في مثل هذا اليوم من 69 عامًا، تم إعلان الجمهورية لتبدأ مصر عهدًا جديدًا، ومن الواضح أن قرار إعلان قيام الجمهورية، جاء في مساء يوم الخميس 18 يونيو 1953، وفي تلك الليلة كان هناك حفل يقيمه نجوم الفن في حديقة الأندلس وهو حفل أضواء المدينة.. وبعد دقائق من بدء الحفل جاء الخبر الذي أسعد جموع المصريين.. وفي السطور التالية نروي كيف تم إعلان قيام الجمهورية؟.

جاء في عدد الكواكب الصادر في 23 يونيو 1953، تحت عنوان "الفن يحتفل بإعلان الجمهورية"، أنه من يمن الطالع أن تعلن الجمهورية في ليلة يحتفل فيها الفن بأهله، ويسهر مع المشرفين عليه في حديقة الأندلس، وما كاد الخبر السار يصل إلى مذيع الحفل، حتى هرع ومعه الفنان يوسف وهبي إلى الميكروفون ليعلن وهبي بصوته الرنان، من خلال الحفل وعبر الإذاعة المصرية انتهاء عهد أسرة محمد علي وزوال الملكية، وليزف إعلان الجمهورية المصرية وبداية عهد سعيد.

قوبل الخبر بفرحة عارمة سرت في رجاء الحديقة، قفز لها الجمهور من مقاعده يهتف بحياة الجمهورية في ظل رئيسها اللواء محمد نجيب.. وانقلب الحفل إلى مظاهرة وطنية يعجز القلم عن وصفها.. وهنا أعلن قائد الجناح وجيه أباظة امتداد السهرة إلى مطلع الفجر، تيمنًا بهذا الفجر الجديد في تاريخ مصر الحديثة، ثم أعلن أيضًا أن الدخول مباح للجميع مجانًا، وأن هناك الكثير من أهل الفن سيأتون من بيوتهم للاشتراك في إحياء الحفل من جديد.

تبرعت إحدى الشركات بتوزيع المرطبات مجانًا على الموجودين والذين يقترب عددهم من خمسة آلاف شخص، كما تبرعت شركة أخرى، بتوفير خمسة عشر أتوبيسًا لنقل الموجودين إلى منازلهم في الصباح الباكر.

في تلك الليلة أيضًا وبعد إعلان الجمهورية، قدم الفنان يوسف وهبي لأول مرة الفنان عبد الحليم حافظ، ذلك الشاب النحيل الذي لم يلق قبولًا على المسرح بالإسكندرية، فكم كان محظوظًا بأن يسبق ميلاده الفني بدقائق خبر إعلان الجمهورية، حسبما أكد الكاتب الصحفي الكبير محمد الشافعي، وفي غمرة الفرحة ودخول الجمهور المجاني كان هناك ارتياح وقبول لحليم، ومن ذلك الحفل بدأ نجمه يعلو حتى اعتلى القمة.

من كواليس الحفل

بعد إعلان الدخول المجاني للجمهور في الحفل لم يتمكن عدد كبير منهم من الخروج بسبب ازدحام المكان، وألقى الفنان عبد السلام النابلسي خطبة تخللها النثر والشعر وقوبلت بتصفيق حاد.. ولم تتمكن الفنانة نعيمة عاكف من تقديم فقرتها واعتذر النابلسي نيابة عنها.

قدم الفنان عبد العزيز محمود نشيد علم التحرير، وقد لحنه وشارك فيه بالغناء ولم يتقاضى أي أجر، واعتبره هدية في حب مصر، وتبرع أحد محال الأقمشة بعلمي التحرير اللذان ظلا يرفرفان على جوانب المسرح عندما كان عبد العزيز محمود يغني.