السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

العالم الجديد

  • 23-6-2022 | 19:29
طباعة

عشت حياتي المهنية كلها فى عالم من الأوراق والأقلام، وكافة متطلبات الصحافة الورقية التي تعلمتها على يد أساتذة كبار بل عظماء، وأحببت هذا العالم حبا كبيرا إلى حد أنني لم ألتفت إلى أننا دخلنا عالما جديدا من الصحافة التي تقرأها العين عبر وسائط التكنولوجيا الحديثة، ولم تعد الأوراق المكتوبة تحتضنها أصابع من يقرأها، فالأوراق حل محلها شاشة كبيرة أو صغيرة، والأقلام عادت إلى جرابها وحل محلها لوحة المفاتيح المنقوش عليها حروف اللغة، والتواصل الحميمي بين القارئ وصفحات جريدته أو مجلته تحول إلى ما يشبه توارد الخواطر العقلية بين شخص وآخر يتواصلان عن بعد.

 وتقلص الحوار بين الصحفي ومصدره من صفات تزيد أو تنقص إلى حوار سريع يتم من خلاله عرض كل ما هو جديد عن هذا المصدر، هذه هي لغة العصر الذي تجري عقارب ساعته من حولنا بسرعة البرق ولا يهدأ أو ينام أو يستريح ولو لدقائق قليلة، لأنه إذا غفل سوف يجد نفسه فى نهاية الصف.

حاولت التعرف علي هذا العالم عن قرب ولكنني لم أحاول فهمه بجدية وبقيت فى مكاني كامنة أراقب عن بعد ما يحدث آلي أن زحف التطور زحفا واضحا واقتحم عالمي ونسفه نسفا من أساسه، وأصبحت أمام الأمر الواقع أكون أو لا أكون وكعادتي بعد أن أهدأ قليلا أفكر وأمسك بميزان الدنيا بين يدي لأحسب إيجابيات وسلبيات التطور الجديد، ووجدتني أقرر اقتحام العصر الذى فرض أرادته علينا جميعا والسباحة وسط أمواجه المتلاطمة لعلي أصل إلى بر الأمان الذي يرضي من يشرفني بقراءة كتاباتي ويرضي رغبتي فى الاستمرار بالمهنة التي لم ولن أعرف غيرها.

فأهلا بأولى كلماتي في بوابة "دار الهلال"، وشكرا للزميل العزيز خالد ناجح الذي انتشلني من مصير الوحدة والظلام وانتظار الموت الذي كان يلف أذرعه الأخطبوطية حول رقبتي.