أشاد الكاتب الأمريكي ماكس بوت بحجم المساعدات الأمريكية التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا لتعزيز قدراتها في الحرب الدائرة حالياً ضد القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.
وأشار الكاتب في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أنه على الرغم مما قدمته واشنطن لأوكرانيا إلا أن هذا الدعم مازال غير كاف، موضحاً أنه من الخطأ أن تنظر واشنطن إلى تلك الحرب على أنها تخص أوكرانيا وحدها بل يجب عليها أن تنظر إليها على أنها حرب تخص أمريكا والدول الغربية الأخرى أيضاً وتتصرف على هذا الأساس.
ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن روسيا لم تهاجم، في عمليتها العسكرية، دولة بعينها وإنما تعدت على أسس النظام العالمي الذي يسوده القانون والذي سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها لتكوينه منذ عام 1945، مشيراً إلى أنه إذا أفلتت روسيا من العقاب بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا فسوف يكون ذلك رسالة مؤداها أن الغرب عاجز عن مواجهة موسكو.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده أن الأسلوب الأمثل للحفاظ على السلم الدولي هو مساندة أوكرانيا لتمكينها من مواجهة الآلة العسكرية الروسية، مشيراً إلى أن ذلك الدعم سيكون بمثابة رسالة قوية لبوتين وغيره مؤداها أنه لايمكن السماح بالتلاعب بمصالح الغرب.
وأضاف الكاتب أن الموقف الغربي يختلف تماماً عما يجب أن يكون فالدول الغربية مازالت تقدم لأوكرانيا من الأسلحة مايكفي بالكاد لتجنب الهزيمة أمام القوات الروسية لا لكي تنتصر في حربها هناك، موضحاً أن الجانب الأوكراني بدأ يعاني من نفاد أسلحته ولاسيما أسلحة المدفعية خاصة خلال معارك حاسمة مثل تلك التي تدور في منطقة شرق دونباس وهو أمر لايمكن قبوله.
ويستشهد الكاتب بإحصائيات جامعة براون الأمريكية التي تشير إلى أن الولايات المتحدة أنفقت ما يقرب من ثلاثة تريليون دولار منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 في الحرب على الإرهاب بينما خصصت فقط 5.6 مليار دولار للمساعدة الأمنية منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي بدأت في فبراير الماضي.
ويرى الكاتب أن الفرق في الإنفاق شاسع في الحالتين لأنه قياساً على ما انفقته واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر كان من المفترض أن تنفق شهرياً بعد العملية العسكرية الروسية ما يقرب من 12 مليار دولار شهريا أو ما يقرب من 48 مليار دولار خلال الأربعة أشهر الماضية منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
ويقول الكاتب إن المساعدات الغربية لأوكرانيا مازالت أقل بكثير من احتياجات كييف العسكرية حتى تتمكن من مواجهة القوات الروسية، مشيراً إلى تصريحات أحد مساعدي الرئيس الأوكراني فلودومير زلينيسكي التي يقول فيها إن بلاده تحتاج إلى ما يقرب من 300 منصة إطلاق صواريخ متعددة الأغراض وحوالي 500 دبابة و1,000 طائرة بدون طيار بالإضافة إلى 2,000 سيارة مدرعة إلى جانب معدات عسكرية أخري حتى تتمكن من مواجهة القوات الروسية.
ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها العذر في عدم تقديم المزيد من الاسلحة لأوكرانيا لأنها لا تريد التورط في حرب مع روسيا إلى جانب أن القوات الأوكرانية لن تتمكن من استيعاب السلاح الجديد بسهولة وهو ما قد يؤدي إلى تدمير القوات الروسية لهذه الأسلحة أو الاستيلاء عليها.
ويختتم الكاتب مقاله بالإعراب عن اعتقاده أن كل هذه الأسباب قد تكون منطقية ولكنها ليست مبرراً كافياً للتخلي عن أوكرانيا أوعدم توفير الأسلحة اللازمة لها لكي تنتصر على القوات الروسية في الحرب التي تشنها روسيا ليس على أوكرانيا فقط ولكن على الدول الغربية بأسرها.