السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

"ذا ديبلومات": الدبلوماسية الرقمية للصين تتنامى وسط حضورٍ قوي في إندونيسيا

  • 23-6-2022 | 19:46

الصين

طباعة
  • دار الهلال

رصدت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية تنامي الدبلوماسية الرقمية للصين لتعزيز التفاهم الدولي وتحسين صورتها ما يعكس تحولًا جديدًا في دبلوماسية بكين؛ إذ نشطت الصين مؤخرًا في الترويج لسياستها الخارجية عبر منصات التواصل الاجتماعي الرقمية.

واعتبرت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية المتخصصة في الشئون الآسيوية - في تقرير حديث - أن القرار الأخير الذي اتخذه سفير الصين المعين حديثًا في إندونيسيا (لو كانج) من خلال فتح حساب على "تويتر" ونشر تغريدة تحية للمواطنين الإندونيسيين مع بدء فترة ولايته يؤكد تحولًا جديدًا في الدبلوماسية الصينية.

وأشار التقرير إلى أنه من المعروف على نطاق واسع أن الصين استخدمت منصة "تويتر" للتواصل الاجتماعي بشأن دبلوماسيتها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم؛ وهي ممارسة يشار إليها عادة باسم "الدبلوماسية الرقمية" وهي آخذة في التطور والنمو.

وألقت دورية "ذا ديبلومات" الضوء على تقرير صادر عن كلية لندن للاقتصاد كشف أن نشاط "تويتر" الصيني الرسمي قد زاد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن جميع البلدان تقريبًا لديها شكل من أشكال التواجد، إلا أن استخدام الصين لمنصة "تويتر"، المحظور داخل البلاد، يعد جديدًا نسبيًا، وفي واقع الأمر، أنشأت وزارة الخارجية الصينية حسابها على "تويتر" في عام 2018 فقط.

وتابعت: "في حين أن السفير الصيني السابق في إندونيسيا شياو تشيان الذي خدم من ديسمبر 2017 إلى نوفمبر 2021، لم يكن له حضور بارز على وسائل التواصل الاجتماعي، قرر السفير الجديد إنشاء حساب على تويتر في أبريل بعد وقت قصير من تقديم أوراق اعتماده إلى رئيس إندونيسيا، وفي ذات الوقت استقطب حساب السفير الجديد 17 ألف متابع على الأقل، ويستخدم الحساب لتسليط الضوء على التقدم الإيجابي في العلاقات بين الصين وإندونيسيا باللغات الصينية والإنجليزية والإندونيسية المحلية".

وتطرقت "ذا ديبلومات" أيضًا إلى إحدى تغريدات سفير الصين لدى إندونيسيا، التي رد فيها على تغريدة للسفارة الأمريكية تؤكد أن مطالبات الصين في بحر الصين الجنوبي تنتهك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وأوضح التقرير أن سفير الصين لدى إندونيسيا يتفهم المشاعر المتزايدة بين الشعب الإندونيسي فيما يتعلق بمعاملة مسلمي "الإيجور" في منطقة شينجيانج الصينية، حيث غرد على "تويتر" عن زيارته لمدرسة داخلية إسلامية في البلاد للحديث عن العلاقات الوثيقة بين المسلمين الصينيين والإندونيسيين، كما قام بالتغريد حول توظيف الشركات والبنوك الصينية للعمالة الاندونيسية، ربما في محاولة للرد على النقاشات المتعلقة بالعدد المتزايد من العمال الصينيين في إندونيسيا.

ذكر التقرير أنه على الرغم من أن السفارات والقنصليات الصينية في إندونيسيا ليس لديها حسابات على "تويتر" إلا أن الأرقام الرسمية الموجودة في إندونيسيا نشطة للغاية على منصة "تويتر"، وأحد الامثلة هو السفير الصيني لدى رابطة دول الآسيان دنج شيجون حيث ينشر بشكل متكرر روايات بكين مثل "شينجيانج هدف لحملة التشهير الأمريكية" والتطورات الإيجابية التي "تدعي" بكين أنها حدثت في شينجيانج، كما نشر تغريدات حول كيف ستفيد مبادرة الحزام والطريق البلدان الواقعة على مسار المبادرة وعن التقدم الإيجابي لمشروع سكة حديد جاكرتا - باندونج عالي السرعة.

وأضاف أن المنفذ الإعلامي الصيني، وكالة أنباء "شينخوا"، لديها حساب خاص على "تويتر" في إندونيسيا مع ما يقرب من 64 ألف متابع غالبًا ما تنشر تغريدات بالترجمة الإندونيسية لخطابات رئيس الصين، وآراء بكين حول توحيد تايوان مع الصين، وكيف يمكن لإندونيسيا الاستفادة من مبادرة الحزام والطريق، وتقارير عن زيارات المسؤولين الإندونيسيين للوقوف على أوضاع مسلمي الإيجور في منطقة شينجيانج والتصريحات الإيجابية التي تدلي بها الصين حول الوضع هناك.

وعزى التقرير سبب استخدام الصين لتويتر في دبلوماسيتها تجاه إندونيسيا إلى دور الصين المتنامي في إندونيسيا وزيادة المشاعر السلبية، ولا يقتصر هذا على تاريخ البلاد الطويل من المشاعر المعادية للصين، التي تفاقمت بسبب التوغلات الصينية في بحر الصين الجنوبي ووباء "كوفيد-19"، لكن بشكل أساسي معاملتها السيئة لمسلمي الأويجور في شينجيانج، فيما تدرك الصين الحاجة إلى تعزيز التفاهم العالمي لنفسها وتحسين صورتها عبر الدبلوماسية الرقمية، وفيما يبدو أن الحكومة في بكين تدرك أن الدبلوماسية الرقمية لم تكن أكثر أهمية من أي وقت مضى مثل دورها المتزايد في إندونيسيا.

وتتيح منصة "تويتر" للصين فرصة الوصول إلى الجماهير الإندونيسية بطريقة سريعة وفعالة، إذ تعد إندونيسيا حاليًا من بين الدول الخمس الأولى في العالم التي تضم أكبر عدد من مستخدمي "تويتر"، كما تُمكِّن منصة التغريدات القصيرة الصين من رصد الرأي العام الإندونيسي والمشاركة في المناقشات العامة، ومن خلال استخدام "الهاشتاج"، تستطيع الحسابات الصينية التأكد من أن تغريداتها ستظهر بشكل بارز في موضوعات معينة، كما تستطيع الصين نشر رسائلها بطريقة مباشرة ومؤثرة ونافذة.

ويرى التقرير أن المشاعر المعادية للصين في إندونيسيا لن تختفِ في أي وقت قريب، لكن من المحتمل أن تزداد قوة "الدبلوماسية الرقمية" الصينية في المستقبل، إذ يتابع حساب سفارة الصين وقنصلياتها في إندونيسيا على حسابات "إنستجرام" 11 ألف متابع تقريبًا.

وخلُص التقرير بالقول إنه بالإضافة إلى استراتيجيات القوة الناعمة الشاملة لوسائل الإعلام والتعليم في الصين، يمكن أن تساهم "الدبلوماسية الرقمية" في جهود بكين للحفاظ على صورتها الإيجابية في إندونيسيا، ومع ذلك قد تواجه أيضًا الصين بعض العوائق، بما في ذلك حقيقة أن هناك عددًا متزايدًا من وسائل الإعلام المحلية والمحللين الذين يقدمون معلومات متوازنة عن الصين، بما في ذلك حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي يديرها المسؤولون الأمريكيون ووسائل الإعلام، والتي تقدم وجهات نظر نقدية ومختلفة بشأن الصين.

الاكثر قراءة