وتالييه أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة ) لم يكن ذلك مغنيا له عن الأضحية، خاصة إذا كانت واجبة بالنذر أو أوصى إنسان بها قبل موته أن تفعل بعد موته، أو وقف وقفا ماليا لذلك، ودليل ذلك ما ورد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه، والآخر عمن لم يضح من أمته " - أخرجه أبو يعلي والبيهقي 9/268، وقال الهيثمي : إسناده حسن 4/22، وذلك لأن الوجوب تعلق بإراقة الدم، والأصل أن الوجوب إذا تعلق بفعل معين لا يقوم غيره مقامه كالصلاة والصوم .

ومما يؤكد إقامة شعيرة الأضحية بذاتها قوله – صلى الله عليه وسلم - : " ما من عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إراقة دم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا " – أخرجه ابن ماجه 2/1045، ومع ضعفه كما في ( فيض القدير للمناوي 5/458 ) يعمل به في فضائل الأعمال .

ومما تقرر شرعاً : أن الأضحية أفضل من الصدقة لأنها أي الأضحية واجبة أو سنة مؤكدة وشعيرة من شعائر الإسلام، ومما يدل على ذلك : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ضحى والخلفاء الراشدون – رضى الله عنهم – من بعده، ولو علموا أن الصدقة أفضل لعدلوا إليها .

ولا يعمل ببعض آراء مرجوحة تناهض ما تقرر شرعا .

لمزيد من التوسع : بدائع الصنائع 5/66 وما بعدها، حاشية الدسوقي 2/121، نهاية المحتاج 8/124، المغني 11/95 .

اللهم بلغنا اللهم فاشهد

Dr.Randa
Dr.Radwa