سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم /الثلاثاء/ الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
ففي صحيفة "الأهرام"، لفت الكاتب عبد المحسن سلامة الانتباه إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شارك يوم الجمعة الماضي في أعمال قمتين غاية في الأهمية: الأولى منتدى سان بطرسبرج برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والثانية قمة منتدى الاقتصادات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ برعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال سلامة - في مقاله بعنوان "بين قمتين" - إن مصر نجحت في أن تحتفظ بخطها المستقل، بعيدا عن التجاذبات، والاستقطابات الحادة، التي تشهدها الساحة الدولية الآن.
وأضاف سلامة أنه منذ 8 سنوات، نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في رسم سياسة خارجية جديدة للدولة المصرية، قوامها الرئيسي الاستقلالية، وإقامة علاقات متوازنة مع جميع القوى الدولية، بدءا من الولايات المتحدة، ومرورا بالاتحاد الروسي، والصين، والاتحاد الأوروبي، وانتهاء بكل الدول الفاعلة، والمنظمات الإقليمية ذات الصلة.
وأشار سلامة إلى أن مصر ظلت عقودا طويلة ذات اتجاه أحادي واحد، حيث استمرت ما يقرب من 3 عقود تتجه شرقا نحو الكتلة الشرقية في الخمسينيات، والستينيات، ومنتصف السبعينيات، ثم اتجهت بحدة بعد ذلك غربا نحو الكتلة الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية لما يزيد على 4 عقود.
ونوه الكاتب عبد المحسن سلامة بأن مصر نجحت الآن في بناء علاقات شراكة استراتيجية مع القوى الدولية والإقليمية المؤثرة، بتوازن، وبما يحقق المصالح العليا للدولة المصرية، كدولة محورية مؤثرة في القضايا الإفريقية والعربية.
وتابع سلامة أن الدولة المصرية تدير ملف العلاقات الخارجية الآن في إطار من التوازن، والحكمة، وبما يؤدي - في النهاية - إلى خدمة أهداف التنمية الاقتصادية، ويضمن - في الوقت ذاته - تحقيق أهداف السياسة الخارجية المصرية في حفظ الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، طبقا لقرارات الشرعية الدولية، ومجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات إن قضية إعادة بناء الإنسان المصري على أسس سليمة وواضحة على المستويين المادي والمعنوي، تأتي دون شك في مقدمة القضايا التي تهم الجميع، وتدفعهم للسعي بكل الجهد لإنجازها بأكبر قدر من الجودة والجدية، نظرا لتأثيرها البالغ على إمكانية تحقيقنا لطموحاتنا وآمالنا المشروعة، في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية التي نتطلع إليها.
وأشار بركات - في مقاله بعنوان "بناء الإنسان" - إلى أن هذه القضية رغم أهميتها المطلقة، إلا أنها ليست سهلة التحقيق أو ميسورة المنال، بل هي عملية شاقة تحتاج بالضرورة إلى تطوير شامل وإصلاح كامل في منظومة التعليم والصحة، بكل ما يعنيه ذلك من الاهتمام الواجب بالتنمية الإنسانية والثقافية والعلمية والاجتماعية، وأيضا الفنية والرياضية، حتى يكتمل بناء الشخصية السوية.
وأضاف بركات "إذا كنا نقول إنها عملية ليست سهلة فتلك حقيقة يجب أن ندركها جميعا، نظرا لأنها تحتاج إلى عدة عوامل أساسية، وهي الإصرار على بلوغ الهدف ووضوح الرؤية للمستهدف الذي نسعى إليه، مع وضع خطة شاملة للتنفيذ وبلوغ الهدف وبرنامج زمني للإنجاز، بالإضافة إلى توفير التكلفة المادية اللازمة لتحقيق هذه المنظومة وصولا إلى ما نسعى إليه".
وأوضح بركات أنه "في سبيل ذلك علينا أن نتصور حجم هذه المشكلة، إذ إننا نحتاج إلى قدر كبير من الأموال، التي تتعدى المليارات من الجنيهات سنويا لتنفيذ الخطة الشاملة للإصلاح وتطوير المنظومة التعليمية، بما يتطلبه ذلك من بناء وإقامة مئات الآلاف من المدارس الجديدة في كل المحافظات والمدن والقرى بطول وعرض البلاد، لحل مشكلة تكدس التلاميذ في الفصول، كما أن هناك حاجة ماسة لتوظيف وتعيين الآلاف من المدرسين لاستكمال وسد النقص القائم في هيئات التدريس".
ونوه الكاتب محمد بركات بأن النهوض بالمنظومة الصحية كي تكون صالحة للوفاء بمسئوليات بناء الإنسان المصري، فتحتاج بالضرورة إلى قدر كبير من الموارد المالية الكافية لتحديث وتطوير المستشفيات، كي تكون قادرة على الوفاء بمهمتها ومسئولياتها على أسس سليمة ومتطورة، وبحيث توفر نظاما متكاملا وحديثا للتأمين والرعاية الصحية للمواطنين.
وتابع بركات: "ولنا أن نتصور أيضا حجم الصعوبة في إتمام ذلك، إذا علمنا أنه من اللازم والضروري توافر المناخ المناسب لإحداث هذا التطوير والتحديث والإصلاح، في جميع المجالات المؤدية للبناء السليم للإنسان".
وأكد بركات أن ذلك يعني أن إعادة بناء الإنسان تحتاج إلى التعليم الجيد والحديث والثقافة الواسعة والصحة الجيدة والسليمة، في ظل منظومة ثقافية ورياضية وصحية متطورة، وهو ما يحتاج إلى جهد مكثف وتكاليف ليست بالقليلة.